الأردن يريد التحول من الوعي بمخاطر الإعلام إلى "التربية" الإعلامية

تصريحات صخر دودين تعكس قلق رسمي من سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي على المشهد الإعلامي.
الثلاثاء 2021/09/21
تضارب رواية الحكومة أعلت قيمة مواقع التواصل

عمّان - عبّر الأردن عن استعداده لتبني مقاربة جديدة للتعامل الشعبي مع الإعلام تتجاوز فكرة الوعي بأهميته وخطورته إلى مرحلة “التربية الإعلامية”.

وأشار وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية صخر دودين إلى أهمية “تعزيز مفهوم التربية الإعلامية والمعلوماتية في ظل التطوّر الهائل والمستمر في تقنيّات الاتصال، والكمّ الهائل من المعلومات المتدفّقة عبر الفضاء الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام”.

وقال دودين في افتتاح مؤتمر “لنبدأ التربية الإعلامية والمعلوماتية الرقمي 2021” الاثنين إن “هذا الأمر يتطلّب تكريس الثقافة الصحيحة للتعامل مع هذه الوسائل، وتعزيز قدرة الأفراد على تمييزها، وتمكينهم من نبذ الإشاعات، وتفنيد الأخبار الزائفة، وتعزيز مهارات التفكير الناقد لديهم”.

صخر دودين: العاهل الأردني يريد أن تكون المنصات الاجتماعية "صوتا لنا"

وتعكس تصريحات الوزير الأردني قلقا رسميا من سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي على المشهد الإعلامي وتراجع قدرة الدولة على التأثير في هذا المشهد كما تجسّد مؤخرا في قضية “المؤامرة” التي نسبت لأخ العاهل الأردني الأمير حمزة ورئيس سابق للديوان الملكي وعضو في الأسرة المالكة.

وتضاربت روايات الحكومة بشكل لافت في حين سارع الأردنيون إلى مصادر إعلام غربية وأخبار تم تناقلها على نطاق واسع في الشبكات الاجتماعية.

وأشار دودين إلى أن استقاء الأفراد للمعلومات بات يتركّز بشكل أساسيّ على مواقع التواصل الاجتماعي وأدواته “وبالتالي أصبحت هذه الأدوات هي الأكثر تأثيرا في أفكارهم وسلوكيّاتهم”، مؤكدا على أهمية الحاجة إلى تجذير الوعي المجتمعي بكيفيّة التعامل معها، وتوظيفها بشكل إيجابيّ لخدمة الأفراد والمجتمعات.

وألمح الوزير إلى الاهتمام الملكي بقضية الإعلام، وأشار إلى رغبة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بأن تكون منصّات التواصل الاجتماعي “صوتاً مسموعاً لنا، وفرصاً غير مسبوقة للتواصل، نسلّط الضوء من خلالها على القضايا المصيريّة ونناقشها في إطار حوار بنّاء”.

ويعطي الأردن أهمية بالغة للتربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة “في توعية الأجيال ضد مخاطر مجتمعيّة عديدة، ساهم التطوّر التقني وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لها، كالتطرف والكراهية والابتزاز واغتيال الشخصيّة وغيرها من الممارسات السلبيّة الواجب تعزيز الوعي بمخاطرها، وكيفيّة التصدّي لها”.

ويعدّ الأردن من الدول المستقرة في منطقة تتجاذبها الاستقطابات وهو محاط بعدد من البلدان تشهد حروبا أهلية وصراعات طائفية وعرقية مختلفة.

ويعوّل الأردن على التربية الإعلامية “في تثقيف الأفراد بالقوانين والتشريعات، من أجل تفادي بعض الممارسات المخالِفة والمُجرَّمة قانوناً، كالإساءة والتشهير، التي تتمّ في كثير من الأحيان بسبب الجهل في معرفة القوانين”.

وأشاد الوزير بجهود القائمين على المؤتمر “الذي يأتي متّسقاً مع الجهود الوطنيّة الرامية إلى تكريس مفهوم مهارات التربية الإعلاميّة والمعلوماتيّة، بما يعزّز الوعي لدى الأفراد، ويخدم المجتمع، مؤكداً حرص الحكومة على الشراكة والتعاون مع مثل هذه المبادرات الخلاّقة، بما يحقّق الفائدة للمجتمع”.

الأردن يعوّل على التربية الإعلامية في تثقيف الأفراد بالقوانين والتشريعات، من أجل تفادي بعض الممارسات المخالِفة والمُجرَّمة قانوناً

وتضمنت الجلسة الافتتاحية من المؤتمر الذي يستمر على مدار يومين كلمات لرئيس جمعية حماية الأسرة والطفولة في محافظة إربد كاظم الكفيري، ومدير أكاديمية دويتشه فيله الألمانية كارستن فون ناهمن، ورئيسة قسم الثقافة والإعلام في سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الأردن ليوني لورنز، تناولت أفكاراً ومقترحات عن أهمية تعزيز مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية لدى الشعوب للحد من انتشار الإشاعات، إلى جانب الحديث عن تجارب عدد من الدول في تعميم هذه المفاهيم لدى الأجيال الناشئة والشباب.

ويتضمن مؤتمر “لنبدأ التربية الإعلامية والمعلوماتية الرقمي 2021” جلسات وورش عمل يشارك فيها تربويون ومعلمون ومعلمات من مدارس مختلفة بالإضافة إلى مدرّبين معتمدين في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية، ومشرفي مراكز شبابية وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني الشبابية من محافظة إربد، ويهدف إلى ترسيخ المهارات والأساليب التعليمية التفاعلية لدى العاملين في القطاعات التعليمية والشبابية في محافظة إربد.

ويتزامن هذا المؤتمر مع انعقاد المؤتمر الإقليمي للتربية الإعلامية والمعلوماتية الذي تنظمه أكاديمية دويتشه فيله، الذي يهدف إلى تقديم أفضل الممارسات لإدماج مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية في المناهج المدرسية، وإطلاق شبكة بين الجهات الفاعلة في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

18