الأديان.. منطقة محظورة تخترقها نتفليكس

تستمر شبكة نتفليكس في إثارة الجدل، وذلك من خلال محتواها الذي يحمل عادة أفكارا مثيرة؛ لكن الأمر يبدو مختلفا هذه المرة، حيث قررت أن تنتج مسلسلا جديدا عن واحد من أكثر الموضوعات الدينية حساسية، وهو قصة ظهور المسيح الدجال بعد أن أثارت الغضب بفيلم يصور المسيح كـ”شاذ”.
واشنطن - وقع مليونا شخص عريضة تدعو “نتفليكس” إلى سحب فيلم كوميدي بعنوان “الإغواء الأول للمسيح” ”The First Temptation of Christ“ مدته 46 دقيقة يصور السيد المسيح مثليّ الجنس، وأمّه مدخنة مدمنة على الحشيش، بدأ عرضه ديسمبر الجاري.
والفيلم أنتجته قناة “بورتا دوس فوندوس” البرازيلية على يوتيوب.
يذكر أن اسم الفيلم الجديد يحمل نفس اسم فيلم أنتج عام 1988 وأثار جدلا واسعا حينها. والفيلم القديم الذي أخرجه مارتن سكورسيزي مستوحى من رواية يونانية يتحدث عن علاقة “تربط المسيح بمريم المجدلية”. واتهم الموقعون على العريضة المجموعة البرازيلية بالسخرية من العقيدة الكاثوليكية. وطالب الموقعون الشبكة بسحب الفيلم، والقناة المنتجة بالاعتذار عن الإساءة للمسيحيين.
وقد اشتعل موقع تويتر بالتغريدات الغاضبة التي رفضت المساس بالمعتقدات الدينية، ومن أبرزها تغريدة لابن الرئيس البرازيلي الحالي جايير بولسونارو، قال فيها “نحن نحترم حرية التعبير، لكن هل يستحق هذا مهاجمة معتقد نحو 86 بالمئة من الشعب؟”.
ويأمل المطالبون بسحب فيلم الإغواء أن يصل عددهم إلى ثلاثة ملايين موقع لدفع نتفليكس لسحب الفيلم الذي لا يزال متوفرا على منصتها منذ 3 ديسمبر بمناسبة أعياد الميلاد. وانتقل الجدل حول الفيلم من الأوساط المسيحية، إلى معتنقي ديانات أخرى، إذ دافع ناشطون عن عرض الفيلم مطالبين منتقديه بعدم مشاهدته.
وأثار الفيلم ضجة عربيا أيضا.
وكتب مغرد:
HussaenShaker@
إن ما نشره موقع نتفليكس من عمل درامي يصور السيّد المسيح (عليه السلام) علىٰ أنّهُ مثلي الجنس!! إنما هو تزييف للحقائق التاريخية! وإهانـة كبيرة لرسل الله! واستفزاز واضح لأبناء الدينين، الإسلامي والمسيحي! وتعدّ واضح علىٰ مقدسات الإنسان، الشرقي والغربي علىٰ حدٍ سواء!
فيما لم تعلق نتفليكس على النقد، وقالت مجموعة “بورتا دوس فوندوس” البرازيلية إنها “تقدّر الحرية الفنية والفكاهة في التطرق لهذه المواضيع الثقافية”، مضيفة أن “حرية التعبير هي البناء الأساسي لأي بلد ديمقراطي”.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بسؤال “هل يندرج ما قام به صنّاع العمل تحت حرية الفن والتعبير؟”.
يذكر أن نتفليكس تعدّ مسلسلا سيرى النور بداية شهر يناير 2020 يدور حول شخصية “المسيح الدجّال”، حيث عرضت الشركة الأميركية فيديو تشويقيا للمسلسل الذي يدعى “المسيح” Messiah.
وتراهن شبكة نتفليكس على المسلسل الجديد ليحقق انتشارا كبيرا خاصة في العالم العربي بعد أن حاز الفيديو التشويقي على مليون مشاهدة في أيام قليلة.
وتدور أحداث المسلسل حول الظهور المفاجئ والغامض لشاب في سوريا يزعم أنه أرسل إلى الأرض من قبل والده في مهمة خاصة ليجري التحقيق معه من قبل ضباط في وكالة المخابرات المركزية الأميركية.
والمسلسل من بطولة الممثل التونسي البلجيكي مهدي دهبي، وميشال موناغان، وتومر سيزلي، ومن إخراج الأسترالي جيمس ماكتيغي.
ويقول معلقون إن الفيلم عن “المسيح الدجال” ويتفق معهم الكثير من المسيحيين الذين يسمونه “عدو المسيح”.
وغرد الحساب الرسمي للمسلسل على تويتر منذ أيام موجها السؤال للجمهور:
MessiahNetflix@
من تظنون أنه سيكون؟
فيما أجاب العديد من متابعي شبكة نتفليكس -وخصوصا من الجمهور العربي- أنهم يظنون أن المسلسل سيكون عن المسيح الدجال، طبقا لكل الإشارات التي ظهرت في الإعلان الدعائي.
وكالعادة لم تغب نظرية المؤامرة. عن تحليلات المغردين وكتب معلق:
oct_1996@
توجد رواية عمرها 40 سنة! من المخابرات الأميركية تتحدث عن أنها ستخرج “مهدي” مزيفا لقيادة العرب والسيطرة على اقتصادهم، ولفت انتباهي نفس السنياريو لمسلسل سيعرض على نتفليكس باسم “المسيح”، وتخيل معي عقلية الكوسة محشي التي تكفرك لو أنكرت عذاب القبر بينما القرآن ينكره بذاته.
وقال آخر:
al7k0ma@
دجال وصل نتفليكس بعنوان المسيح واسمه مهدي! بداية التمهيد!
ويقول مراقبون إن نتفليكس تخطط لإنتاج عدة مواسم من المسلسل على غرار مسلسل صراع العروش والعديد من المسلسلات التي تقدمها خدمات البث حسب الطلب.
وتواجه نتفليكس منافسة قوية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خدمات عربية وإقليمية صاعدة، لذا يبدو أن الشركة ستبدأ عام 2020 بهذا العمل الذي سيزيد من المشتركين في المنطقة والأرباح التي تحققها.
وكان مسلسل “جن” الأردني على نتفليكس قد أثار الكثير من الجدل خلال العام الجاري وأصبح من المواضيع الشائعة ورغم منعه وحظره إلا أنه عاد بنتائج جيدة على الشركة.