الأطفال على عكس البالغين يغرقون في صمت

برلين – تعتبر كيفية تأمين سباحة آمنة للأطفال أو حمايتهم من الغرق سواء في البحر أو المسابح العامة أو الخاصة أو حتى داخل المنزل من المسائل التي تؤرق العديد من العائلات مع حلول موسم الصيف المصاحب للعطلات والتي تتخللها الكثير من الاستجمام. ويزداد الأمر خطورة مع وجود الكثير من الأفكار الخاطئة والمعلومات المغلوطة أو حتى الأحكام المسبقة في ما يتعلق بغرق الأطفال.
ويحاول أي شخص في حالة غرق جذب الانتباه إما بالصياح وإما التلويح باليد وإما بلطم المياه. ويقول خبير ألماني إن هذا صحيح ولكن ما إذا لو كان ذلك الشخص طفلا؟ ويقول الدكتور أولف بوليجن، طبيب الأطفال في المركز الطبي بجامعة لايبتسغ، إن “الأطفال غالبا ما يغرقون في صمت”.
ويوضح أن أجسامهم تنزل في المياه بسرعة ودون كلمة لأن الصدمة تشلّهم ويكونون غير قادرين على طلب المساعدة.
والمسطّحات المائية ليست فقط البحار والبحيرات والمسابح، ولكن أيضا مغطس الاستحمام والدلاء والمراحيض والبحيرات الصناعية وصهاريج تخزين مياه الأمطار، التي يقول بوليجن إنه يجب جعلها آمنة للأطفال المحيطين بها.
ويشير الدكتور أولف بوليجن إلى أن عمق المياه ليس الخطر الأكبر ولكن سهولة الوصول للمياه.
ورغم أن الآباء والأجداد قد لا يروق لهم سماع هذا الشيء، فإن الطبيب يقول من واقع خبرة مهنية إن حوادث غرق الأطفال “عادة ما تحدث في وجودهم جرّاء الانتباه غير الكافي أو انعدامه أساسا”.
من يغرق يفقد وعيه أولا، مع نزول رأسه تحت المياه مرارا، كما تصاب أحباله الصوتية بالتشنج، ويصبح فاقد الوعي غير قادر على الحصول على هواء، مما يجعل السبب الحقيقي للوفاة هو الاختناق، وليس الغرق
وغالبا ما يكون السبب مبالغة الطفل في تقدير قدراته أو هيجان البحر أو استهتار الطفل أو تجاهله التام للمخاطر المحتملة.
ويشدد جهاز حراسة المياه التابع لمنظمة الصليب الأحمر الألمانية على موقعه الإلكتروني على ضرورة تدخل الآباء إذا لاحظوا أن أبناءهم البالغين من العمر تسعة أو عشرة أعوام لا يسبحون بشكل آمن، “أي أن على الآباء أن يتدربوا معهم على السباحة أو أن يرسلوهم لدورة تعليم السباحة”.
وعموما يقدّم الكثيرون نصائح عديدة تتعلّق بالسباحة، لكن أغلبها لا يخلو من مغالطات ومعلومات غير دقيقة.
فمثلا يزعم البعض أن الأشخاص الذين يتعرّضون للغرق يجدّفون بأذرعهم بشراسة ويصيحون، لكن الحقيقة أن هذا أمر غير صحيح، “فهذه أسطورة فعلا، فليس هناك غرق بالشكل الشائع في أفلام هوليوود”، حسبما أوضح المتحدث باسم الجمعية الألمانية لإنقاذ الحياة، أخيم فيزه.
ويقول فيزه إن من يغرق يفقد وعيه أولا، مع نزول رأسه تحت المياه مرارا، كما تصاب أحباله الصوتية بالتشنج، ويصبح فاقد الوعي غير قادر على الحصول على هواء، مما يجعل السبب الحقيقي للوفاة هو الاختناق، وليس الغرق. ومن الممكن في بعض الحالات أن يصل الماء للرئتين، وهو ما يمكن أن يؤدي أيضا للوفاة.
ولكن، ووفقا للمتحدث باسم الجمعية الألمانية لإنقاذ الحياة، فإن “كلا الأمرين يحدث بهدوء”.
ويزعم البعض أيضا أنّ أغلب حالات الوفاة جرّاء الغرق تحدث في البحر، فيما الحقيقة تفنّد ذلك، فعدد حوادث الغرق في البحيرات والبرك والأنهار في ألمانيا مثلا أكبر من عدد الغرقى في البحر، فقد بلغ عدد غرقى البحيرات والبرك والأنهار في ألمانيا العام الماضي 16 ضعف عدد غرقى البحر، فبينما غرق 233 شخصا العام الماضي في ألمانيا في البحار والبرك و161 شخصا في الأنهار، فإن غرقى البحر لم يتجاوزوا 25 شخصا، في العام نفسه.