استهداف "الكتائب" اللبنانية رسالة ترهيب لإخضاع خصوم حزب الله

مجهولون يطلقون وابلا من الرصاص باتجاه مقر الكتائب في منطقة الصيفي، وحزب الكتائب حرص على عدم توجيه اتهامات مباشرة لأطراف تعاديه.
الثلاثاء 2020/03/10
البيت سيبقى رأس حربة السيادة والحرية

بيروت - أثار تعرض المقر المركزي لحزب الكتائب اللبنانية الأحد لإطلاق نار من قبل مجهولين المخاوف من عودة العنف والترهيب السياسي في لبنان، خاصة وأنه يأتي في توقيت مشحون بالتوترات السياسية والاجتماعية.

ويواجه لبنان أزمة اقتصادية مستفحلة وحالة من الفوضى السياسية ويخشى من أن يعمد البعض لاستغلال هذا الوضع لتصفية حسابات سياسية.

وأطلق مجهولون فجر الأحد وابلا من الرصاص باتجاه مقر الكتائب في منطقة الصيفي وقد حرص الحزب على عدم توجيه اتهامات مباشرة لأطراف تعاديه، مشددا على أنه “سيبقى رأس حربة السيادة والحرية والعيش الكريم”. وهاجم ما أسماها بـ”خفافيش الليل وأعمالها الصبيانية ورسائلها السياسية التافهة”.

وتحرج سياسات حزب الكتائب ومواقفه الأطراف المؤثثة للسلطة الحالية، وكان الكتائب أول من انضم للحراك الشعبي الذي اندلع في 17 أكتوبر الماضي احتجاجا على النخبة الحاكمة، كما أنه كان في مقدمة من أعلنوا رفضهم منح الثقة لحكومة حسان دياب التي صاغ حزب الله
تفاصيلها.

ويقول مقربون من الكتائب إن إطلاق النار في هذا التوقيت الهدف منه واضح وهو ترهيب الحزب وقيادته وإجبارها على الخضوع وخفض السقف بما يسهل من عملية بسط الوصاية الإيرانية كاملة على لبنان.

واستنكر حزب القوات اللبنانية الاثنين العملية و”العودة إلى محاولات استخدام العنف في الحياة السياسية اللبنانية على خلفية رسائل أو وجهات نظر مختلفة”، معتبرا أن “كل هذه الأساليب مرفوضة رفضا باتا وجملة وتفصيلا” ودعا “السلطات القضائية والأمنية إلى فتح تحقيق بكل سرعة جدية من أجل كشف الفاعلين وسوقهم إلى العدالة منعا لتكرار أعمال من هذا النوع”.

وكتب النائب السابق فارس سعيد عبر حسابه الخاص بموقع تويتر “وجود بيت الكتائب في وسط بيروت رمزا للحضور السياسي التاريخي في العاصمة أزعجهم، سيبقى بيت الحريّة والكرامة”.

ومن المنتظر أن يعقد رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الثلاثاء مؤتمرا صحافيا، لتسليط الضوء على هذا الحادث وخلفياته.

ويعيد حادث إطلاق النار إلى الأذهان الاستفزازات التي سبقت الحرب الأهلية في لبنان وإن اختلفت الدوافع والمشاركون، وكانت تلك الحرب (1975 /1990) قد كلفت اللبنانيين ومنهم المسيحيون غاليا سواء لجهة عدد القتلى أو الاضطرار للهجرة.

2