الأردن يراهن على التكنولوجيا لدعم المشروعات الناشئة

عمان - اختزل دخول الأردن تحت مظلة شبكة الخدمات العامة الرقمية المتعلقة بدعم قطاع الابتكار مدى اهتمام السلطات بهذا المجال، خاصة بعد الإشادة التي منحتها العام الماضي شركة مايكروسوفت الأميركية لبيئة الأعمال في البلاد.

وأكد ممثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في غرفة تجارة الأردن هيثم الرواجبة، أهمية انضمام بلاده إلى شبكة الخدمات من أجل تعزيز فرص إقامة شراكات عالمية لتنفيذها.

ونسبت وكالة الأنباء الرسمية إلى الرواجبة قوله في بيان الجمعة، إن “الانضمام إلى هذه الشبكة من شأنه تعزيز دور الشباب الذين لديهم المشاريع والأفكار الريادية وتجاوز تحديات صعوبة الحصول على التمويل اللازم لتنفيذ هذه المشاريع والحاجة إلى الوصول إلى الأسواق العالمية”.

وتراهن الحكومة على قطاع التكنولوجيا، الذي تقدّر نسبة نموه السنوية بنحو 25 في المئة، وهو يلعب دورا مهما في الاقتصاد، ما يدعم الاتجاه بتحويل اقتصاد البلاد إلى اقتصاد رقمي، ويجعل من البلاد مركزا رئيسا للتكنولوجيا مستقبلا.

ويرجّح محللون أن تستفيد عمّان خلال السنوات المقبلة من التكنولوجيا لإحداث تغييرات في سوق العمل، التي تعاني من مشاكل منذ سنوات، وأن يعزّز الذكاء الاصطناعي كفاءة المشاريع وتقليص الإنفاق.

وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وملك مملكة النرويج هارالد الخامس قد شهدا خلال منتدى الأعمال الأردني النرويجي، المنعقد الاثنين الماضي الإعلان عن انضمام الأردن إلى شبكة الخدمات العامة الرقمية.

وتم إطلاق هذه الشبكة بالتعاون بين الحكومة النرويجية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، التي ستسهم في دعم قطاع ريادة الأعمال في الأردن، وتسهيل حصول الشركات على التمويل والتشبيك مع الخبراء من مختلف دول العالم.

وأشار الرواجبة إلى قيام غرفة تجارة الأردن بإطلاق وحدة خاصة تحتضن الأفكار المبتكرة ومشاريع ريادة الأعمال بالبلاد بهدف تسويق الأفكار والمشاريع الريادية خارجيا والسعي لاستقطاب مستثمرين وإقامة شراكات لتنفيذها.

وأوضح أن الغرفة ومن خلال هذه الوحدة سوف تعمل على الترويج للمشروعات الناشئة في الأردن وخاصة مع رجال الأعمال العرب، اللذين يفكرون في الدخول إلى السوق المحلية .

كما دعا أصحاب الأفكار الريادية إلى الاستفادة من خدمات الوحدة وإطلاق مشاريعهم من خلال الغرفة، التي تعد المظلة الأولى للقطاع التجاري.

وستقدم هذه الوحدة الدعم الفني واللوجستي انسجاما مع المبادرات الحكومية لتمكين الشباب ومساعدتهم في تحويل أفكارهم الريادية إلى مشاريع حقيقية وناجحة.

وأكدت مرارا الأوساط الاقتصادية الأردنية أن دعم وتحفيز قطاع الريادة بالبلاد يعدان المفتاح لجذب المزيد من الاستثمارات لتوفير فرص العمل والنمو الاقتصادي، خاصة أن العديد من الشركات الناشئة في هذا القطاع حققت نجاحات مهمة محليا وعالميا.

وأشارت دراسة مشتركة أعدتها جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات (إنتاج) الأردنية وشركة أورانج الفرنسية والوكالة الألمانية للتعاون الدولي إلى أن القيمة المضافة إلى قطاع التكنولوجيا في الأردن تعتبر مرتفعة بشكل ملحوظ، مقارنة بالمتوسط المحلي عبر القطاعات والأنشطة الرئيسية الأخرى.

وبلغ متوسط القيمة المضافة الناتجة عن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 64 في المئة من إجمالي إنتاجه، مقارنة بنسبة 40 في المئة بالمتوسط لأنشطة التصنيع و52 في المئة في المتوسط لجميع الأنشطة الاقتصاديّة الأخرى.