اعتقال صحافي سوري "انتقد بشدة" المنتخب الوطني

دمشق - اعتقلت أجهزة الأمن السورية، الصحافي ومقدم البرامج الرياضية، مازن الهندي، بناء على شكوى مقدمة من رئيس اتحاد كرة القدم حاتم الغايب، وذلك “لانتقاداته الدائمة والقاسية بحق منتخب بلاده”، في توسيع لدائرة الخطوط الحمراء التي تتضمن قضايا سياسية واقتصادية وملفات الفساد.
ونقلت شبكة “آر.تي” الروسية الخبر نقلا عن مصادر خاصة بها، إذ تحظى بمساحة واسعة من الحرية في تغطية الأوضاع السورية مقارنة بوسائل الإعلام المحلية، وقالت إن الصحافي مازن الهندي “موقوف منذ الأمس بعد شكوى قضائية رفعها ضده رئيس اتحاد كرة القدم، حاتم الغايب، بسبب انتقادات الهندي للاتحاد”.
وكان الهندي نشر عبر صفحته الشخصية في فيسبوك منذ أيام مقطعا من المؤتمر الصحافي للغايب الذي خصصه للحديث عن اللاعب عمر خربين، وتلا فيه قرار منعه من المشاركة في المنتخب “بشكل نهائي” وأثار ضجة واسعة في سوريا إذ اعتبره الكثيرون غير مبرر.
وخلال المؤتمر ذكر الغايب الصحافي مازن الهندي بالاسم وقال عنه بسخرية “كم أنت وطني يا مازن الهندي” وسط ضحكات الحاضرين. وأضاف الغايب منتقدا ما كتبه الهندي، ليتساءل “كم عندك وقت، فعلا شي بيرفع الرأس”.
وزارة الإعلام لم تصدر أي بيان بشأن الاعتقال، رغم تأكيد وزير الإعلام أنه لن يتم توقيف أي صحافي إلا بعد إبلاغ الوزارة
ورد الهندي على سخرية الغايب في تدوينة قائلا، “سيادة العميد حاتم الغايب رئيس الاتحاد العربي السوري لكرة القدم في المؤتمر الصحافي الذي عقد اليوم في مقر اتحاد الكرة يوزع لي شهادة في الوطنية من جهة، ويرفع دعوى بحقي بتهمة التحريض على المنتخب الوطني من جهة أخرى”.
وأضاف “ليست المرة الأولى التي ترفع بحقي مثل هذه الدعاوي الكيدية ونحن لم نكن في يوم من الأيام ضد منتخب بلدنا ولن نكون، وإذا خالفناك الرأي هذا لايعني بحال من الأحوال أن يتم التشكيك بوطنيتنا ومحبتنا لمنتخب بلدنا”.
والهندي هو صحافي مختص بمجال الرياضة ومقدم لعدة برامج رياضية على محطات إعلامية مختلفة. ولم يصدر عن وزارة الإعلام أو اتحاد الصحافيين في سوريا، أي بيان بشأن الحادثة، رغم أن وزير الإعلام السوري، عماد سارة، أكد في سبتمبر الماضي أنه “لن يتم توقيف أي صحافي بعد اليوم قبل إطلاع وزارة الإعلام عن سبب التوقيف”.
وجاء تصريح سارة إثر الإفراج عن الصحافي كنان وقاف، بعد توقيف دام 3 أيام، بتهمة النيل من هيبة الدولة، بعد تحقيق أنجزه عن الفساد في محافظة طرطوس.
وقام الأمن السوري بطريقة مشابهة لما حصل مع الهندي، باعتقال وقاف من مدينة طرطوس، والعامل في جريدة الوحدة الحكومية لانتقاده الفساد في قطاع الكهرباء. وذلك بعد يوم واحد من نشره التحقيق، حيث تحدث فيه عن شبهات فساد متعلقة بالكهرباء وعقود مع إحدى الشركات الخاصة التي تورد الطاقة الشمسية، إضافة إلى هدر ضخم للمال العام.
وقال وزير الإعلام السوري عماد سارة، عقب الحادثة، إنه “لن يتم توقيف أي صحافي من الآن وصاعداً قبل أن يتم إخبار وزارة الإعلام”.
يذكر أن سوريا تحتل المراتب المتدنية في الترتيب العالمي في مؤشر حرية الصحافة، الذي أصدرته منظمة “مراسلون بلا حدود” في أيار الماضي، حيث تبوأت المرتبة 174 من أصل 180 دولة.