الأخبار الكاذبة تستهدف فرنسا على مواقع التواصل العربية

"قاتل المدرّس الفرنسي لاقى تشييع الأبطال".. أحد الأخبار المنتشرة عربيا بعد الاعتداءين الإرهابيين في باريس ونيس.
الخميس 2020/11/12
ماكرون نال النصيب الأكبر من الشائعات

نيقوسيا - انتشر سيل من الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي العربية يستهدف فرنسا والرئيس إيمانويل ماكرون بعد الاعتداءين الإرهابيين اللذين حصلا في باريس ونيس، وتصريحات الرئيس الفرنسي عن الرسوم الكاريكاتورية.

وأصدرت خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس تقارير حققت في 25 من هذه الأخبار والصور والفيديوهات التي كانت من الأكثر انتشارا، ونشرتها على الموقع الإلكتروني الخاص بها “في ميزان فرانس برس”.

ومن بين هذه الأخبار كانت الأكثر انتشارا، “فرنسا أعلنت أن منفّذ هجوم نيس ليس مسلما”، و”قاتل المدرّس الفرنسي لاقى تشييع الأبطال”، أما الرئيس الفرنسي فيواجه “تظاهرات تحت بيته” ويتلقّى “توبيخ الأطفال في المدارس على مواقفه الأخيرة من رسوم الكاريكاتير”، في وقت “تتعرّض المحجبات الفرنسيات لعنف الشرطة وإكراههنّ على خلع الحجاب”، و”يقتحم الأمن الفرنسي المساجد مروّعا من فيها”…

في 29 أكتوبر الماضي، اقتحم شاب تونسي كنيسة في مدينة نيس بجنوب شرق فرنسا وقتل ثلاثة أشخاص فيها، بعد نحو أسبوعين من إقدام لاجئ شيشاني على قطع رأس المدرّس سامويل باتي في باريس لعرضه رسوما كاريكاتورية للنبي في سياق درس عن حريّة التعبير.

وبعد وقت قصير على اعتداء نيس، ظهر على مواقع التواصل بالعربية فيديو قيل إنه يُظهر مسؤولا قضائيا فرنسيا يؤكّد أن لا علاقة لمنفّذ الهجوم بالإسلام، لكن المسؤول لم يكن يتحدّث عن منفذ هجوم نيس إبراهيم عويساوي، بل يروي في الحقيقة وقائع جرت في مدينة أفينيون حيث قام رجل مضطرب يحمل مسدسا بتهديد المارة قبل أن تقتله الشرطة.

وأثارت جريمة قتل سامويل باتي الكثير من الأخبار المضلّلة، منها مقطع فيدو قيل إنه يُظهر لحظة قتل منفّذها برصاص الشرطة، لكنه يعرض في الحقيقة حادثة وقعت قبل عام ولا علاقة لها بالأحداث الأخيرة.

الجدال المذهبي المتوتّر في المنطقة الذي تشهده مواقع التواصل، انعكس على الأخبار غير الصحيحة حول فرنسا

وحقق مقطع فيديو لفتاة فرنسية مسلمة من أصل أفريقي قيل إنها توبّخ ماكرون على مواقفه بشأن رسوم النبي أكثر من مليون و400 ألف مشاهدة. لكن المقطع مركّب في الحقيقة من مشاهد عدّة، منها فيديو  حيث حيّته فيه الفتاة، ولم توبّخه كما ادّعى التعليق الصوتي المضلّل.

وانعكس الجدال المذهبي المتوتّر في المنطقة الذي تشهده أحيانا مواقع التواصل الاجتماعي، على الأخبار غير الصحيحة المنتشرة حول فرنسا. فظهر فيديو قيل إنه يصوّر ماكرون ينسب للخليفة الثاني عمر بن الخطاب وزوجة النبي عائشة أقوالا وأفعالا قائلا إن فيها إساءة إلى رسول الإسلام، لكن المقطع لا علاقة له بخطاب ماكرون الذي تحدّث فيه عن قيم الجمهورية الفرنسيّة والعلمانية وحريّة التعبير.

في المقابل، نشرت تعليقات تشيد بـ”حكمة” قادة أوروبيين آخرين بالمقارنة مع مواقف ماكرون. فظهرت على فيسبوك وتويتر لافتة قيل إنها مقولة للملكة إليزابيث تمدح فيها الإسلام وقد رُفعت في شوارع بريطانيا.

لكن اللافتة الأصلية فيها تصريح للملكة عن التباعد الاجتماعي في ظلّ انتشار وباء كوفيد – 19.

وفي تونس، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي خبر مفاده أن الرئيس قيس سعيّد زار مدينة نيس بشكل مفاجئ لإبداء تضامنه مع الشعب الفرنسي بعد الهجوم على الكنيسة، لكن فرانس برس نفت صحّة الخبر.

أما على صعيد ردود الفعل الشعبية، فخرجت بالفعل تظاهرات في عدد من دول العالم الإسلامي ندّدت بفرنسا. لكن الكثير مما ضجّت به مواقع التواصل الاجتماعي غير صحيح، مثل مقطع فيدو قيل إنه يصوّر مسلمين “يثورون” على ماكرون في فرنسا، وقد تبيّن لخدمة تقصّي صحّة الأخبار أنه مصوّر في أغسطس الماضي، ويُظهر تظاهرة احتفالية قام بها مشجّعو فريق باريس سان جرمان بعد فوزه في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

وظهر فيديو قال ناشروه إنه يصوّر اقتحام الشرطة الفرنسيّة مسجدا في باريس بعد حديث ماكرون عن التطرّف الإسلامي، لكن الفيديو في الحقيقة يُظهر إخلاء الشرطة الفرنسية مسجدا مقاما في عقار تابع للبلدية بعد انتهاء عقد الإيجار.

وظهرت أيضا أخبار متفرقة ذات صلة، منها أخبار مرفقة بصور على أنها لشاب يوزّع مصاحف في فرنسا للتعريف بالإسلام، وهي في الحقيقة تُظهر شابا قبل ست سنوات، ولا علاقة لفرنسا بالأمر.

18