افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب دورة استثنائية والمكسيك ضيف الشرف

يحتفي جمهور الأدب والثقافة بانطلاق دورة استثنائية من معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث تعقد فعاليات الدورة الـ38 من المعرض، والتي افتتحت مساء الأربعاء، بالتزامن مع عام احتفاء الشارقة بتتويجها “العاصمة العالمية للكتاب”.
الشارقة- افتتحت مساء الأربعاء 30 أكتوبر الجاري فعاليات الدورة 38 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، بحضور هام لعدد من أبرز الكتاب والمثقفين العرب والعالميين.
ويحضر المعرض في دورته الجديدة طيف واسع من كبار الأدباء والمثقفين العرب والعالميين، للمشاركة في الحدث الثقافي، الذي يقام خلال الفترة من 30 أكتوبر إلى 9 نوفمبر المقبل، في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار “افتح كتاباً.. تفتح أذهاناً”.
فعاليات متنوعة
تشارك في هذه الدورة من المعرض 2000 دار نشر من 81 دولة من بينها المكسيك “ضيف الشرف”. ويشمل برنامج المعرض مئات الأنشطة منها الندوات الفكرية والأمسيات الشعرية وحلقات النقاش وتوقيعات لأحدث الإصدارات وعروضا سينمائية ومسرحية إضافة إلى أنشطة الطفل وركن الطهي.
ويستضيف المعرض 173 كاتبا وروائيا من 68 دولة عربية وأجنبية من أبرزهم التركي أورهان باموق والإريتري حجي جابر والجزائري واسيني الأعرج والسورية شهلا العجيلي والمصري أحمد مراد والفلسطيني معتز قطينة والإماراتية خلود المعلا.
وكرّم حاكم الشارقة في افتتاح المعرض الكاتبة والناقدة اللبنانية يمنى العيد التي اختيرت “شخصية العام الثقافية” وذلك “تقديرا لجهودها المعرفية خلال أكثر من أربعة عقود ماضية من الكتابة والتأليف في النص الأدبي العربي”.
وقالت يمنى في كلمة بهذه المناسبة “أعتز بهذا التكريم الذي هو للثقافة بما عنته لي من قيم إنسانية جمالية، وبما مارسته من كتابة نقدية، سعيت لأن تكون قراءة تتوسل المفاهيم العلمية وتنتج معرفة بالمقروء، يمارسها القارئ وتحرره من سلطة النقد والناقد”.
وشمل حفل الافتتاح تسليم جوائز معرض الشارقة الدولي للكتاب في مجالات الرواية والدراسات والترجمة والنص المسرحي، وكذلك إعلان أسماء الفائزين بجائزة اتصالات لكتاب الطفل في دورتها الحادية عشرة.
وتوزعت جوائز النسخة الحادية عشرة من جائزة اتصالات لكتاب الطفل على الفائزين من الأردن ولبنان ومصر والعراق، حيث فاز بجائزة “كتاب العام للطفل” قصّة – “عن “س” و”ل” -، وهو من تأليف أنس أبو رحمة، ورسوم لبنى طه، أما في فئة “كتاب العام لليافعين”، فقد فاز كتاب “لمن هذه الدمية؟” للكاتبة تغريد النجار من الأردن.
وضمن فئة “أفضل نص” فاز كتاب “دمشق: قصة مدينة” تأليف ورسوم آلاء مرتضى، من مصر، فيما فاز عن فئة “أفضل رسوم”، كتاب “أنا أطير”، وهو من تأليف الدكتورة أماني سعد الناجم، ورسوم علي خالد الزيني، من الأردن.
وفاز ضمن فئة “أفضل إخراج”، كتاب “أبو كركوبة” وهو من تأليف نبيهة محيدلي، ورسوم وليد طاهر، من لبنان، في حين نال جائزة “أفضل كتاب صامت”، وهي فئة جديدة، كتاب “سر البئر” رسوم معصومة حاجي وند، وتأليف علي القاسم، من العراق.
وإثر الافتتاح دشن الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أحدث إصداراته التاريخية والفكرية والأدبية وذلك في جناح منشورات القاسمي المشارك في المعرض. وتضمنت المجموعة المدشنة رواية “رأس الأمير مقرن”، وكتاب “فيليب العربي”، وكتاب “حكم قراقوش”، وكتاب “نظم الفوائد من سيرة ابن ماجد”، وكتاب “مداخلات سلطان”.
ويستضيف المعرض بالشراكة مع جمعية المكتبات الأميركية الدورة السادسة من مؤتمر المكتبات السنوي يومي السادس والسابع من نوفمبر بحضور أكثر من 400 أمين مكتبة ومتخصص في شؤون المكتبات.
مثقفون في المعرض
في حديثه حول الدورة الجديدة من معرض الشارقة للكتاب يقول الدكتور بنيان التركي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة الكويت “يعد المعرض وفعالياته فرصة مميزة ليس فقط للأدباء والمفكرين لعرض إبداعاتهم وعصارة تجاربهم ولكن لتلاقي وتلاقح الأفكار مع زوار هذا المعرض المميز، وسوف أقدم خلال مشاركتي ورقة علمية عن الكويت وأفريقيا سأركز فيها على العلاقات الكويتية مع شرق أفريقيا”.
