"الآنسة فرح" تعود بموسم ثان أكثر جرأة

المسلسل الكوميدي المصري أثار الكثير من الجدل بين رافض لطرحه الجريء، ومستحسن لفكرة الاقتباس من أعمال أجنبية.
الخميس 2020/11/19
أفراح مؤقتة تنذر بالأسوأ

القاهرة – انطلق أخيرا على منصة “شاهد في.آي.بي” عرض المسلسل الكوميدي المصري “الآنسة فرح” في موسمه الثاني، عن سيناريو مشترك لمحمود عزت وعمرو مدحت وإخراج لوائل فرج.

وتجسّد بطولة المسلسل أسماء أبواليزيد ورانيا يوسف وأحمد مجدي ومحمد كيلاني وعارفة عبدالرسول وتامر فرج وغيرهم، بينما يتولى جورج عزمي رواية الأحداث بأسلوب طريف وسلس.

وفي الموسم الجديد تستكمل حكاية فرح وعائلتها بأفراحها وأتراحها والخلافات التي لا تتوقّف، فبعدما مرّت الأخيرة بحادث غيّر مجرى حياتها، تنطلق الأحداث الجديدة من داخل المستشفى لحظة وضع فرح لمولودها، وما يتبع ذلك من خطف للطفل لابتزازها، والكثير من التطوّرات الكوميدية.

وعلّقت أسماء أبواليزيد على العمل قائلة “فرح باتت أُمًّا، هذا هو التطوّر الأهم، وتدخل بالتالي مرحلة جديدة في حياتها”، مشيرة إلى أن “أمورا طريفة تحدث مع طفلها، خصوصا أنها تختبر مشاعر الأمومة للمرة الأولى في حياتها، وهي عاطفية جدا وتحب العائلة فوق ذلك”.

من جانبها، اعتبرت رانيا يوسف أن الموسم الثاني من “الآنسة فرح” فيه مفاجآت كثيرة، وخفة ظل ومواقف طريفة لمعظم الشخصيات، وتقول “سنرى تطوّر شخصية الأم دلال، ونتعرّف أكثر على قصتها مع ابنتها وكيفية تربيتها لها وعلى علاقتها مع والد ابنتها، وتطوّر العلاقة في الحلقات الجديدة”. كما أكّدت أن عرض المسلسل خارج رمضان أفضل بكثير، “لأن الفرصة تكون أكبر من ناحية التركيز في الكتابة والتصوير، وحتى المتابعة بالنسبة إلى المُشاهد”.

وقالت يوسف عن الانتقادات التي طالتها، إثر تجسيدها دورَ الأم في المسلسل وهي في سن صغيرة، “تجسيدي لدور الأم أمر طبيعي في مرحلة منتصف الأربعينات التي أمرّ بها حاليا، بل إن الدور قريب من شخصيتي الحقيقية من ناحية الجنون وخفة الدم والتلقائية، فدلال مندفعة وتحب ابنتها وعاطفية وليست لديها خبرات في الحياة، والفارق بينها وبين ابنتها أن فرح تعشق التمثيل بينما تعشق أمها الغناء”.

أسماء أبواليزيد: فرح باتت أُمّا، هذا هو التطوّر الأهم في المسلسل، وهي بذلك تدخل مرحلة جديدة في حياتها
أسماء أبواليزيد: فرح باتت أُمّا، هذا هو التطوّر الأهم في المسلسل، وهي بذلك تدخل مرحلة جديدة في حياتها

وكشف أحمد مجدي عن تطوّر شخصية شادي على مستويين، داخلي مع نفسه وخارجي مع من حوله، مشيرا إلى أن “الشاب بات أكثر نضْجا وتفهما، إضافة إلى شعوره بالسعادة بعدما رزق بطفل، كما حقّق ما يريده بعدما أصبح محاطا بأسرته”.

وأعربت المنتجة سالي والي عن سعادتها بردود الأفعال التي حصدها الموسم الأول من المسلسل، لافتة إلى أن “هذا الأمر عائد إلى فكرة العمل نفسها، كونها ليست منتشرة بكثرة، فضلا عن التناغم بين الممثلين والتزامهم بتوجيهات المخرج، ثم الكاتب الذي قدّم نصا مختلفا عن الشائع والمعتاد في السوق الدرامي”.

وقال المخرج وائل فرج “أتمنى أن يحقّق الجزء الثاني نجاح الأول، وأعتقد أن تقديمه على منصة ‘شاهد في.آي.بي’ أمر جيّد وجديد، لأن المنافسة اليوم تدور رحاها بين المنصات على أفضل الأعمال الدرامية، و’شاهد’ من أقوى المنصات وعليها إقبال جماهيري كبير”.

