الأردن يستعين بالتكنولوجيا في دعم كفاءة صناعة الفوسفات

اتفاقية لتعزيز كفاءة التخزين وتقليص التكاليف في سلسلة الإنتاج.
الخميس 2021/08/12
ثروة تحتاج إلى استثمار مستدام

تسير خطط الأردن لتحويل صناعة الفوسفات إلى مجال أكثر كفاءة بخطى متسارعة عبر المضي قدما في تعزيز الاستعانة بالتكنولوجيا بشكل أكبر في عمليات الاستخراج والتخزين بما يحقق الأهداف في تقليص تكاليف الإنتاج وزيادة الإيرادات لبلد هو في أمسّ الحاجة إلى الأموال.

عمان – أبرمت شركة مناجم الفوسفات الأردنية المملوكة للدولة وشركة وهاج للاستثمار المتخصصة في توفير حلول الطاقة البديلة اتفاقية لاستخدام تقنية الطاقة المركزة (أي.أس.سي) بشكل مستدام خلال سلسلة الإنتاج في كل محدداتها باعتبار أن هذه الصناعة أحد القطاعات التي توفر العملة الصعبة.

وتهدف الاتفاقية التي أبرمها الأربعاء الرئيس التنفيذي لشركة مناجم الفوسفات عبدالوهاب الرواد والرئيس التنفيذي لوهاج أيمن المعايطة بالأساس إلى استخدام هذه التكنولوجيا المبتكرة في توفير حرارة عالية لمجففات الفوسفات في منجم الشيدية جنوب البلاد لتقليل الرطوبة في مادة الفوسفات.

ونسبت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية إلى الرواد قوله إن “استخدام هذه التقنية سيسهم بشكل كبير في تقليل استهلاك الوقود وخفض تكاليف الإنتاج، ما يزيد من مبيعات الشركة من خام الفوسفات وتعزيز تنافسيتها في السوق العالمية”.

عبدالوهاب الرواد: نريد زيادة مبيعات الفوسفات وتعزيز تنافسيته بالسوق العالمية
عبدالوهاب الرواد: نريد زيادة مبيعات الفوسفات وتعزيز تنافسيته بالسوق العالمية

وأكد أن توقيع الاتفاقية يأتي انطلاقا من إيمان الشركة بأهمية استغلال الطاقة الشمسية كخيار استراتيجي تسعى له الكثير من دول العالم لتحقيق تنوع في مصادر الطاقة المستخدمة لديها، إلى جانب الآثار البيئية المعدومة لاستخدام الطاقة الشمسية، حيث تعد طاقة نظيفة ويساهم استخدامها في تقليل انبعاث الغازات وبالتالي الحد من تلوث البيئة.

ويتوقع أن يسهم استخدام تكنولوجيا الطاقة البديلة بشكل كبير في خفض كلفة الإنتاج إضافة إلى الحد من تلوث البيئة وحماية الاقتصاد في ما يتعلق بأمن الطاقة في قطاع يسهم بنحو 8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وتقول الحكومة إنها تتجه بثبات لتطوير قطاع التعدين لتعظيم مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، حيث يعتبر الأردن من أكبر منتجي ومصدري الفوسفات والبوتاس والبروم والأسمدة والأحماض الكيميائية.

وأكدت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي مرارا أهمية هذا القطاع في توظيف العمالة المحلية وتغطية حاجة السوق المحلية من المواد الخام وتوفير العملات الصعبة من خلال الصادرات.

وتشير إحصائيات صندوق النقد العربي إلى أن الأردن يحتل المرتبة الثالثة عربيا في إنتاج الفوسفات بعد كل من المغرب ومصر، وتليه كل من السعودية وتونس. وتمتلك البلاد خامس احتياطي للفوسفات في العالم بواقع 3.7 مليار متر مكعب، وهي تعد بتحقيق عوائد مالية كبيرة في حال تم استغلالها.

ويعاني الأردن من أوضاع اقتصادية صعبة منذ تفجر الفوضى في سوريا جاءت بالتزامن مع إجراءات تقشفية وإصلاحات اقتصادية قاسية بهدف تعزيز الإيرادات تلتها الأزمة الصحية التي زادت من حجم التحديات أمام الحكومة.

