الأصالة والمعاصرة المغربي يطلق مبادرة "جيل 2030" لترغيب الشباب في السياسة

الرباط - أطلق حزب الأصالة والمعاصرة المغربي، الثلاثاء، مبادرة تحت عنوان “جيل 2030”، تهدف إلى إشراك الشباب المغربي في صياغة السياسات العمومية وتمكينهم من لعب دور فاعل في التحولات المجتمعية التي تشهدها المملكة. وجاء إطلاق المبادرة التي اختار لها الحزب شعار “الشباب محور التغيير والبناء”، خلال حفل احتضنه مسرح محمد الخامس بالعاصمة الرباط، بحضور عدد من الوزراء والقيادات الحزبية، بالإضافة إلى أعضاء شبيبة الحزب وممثلي المجتمع المدني.
وترمي مبادرة “جيل 2030” وفق الحزب، إلى خلق فضاءات حوارية بين الشباب والفاعلين السياسيين، من خلال اعتماد مقاربة تشاركية تعتمد على الاستماع إلى آراء الشباب وأفكارهم، وتقديم حلول مبتكرة للتحديات التي تواجههم، خاصة في مجالات التشغيل، التعليم، والاندماج الاجتماعي.
كما تسعى المبادرة إلى تعزيز الثقة بين الشباب والمؤسسات السياسية، وذلك عبر تبني خطاب سياسي جديد يتلاءم مع تطلعات الجيل الصاعد ويتفاعل مع أدوات العصر الرقمي. ووجدت قيادات بالحزب في هذه المبادرة “مرحلة توجيهية لا تهم حصرا شباب الأصالة والمعاصرة، بل تشمل جميع أطياف هذه الفئة النشطة في المملكة، كون هذه الفئة لا تجد اهتماما من الفاعل السياسي المغربي.”
وأكد المهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، ووزير الثقافة، بأن “هذه المبادرة التي انبثقت من شباب الحزب ولقيت ترحيبا من المكتب السياسي، تسعى لمعالجة نقص الاهتمام الشبابي بالسياسة، وتأتي في ظل مبادرات أحزاب أخرى وجمعيات للمجتمع المدني التي تحتاج للتشجيع، وأن المبادرة تسعى إلى الانفتاح على الشباب والإنصات إليهم في عصر الرقمنة حتى يكون هناك حوار ناجع يوصل صوتهم إلى الفاعل السياسي.”
وشددت زهور الوهابي نائبة رئيس المجلس الوطني للحزب، في تصريح لـ”العرب”، على أن “مبادرة الأصالة والمعاصرة، (جيل 2030)، هي منصة شبابية اقترحها الشباب من داخل الحزب موجهة لكل الشباب المغاربة لفتح حوار ليعبر من خلالها ويقول كلمته، حول الأولويات والمطالب والأسئلة المرتبطة بمستقبلهم، كما ستتيح هذه المنصة فرصة لرصد تصورات الشباب حول تصوراتهم للمغرب في أفق 2030، وذلك لتقييم الواقع الذي تعيشه هذه الفئة من المجتمع للمساهمة في بلورة سياسات عمومية أكثر التصاقا بتطلعاتهم.”
وأوضح بلاغ صادر عن أصحاب المبادرة، توصلت “العرب” بنسخة منه، أن مبادرة “جيل 2030”، “تؤمن بأن المدخل الحقيقي لتأمين استدامة إشراك الشباب في بلورة سياسات عمومية مستجيبة لانتظاراتهم وتطلعاتهم حاضرا ومستقبلا، يقوم على ثنائية الكرامة – الأمل، باعتبارها المدخلات والركائز الأساسية لسيرورة طويلة من العمل على درب مصالحة الشباب مع الحياة السياسية والعامة ببلادنا.”
وأفاد رشيد لزرق، أستاذ العلوم السياسية، أن “مبادرة من هذا النوع تحمل طموحا سياسيا لتركيز تموقع الحزب ضمن الخارطة السياسية الوطنية الحالية، شريطة أن يتأطر بروح الاستمرارية وعدم الارتهان للعملية الانتخابية،” مبرزا أن “استقطاب الشباب ومصالحتهم مع السياسة هو ترجمة لوجود تنافس مُبكر بين الأحزاب السياسية في خضم المتغيرات التي تشهدها الساحة السياسية في البلاد.”
وأوضح لـ“العرب” أن “ثقة الشباب بالعمل السياسي مرتبطة بمدى وجود الديمقراطية الداخلية، مع مصداقيتها لدى الرأي العام في وقت تزداد فيه المطالب للقيام بأدوارها الدستورية.” وتابع رشيد لزرق أن “هذه المبادرة لا بد أن تتماشى مع الإصلاح الذي يباشره الأصالة والمعاصرة وإعادة بناء الهياكل الداخلية، ويحتّم رسم سياسات وخطط لوضع الشباب في سياقهم المجتمعي الصحيح كقوة متغيرة رئيسية ومبادرة.”
وتأتي هذه المبادرة التي شهدت انطلاقتها المنسقة الوطنية للقيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب، فاطمة الزهراء المنصوري، قبل الاستحقاقات التشريعية المزمع تنظيمها في المغرب في العام المقبل، وهي فترة حاسمة بالنسبة إلى الفعاليات المجتمعية التي تسعى إلى توسيع المشاركة السياسية للشباب.
وأكد عضو المكتب السياسي، هشام عيروض، أن الحزب يحرص من خلال المبادرة على وضع سياسات تدعم المبادرات التي تسهم في رفع مستوى الوعي السياسي لدى الشباب وتساعد على بناء جيل قادر على قيادة المستقبل والإسهام في النهوض بالمجتمع.
ويرى المرصد المغربي للمشاركة السياسية، أن الفجوة الحاصلة بين الشباب والعمل السياسي تجعل أيّ رهان على الإصلاح السياسي والديمقراطي منقوصا، ذلك أنه ودون انخراط هذه الفئة الأساسية وتشكيل قاعدة كبرى داخل هذا المناخ سيتعثر هذا المسار الإصلاحي، كما يبرز دور الأحزاب بشكل واضح في استقطاب الشباب وممارسة مهامهم المنصوص عليها دستوريا كطريقة فضلى لتحقيق التنمية وممارسة الديمقراطية.
وتزامنت مبادرة الأصالة والمعاصرة، مع إطلاق الجسم المدني والأكاديمي “مبادرة للتواصل والنقاش حول الديمقراطية التمثيلية الموجهة للشباب المغربي”، هدفها حسب المنظمين لها، هو”تحفيز الشباب على المشاركة في العملية السياسية بشكل جاد وواعٍ، وتزويدهم بالأدوات والمعرفة التي يحتاجونها ليكونوا جزءًا من العملية السياسية، وخلق جيل من الشباب لا يشارك فقط في الانتخابات، بل يساهم في تغيير مجريات الأحداث السياسية.”
ومع وجود تحديات عديدة تتطلب إعداد جيل شبابي يهتم بالشأن السياسي حسب قيادة الأصالة والمعاصرة، فقد بلغت نسبة تفاعل حزب الأصالة والمعاصرة (مشارك في الحكومة) بنسبة 100 في المئة مع طلبات الانخراط التي توصل بها ومنها الشباب، حسب دراسة ميدانية أنجزها “المركز المغربي للمواطنة”، وأن خمسة أحزاب من أصل الأحزاب الثمانية التي شملتها الدراسة، لم تتفاعل مع أيّ من طلبات الانخراط.