وتدور أحداث “الآنسة فرح” حول الشابة فرح، وهي الشخصية التي تؤدي دورها أسماء أبواليزيد في أولى بطولاتها المطلقة؛ تعمل نادلةً في أحد الفنادق خلال فترة دراستها، حيث تصادف العديد من القصص التي تجعلها تقرّر أن تصبح حريصة على عدم فقدان عذريتها قبل الزواج، وذلك وفقا لما تدور حوله قصة المسلسل الأميركي “جين العذراء”. لكن يحدث ما هو غير متوقّع، حيث تفقد فرح عذريتها بعد تلقيحها من قبل طبيب عن طريق الخطأ وتبدأ الأحداث والدراما والإثارة.

وأثار المسلسل الذي عُرض جزؤه الأول في الموسم الشتوي الماضي على قنوات “أم.بي.سي” الكثير من الجدل بين رافض لطرحه الجريء الذي لا يتوافق مع عادات وتقاليد المجتمعات العربية المحافظة، وبين مستحسن لفكرة الاقتباس ممّا يصطلح على تسميته بـ”المسلسلات الفورمات”، وهي نوعية جديدة من الدراما تقوم على أعمال مأخوذة بالكامل من دراما أجنبية، بإذن شركة الإنتاج الأصلية، لتُعاد صياغتها بشكل يناسب طبيعة الجمهور الجديد الذي سيقدّم له، الأمر الذي يُثري الأفكار في الدراما العربية المتشابهة إلى حد كبير ويزيد من تنوّعها.

لكن العمل أثار الجدل دون غيره من مسلسلات “الفورمات” السابقة على غرار مسلسل “جراند أوتيل” المأخوذ عن مسلسل إسباني بالعنوان ذاته، على اعتبار أن الفكرة الأساسية التي يقوم عليها “الآنسة فرح” لا يمكن تغييرها، أو إعادة صياغتها، وإلاّ انهارت القصة بشكل كامل.

والمسلسل لم يحافظ على قصة العمل الأميركي فقط، بل أطنب أيضا في استنساخ الديكور والملابس، كما شمل الأمر طريقة أداء بعض بطلاته الذي أتى تقليدا لبطلات النسخة الأجنبية؛ من ذلك أن رانيا يوسف قدّمت أداء مستنسخا من جينا أورتيغا، خاصة في طريقة الضحك وردود الأفعال وطريقة النطق، في حين اختارت أسماء أبواليزيد أن تكون نسخة مطابقة لجينا رودريغيز في تعبيرات الوجه والعيون، مع بعض المبالغة في أداء المواقف المعبرة عن الدهشة والغضب خاصة.

ولم يتقّبل المُشاهد العربي ردة فعل جدة فرح (عارفة عبدالرسول) عند معرفتها بحمل حفيدتها عن طريق الخطأ، حيث أتى انزعاجها بسيطا، لا يناسب ذلك الحدث الجلل في الثقافة العربية الإسلامية، كما جاء رد فعل خطيبها طارق (محمد كيلاني) المتسامح، غريبا عمّا ينتظره الجمهور المصري من مثل هذه الحالة.

وقد عاب الجمهور أيضا فكرة أن تأتي أغلب المفارقات الكوميدية انطلاقا من كون الفتاة تحمل بجنين من شخص بينما هي مخطوبة لآخر، وتعمل على تجهيزات العرس وفستان الزفاف وهي حامل، بالإضافة إلى تأرجحها في القرارات المصيرية التي تخصّ وليدها، ومن سيحتفظ به في حال انشغالها بأمورها الحياتية العالقة، وهي فكرة جديدة في تناولها بهذه البساطة وسط مجتمع ذكوري حتى النخاع، يقابل مثل هذه الحوادث في العادة بالعنف الشديد الذي يصل إلى حدّ القتل درءا للعار.

ويَعدُ المسلسل المصري مع بداية حلقاته الجديدة بالمزيد من المشاهد الغريبة عن المجتمعات العربية المحافظة، حيث يعرف كل من تابع مسلسل “جين العذراء” التي امتدت أجزاؤه الأربعة إلى 81 حلقة، أن صدمة أحداثه القادمة أشدّ وطأة بالنسبة إلى المشاهد العربي.

الآنسة فرح ما عادت آنسة؟
الآنسة فرح ما عادت آنسة؟

 

16