الأطفال يحاكون سلوكيات الوالدين بما في ذلك اضطرابات القلق

دراسة أميركية: الأبناء يرثون نفس صفات الدماغ من آبائهم ما يجعلهم عرضة لنفس الحالة النفسية.
الأربعاء 2020/06/10
تأثير مباشر

برلين - أكد خبراء علم نفس الأطفال والمراهقين أن الآباء والأمهات الذين يعانون من أحد اضطرابات القلق يمكن أن يمرروه لأطفالهم.

ونبه خبراء من رابطة ألمانية متخصصة في طب نفس الأطفال والمراهقين وعلم النفس الجسدي والعلاج النفسي أنه يبدو أن خبرات التعلم لدى الأطفال تلعب دورا رئيسيا في استعدادهم للإصابة بالقلق وهو ما يتطلب علاجا نفسيا.

وأشاروا إلى أن الأطفال يحاكون سلوك والديهم حيث أنهم يرون الأم أو الأب مثلهم الأعلى. وبالتالي فإنه في حالة ما إذا ما كان أحد الوالدين يعاني من أحد اضطرابات القلق، يتعين عليه أن يلجأ إلى طبيب نفسي لمساعدته.

غير أنهم لفتوا إلى أنه ليس كل الأطفال الذين ينشأون في منزل يعاني فيه أحد الوالدين من القلق، معرضين للإصابة بالقلق، وهو الأمر الذي لا يتأثر أيضا بالعوامل الأسرية فحسب ولكن أيضا بالعوامل الخارجية.

وبين الخبراء أن الأمر الذي ينبغي ألا يفعله الوالدان هو استخدام أطفالهم للتغلب على القلق الذي يعانون منه، وهو عادة ما يلجأون إليه بدرجة كبيرة.

وتوصلت دراسة أميركية أنجزتها جامعتا ويسكونسن وكاليفورنيا إلى أن الأطفال قد يرثون القلق من آبائهم الذين يعانون من الحالة ذاتها، مشيرة إلى أن الأبناء يرثون نفس صفات الدماغ من آبائهم ما يجعلهم عرضة لنفس الحالة النفسية.

الأطفال يرون الأم أو الأب مثلهم الأعلى. وبالتالي فإنه إذا كان أحد الوالدين يعاني من أحد اضطرابات القلق، يتعين عليه أن يلجأ إلى طبيب نفسي

وأكد المختصون أن علماء النفس لاحظوا منذ فترة طويلة أنماط القلق في الأسر، إلا أن معظم الدراسات تشير إلى أن التشابه يرجع إلى التنشئة أكثر من الطبيعة الجينية.

وحددت فحوصات المشرفين على الدراسة لهياكل الدماغ في عائلات القرود التي تعاني من القلق، دائرة دماغية وراثية واحدة على الأقل تلعب دورا مهما في تطور القلق. ووجدوا أن الآباء القلقين وأطفالهم يتشاركون في الوراثة الوطيدة وغير المألوفة بين أجزاء من أدمغتهم التي تولد استجابة للخوف، وقد تؤدي بهم لسنوات من القلق.

كما بينت الدراسة أنه غالبا ما يكون الأطفال الذين يعانون من المزاج المتقلب خجولين، وقد يرثون من والديهم سمات الدماغ التي تؤدي إلى رد فعل مبالغ فيه من الخوف.

وأكد الباحثون أن هذا لا يعني أنهم وجدوا جذور كل حالات القلق أو حتى بعض الحالات منها ولكن توضح الدراسة أن هناك دائرة دماغ واحدة على الأقل لها صلة بحالات القلق في الطفولة التي عادة ما تسبق الاضطراب في مرحلة البلوغ، ثم يتم تمريرها جزئيا على الأقل من الأب إلى الطفل في الأجزاء الرئيسية المشابهة بينهما.

كما أثبتت الدراسة أن ذلك قد يساعد العلماء على تطوير استراتيجيات جديدة لمساعدة الناس على التغلب على القلق والتدخل في وقت مبكر من الحياة قبل أن يواصل الأطفال تطوير هذه الاضطرابات.

21