وتشهد عمليات تصدير الفوسفات تحديات تتمثل في تراجع الطلب في أسواق الاستهلاك الرئيسة على مستوى العالم فضلا عن انخفاض الأسعار، الأمر الذي أدى إلى توقف الإنتاج في الكثير من مصانع الفوسفات المنافسة وانخفاض الأسعار نتيجة المنافسة الحادة.

ووضعت مناجم الفوسفات، وهي واحدة من 4 شركات تدير مناجم الفوسفات الأردنية، عبر وحدة البحث وتطوير الأعمال، خططا للتوجه نحو استخدام الطاقة النظيفة، لاسيما الطاقة الشمسية في مجالات تصنيع الفوسفات والأسمدة الفوسفاتية.

وبدأت الشركة في يونيو الماضي بالتعاون مع شركة يوكو غاو اليابانية أعمال التطوير التدريجي لأنظمة التحكم والقياس في عملياتها الإنتاجية في المجمع الصناعي بالعقبة، مما يعكس حرصها على مواكبة أحدث أنظمة التشغيل العالمية.

قطاع الفوسفات الأردني

  • 8 في المئة مساهمته السنوية في الناتج المحلي الإجمالي
  • 3 هو ترتيب الأردن في إنتاج الفوسفات عربيا

وحققت مناجم الفوسفات رقما قياسيا في صادراتها من الفوسفات الخام خلال يونيو الماضي بكمية بلغت 554.76 ألف طن تعد الأعلى منذ إنشاء ميناء تصدير الفوسفات الجديد.

واستطاعت الشركة الهندية – الأردنية للكيماويات المملوكة بالكامل لمناجم الفوسفات إنتاج أكثر من 27 ألف طن من حامض الفوسفوريك وهو الإنتاج الشهري الأعلى منذ بدء التشغيل في الشركة عام 1997.

وتسعى الشركة للارتقاء بكميات الإنتاج من الفوسفات الخام والصناعات التحويلية ضمن برامج مدروسة تهدف من خلالها الشركة إلى تسجيل أرقام عالمية وقياسية على مستوى الإنتاج مما ينعكس إيجاباً على ربحيتها.

وأظهرت نتائج الشركة في الربع الأول من العام الحالي أن صافي ربحها بلغ 35.8 مليون دينار (50.5 مليون دولار) مقارنة مع خسارة 11.6 مليون دينار خلال الفترة نفسها من العام السابق.

ووفق بيانات الشركة التي نشرت على موقع البورصة، فقد ارتفع صافي المبيعات 40 في المئة في الربع الأول من 2021 إلى 184.3 مليون دينار مقارنة مع الفترة نفسها من 2020.

ويسعى الأردن لاستعادة البعض من الأسواق الواعدة في جنوب شرق آسيا وفي أوروبا الشرقية وأستراليا لضمان المزيد من العوائد المستدامة.

وتتسلح الدولة في خطتها بعدة عوامل من بينها إبرامها المزيد من الشراكات الاستراتيجية كان آخرها اتفاق شركة مناجم الفوسفات الأردنية مع الشركة المثالية المتطورة للصناعات التحويلية لاستغلال مكمن الفوسفات في منجم الشيدية، في عقد مدته 20 عاما وبقيمة 85 مليون دولار.

من المتوقع أن يسهم استخدام تكنولوجيا الطاقة البديلة بشكل كبير في خفض كلفة الإنتاج إضافة إلى الحد من تلوث البيئة

وأوضحت الشركة في إفصاح للبورصة الشهر الماضي أن الإنتاج سيبدأ بعد 23 شهرا بنحو 1.5 مليون طن فوسفات سنويا وبمعدل تكلفة يبلغ 32 دولارا للطن.

وأشارت حينها إلى أن الاتفاق ينقل ملكية المشروع الذي يوفر قرابة 200 فرصة عمل مباشرة وألفي فرصة عمل غير مباشرة إلى شركة مناجم الفوسفات بعد انقضاء فترة العقد.

وفي العام 2019 أبرمت الشركة اتفاقيتان، الأولى مع شركة هندية لإنشاء مصنع لفلورايد الألومنيوم في منطقة الشيدية. أما الثانية فوقعتها مع شركة ميتسوبيشي اليابانية لإنشاء مصنع للفوسفور الأصفر بمنطقة وادي الأبيض بمدينة الكرك لتصدير 200 ألف طن من الفوسفات إلى سلطنة بروناي.

10