اعتقال صحافي تركي كشف مقتل ضابط في ليبيا

الشرطة التركية تعتقل مدير الأخبار في قناة “أودا تي.في” بسبب تقرير عن تشييع جنازة أحد أفراد جهاز المخابرات التركي الذي توفي في ليبيا.
الخميس 2020/03/05
ضدّ كشف الحقائق

إسطنبول - اعتقلت الشرطة التركية باريش ترك أوغلو، مدير الأخبار في قناة “أودا تي.في”، بسبب تقرير عن تشييع جنازة أحد أفراد جهاز المخابرات التركي الذي توفي في ليبيا.

وعرضت محطة “أودا تي.في” اللقطات التي بثتها، الثلاثاء، عن الجنازة في مقاطعة مانيسا الغربية، قائلة إن التشييع جرى بصمت، دون مشاركة مسؤولين رفيعي المستوى، وهي ممارسة شائعة، وفق ما ذكر موقع أحوال تركية.

وأصدرت السلطات التركية مذكرة توقيف بحق ترك أوغلو لفضحه هوية مسؤول في وكالة الاستخبارات. رغم أنه تم الكشف عن هويته بالفعل من قبل نائب حزب الصالح المعارض، أوميت أوزداي، في مؤتمر صحافي في البرلمان تم بثه عبر الإنترنت، بحسب ما أعلنت قناة “أودا تي.في“.

وعلق إرول أونديروغلو، ممثل منظمة “صحافيون بلا حدود” في تركيا، في تغريدة على صفحته في موقع تويتر “يبدو أن تركيا تعرفت على هوية ضابط المخابرات الذي فقد حياته في ليبيا من مسؤول في حزب سياسي، وليس من أخبار ‘أودا تي.في’. نريد إطلاق سراح مدير الأخبار باريش ترك أوغلو لأنه لا يمكن اتهامه بالكشف عن هوية الضابط المقتول“.

وبدأت تركيا بنشر قوات في ليبيا في يناير في محاولة لدعم حكومة الوفاق التي يتزعمها فائز السراج في طرابلس. وزعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في يناير الماضي أنّ تركيا أرسلت 35 جنديا فقط إلى ليبيا دعما لحكومة طرابلس والميليشيات الإرهابية، وزعم أنّ جنوده لن يشاركوا في المعارك.

ويثير التدخّل التركي العسكري في ليبيا حفيظة نسبة كبيرة من الشارع التركي الذي ينتقده، ويطالب أردوغان بسحب الجنود الأتراك من ليبيا، وعدم تقديمهم قرابين من أجل تمرير سياساته هناك.

باريش ترك أوغلو كشف ما يزعج أردوغان (الصورة من حساب أودا تي في على تويتر)
باريش ترك أوغلو كشف ما يزعج أردوغان (الصورة من حساب أودا تي في على تويتر)

وقبل أيام أعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب مقتل نحو 15 عسكريا تركيا في قصف استهدف مواقع داخل مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس.

ويعتبر الحديث عن مقتل جنود أتراك في ليبيا مسألة حساسة بالنسبة لأردوغان، الذي يدرك أن تسليط الضوء على هذا الموضوع في وسائل الإعلام يفاقم الغضب الشعبي والرفض لسياسته العدوانية في ليبيا وسوريا.

وبعد مقتل العشرات من الجنود الأتراك في إدلب، أعلنت النيابة العامة فتح تحقيقات في المنشورات المنتقدة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقبل أيام ألقت الشرطة التركية القبض على الصحافي ألبتاكين دورسون، بسبب تغريدة على حسابه في تويتر تتناول الأحداث في إدلب، موجهة له تهمة إثارة العداء والكراهية بين المواطنين. وأوضح المحامي كامل أيتاتش، أن موكله دورسون لم يرتكب جريمة، وأنه معارض مزعج للسلطة السياسية، مشيرا إلى أن السلطات بدأت تحقيقات معه.

وكان من الملاحظ وجود خلل وبطء في الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، مع تأخر الإعلان الرسمي عن حصيلة الضحايا في إدلب.

كما أبدت النقابات الصحافية التركية، الأحد الماضي، احتجاجها على اعتقال 6 صحافيين، لتغطيتهم أوضاع اللاجئين على الحدود والأحداث في إدلب.

وينتمي اثنان من الصحافيين المعتقلين إلى وكالة أنباء “ميسوبوتاميا” الموالية للأكراد، وتم إلقاء القبض عليهما، السبت، بتهمة التصوير في مناطق محظورة، في حين اعتقل صحافي آخر في إسطنبول بينما كان يغطي النزوح المتزايد للاجئين من تركيا صوب اليونان خلال الساعات الأخيرة.

18