الأسد: العقوبات الأميركية تستهدف خنق الشعب السوري

دمشق - بثت وكالة الأنباء السورية مساء الأربعاء كلمة للرئيس بشار الأسد أمام الأعضاء الجدد لمجلس النواب، كانت تأجلت لساعات بسبب عارض ألم به، وأثار شكوكا حول وضعه الصحي.
وهاجم الأسد خلال كلمته قانون قيصر الأميركي قائلا إنه “ليس حالة منفصلة أو مجردة عما سبقه من مراحل الحصار والتي تسببت بضرر كبير للشعب السوري”، مشددا على أنه لن يقبل التراجع وما أسماه بـ”الطروحات الانهزامية بعد كل تلك التضحيات”.
واعتبر الرئيس السوري أن العقوبات الأميركية الأخيرة التي تستهدف كيانات أجنبية تتعامل مع سوريا تمثل مرحلة جديدة من العدوان على حكومته، وتستهدف “خنق الشعب السوري”.
ودخل قانون قيصر الأميركي الذي يستهدف الضغط على النظام السوري لإجباره على السير في مفاوضات ترعاها الأمم المتحدة وفق القرار 5422، حيز التنفيذ في يونيو الماضي، حيث تم الإعلان منذ ذلك الحين عن حزمتي عقوبات استهدفت الأسد والحلقة الضيقة المحيطة به، فضلا عن قيادات عسكرية ورجال أعمال.
وقد تسبب هذا القانون حتى قبل تفعيل في انهيار دراماتيكي لقيمة العملة المحلية أمام الدولار الأميركي، وقال الأسد إن حالة الذعر الداخلي من تأثير العقوبات الأميركية هي السبب في تراجع قياسي في قيمة العملة السورية أمام الدولار مؤخرا.
وشدد الأسد في كلمته على أنه لن يتنازل رغم الضغوط المسلطة عليه، قائلا “لا أحد لديه الحد الأدنى من الوطنية يقبل بالحلول الانهزامية…لا أعتقد أن هناك شخصا يملك الحد الأدنى من الوطنية يقبل بالطروحات الانهزامية اليوم بعد كل تلك التضحيات”.
وكان من المفترض أن يلقي الأسد كلمته أمام أعضاء مجلس النواب ظهر أمس، بيد أنه تأجل بثها إلى الساعة الساعة 18.30 بالتوقيت المحلي.
وكان التلفزيون الرسمي السوري ذكر أن الرئيس بشار الأسد أصيب بانخفاض في ضغط الدم لبضع دقائق أثناء إلقائه كلمة أمام البرلمان ثم استأنف كلمته بشكل طبيعي.
وقليلا ما تتحدث وسائل الإعلام الرسمية عن صحة الرئيس (55 عاما) الذي يحكم بلدا يواجه انهيارا اقتصاديا وشهد حربا استمرت نحو عشر سنوات وأودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وشردت ملايين آخرين.
وأجرى النظام السوري الشهر الماضي انتخابات لـ”مجلس الشعب”، في ظل غياب الملايين من المواطنين الذين اضطروا لمغادرة البلاد هربا من العمليات العسكرية.