من جهته يقول الكاتب المصري محمد سلماوي “تابعت معرض الشارقة الدولي للكتاب على مدى سنوات انعقاده الأخيرة وشاهدت تطوره الملحوظ من دورة الى أخرى، فهو يشهد عاماً بعد آخر قفزات واضحة أهلته اليوم ليكون إحدى أهم المناسبات الثقافية في وطننا العربي”.
أما الروائي الجزائري واسيني الأعرج فيقول “يتفرد معرض الشارقة الدولي للكتاب عن غيره من المعارض العربية بكونه معرضا احترافيا جمع بين الصيغتين، فعل العقود واللقاء بين الناشرين والمترجمين والكتاب وبيع الحقوق متى توفرت الفرص لذلك كما في معرض فرانكفورت، ولكنه أيضا بوابة ثقافية عربية للكتاب، إذ يؤمه بالدرجة الأولى كل رواد الكتاب في الخليج العربي مما يجعله سوقا منظمة لحركة الكتاب، وما يرتبط بها من مشاركات ثقافية لكبار الكتاب”.
وكتبت الروائية العراقية إنعام كجه جي “ليست هي المرة الأولى التي أشارك فيها في معرض الشارقة الدولي للكتاب، إنها الثالثة. لذلك قبلت الدعوة الكريمة بكل سرور لأنني أعرف حجم هذا المعرض وأهميته ودقة تنظيمه وتفاني الشابات والشبان الساهرين على نجاحه”.
من جانبه يقول الروائي المصري أحمد مراد “أحرص كل عام على حضور فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، ليس فقط من أجل المشاركة في الندوات ولكن من أجل دعم بلاد جعلت من الثقافة والقراءة هدفا رئيسيا لتصنع جيلاً كاملاً من الرواد في الوطن العربي بجميع المجالات في زمن لم تعد فيه الثقافة مجرد اختيار”.
أما الروائي الليبي أحمد الفيتوري فيقول “أعرف إمارة الشارقة، كإمارة للمسرح العربي، وقد تابعت هذا الاهتمام المميز بالفن الرابع، وشارك زملاء ليبيون في مناشطه، وكذلك كان معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي أخذ يبرز، في روزنامة معارض الكتاب العربية، باعتباره واحداً من أهم ثلاثة معارض كتاب في العالم، وما يميز هذه الدورة أن الكثير من المشاركين، في مناشطها، أسماء جديدة، تعد إضافة للثقافة العربية بل والعالمية، كما أضاف الحدث تنوعاً وفعالياته التي يعكس من خلالها اهتمامه بالطفل، وفن الكوميكس، وتسمية الناقدة يمنى العيد شخصية العام الثقافية لهذه الدورة، يعكس حرصه على الاحتفاء بالمثقفين العرب”.
برنامج المعرض يشمل مئات الأنشطة منها الندوات الفكرية والأمسيات الشعرية وحلقات النقاش وتوقيعات لأحدث الإصدارات وعروض فرجوية
ويلفت الشاعر الإماراتي علي العبدان إلى أن مشاركته تأتي ضمن البرنامج الفكري لهذه الدورة من معرض الشارقة الدولي للكتاب في ندوة فكرية تعرض جماليات المقامات الموسيقية العربية والتناغم أو الهارموني في أجناسها وهيئاتها الموسيقية، وهو موضوع هام ناقشه الفلاسفة العرب منذ القدم. وفي هذا السياق أيضاً سيقدم محاضرة أخرى عن تاريخ الطرب الشعبي في الإمارات ضمن برنامج مؤسسة بحر الثقافة، كما يوقع الجزء الثاني من كتابه “حرف وعزف” الذي يعرض تاريخ الموسيقى والأغاني الشعبية في الإمارات.
ويرى الشاعر الموريتاني المختار سالم أن معرض الشارقة الدولي للكتاب يدفع المثقف العربي للفرح فالمعرض هو واحد من أهم ثلاثة معارض في العالم، ما يثبت أن الثقافة “فعل مؤسّسي”.
أما الكاتب الكويتي مشعل حمد فيقول “معرض الشارقة الدولي للكتاب ليس معرض كتاب أو ملتقى ثقافيا عابرا، بل هو عرس ثقافي نحتفل فيه بالمنطقة كلها لما يقدم من مشاركات ومبادرات وفعاليات مصاحبة له، كذلك يمتاز المعرض بالتنوّع وروح التعاون ما بين الإدارة والمشاركين”.
أما الموسيقي العراقي قتيبة النعيمي فيقول “تسرني المشاركة في معرض الشارقة كواحد من أهم المعارض على المستوى العالمي والأول من نوعه في المنطقة العربية. إذ يعد معرض الشارقة منبرا للإبداع الفكري يتم من خلاله التعريف بالمبدعين العرب وإسهاماتهم، هذا بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه في عملية التقارب بين الحضارات”.