استنفار أمني في ألمانيا تحسبا لاستهداف اليهود

الأجهزة الأمنية لا تستبعد وقوع اعتداءات وأعمال عنف ضد اليهود بسبب الصراع الدائر في غزة.
الاثنين 2021/05/17
استنفار أمني خوفا على ممتلكات اليهود في ألمانيا

برلين - أعلن وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر اتخاذ إجراءات صارمة حال حدوث هجمات على مؤسسات يهودية في ألمانيا، في وقت لا تستبعد فيه الأجهزة الأمنية وقوع اعتداءات وأعمال عنف ضد اليهود بسبب الصراع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس في الأراضي الفلسطينية.

وقال زيهوفر الأحد “لن نتسامح في أن يتم حرق أعلام إسرائيلية ومهاجمة مؤسسات يهودية على أراض ألمانية”.

وتابع الوزير الألماني “من ينشر كراهية معادية للسامية، سوف يواجه أشد درجات صرامة سيادة القانون”.

وقام الآلاف من الأشخاص بمسيرات في الشوارع بمدن ألمانية السبت، من أجل إعلان تضامنهم مع الفلسطينيين، وذلك على خلفية تصعيد النزاع بين إسرائيل وحماس.

وخلال بعض المسيرات وصل الأمر إلى حوادث وأعمال شغب. وقبل ذلك بعدة أيام، كانت هناك مظاهرات معادية للسامية ومعادية لإسرائيل في كثير من المدن الألمانية وتم خلالها إشعال النيران في أعلام إسرائيل.

وأكد زيهوفر “ألمانيا يجب ألا تكون ملاذا آمنا لإرهابيين. الأجهزة الأمنية يقظة تماما وتقوم بكل شيء من أجل حماية الأشخاص في بلدهم. يجب ألا يحيا اليهود واليهوديات في خوف في بلدنا مجددا”.

وعلى خلفية المظاهرات المناهضة لإسرائيل، عرض زيهوفر على أجهزة الشرطة في الولايات تقديم دعم بأفراد وقوات من جانب الشرطة الاتحادية، لافتا إلى أنه لا يزال يمكن توقع حدوث “جرائم مرتبطة بالتجمعات”، على خلفية استمرار النزاع في إسرائيل.

وفي وقت سابق، دعا مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة معاداة السامية فيليكس كلاين الاتحادات الإسلامية في ألمانيا إلى التهدئة و”النأي بنفسها عن العنف ضد اليهود وعن الاعتداءات على أماكن عبادتهم”، في تحذير ضمني لهذه الاتحادات من مغبة التحريض على العنف.

هورست زيهوفر: لا تسامح مع مهاجمة المؤسسات اليهودية على الأراضي الألمانية

وقال كلاين إنه من المفزع بالنسبة إليه أن يرى “مدى وضوح تحميل اليهود في ألمانيا المسؤولية عن أفعال الحكومة الإسرائيلية التي لا يشاركون فيها على الإطلاق”، موضحا أن مثل هذا المنظور يعتبر “معاداة بحتة للسامية”.

وأشار إلى أن التضامن مع الفلسطينيين أو انتقاد الحكومة الإسرائيلية ليس مبررا لأحداث مثل تلك التي وقعت في بون وجيلزنكيرشن ومدن ألمانية أخرى.

وأُحرقت أعلام إسرائيلية ليلة الأربعاء/الخميس أمام معابد يهودية في مونستر وبون. وفي زولينغن أحرق مجهولون العلم الإسرائيلي الذي تم رفعه أمام مبنى البلدية مساء الخميس. وأوقفت الشرطة في جيلزنكيرشن مظاهرة معادية للسامية أمام المعبد اليهودي مساء الأربعاء.

وحذر المتحدث باسم حكومة المستشارة أنجيلا ميركل الجمعة من أن ألمانيا “لن تتسامح” مع أي تعبير “معاد للسامية” على أراضيها، بعد تجاوزات في مسيرات مرتبطة بالنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال شتيفن سايبرت في مؤتمر صحافي إن “أي شخص يستخدم مثل هذه الاحتجاجات للتعبير عن كراهيته لليهود ينتهك حقه في التظاهر”.

وأضاف أن “كل من يهاجم كنيسا يهوديا أو يضر برموز يهودية يظهر أن الأمر لا يتعلق بانتقاد دولة أو سياسة حكومة، بل اعتداء وكراهية على دين والذين يعتنقونه”، مؤكدا أن “ديمقراطيتنا لن تتسامح” مع احتجاجات كهذه.

وتأتي المخاوف الألمانية في وقت ارتفعت فيه جرائم معاداة السامية في البلاد، فيما يمثل التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة حافزا إضافيا لتنامي جرائم العنف والكراهية.

والأسبوع الماضي، أعلنت وزيرة العدل الألمانية كريستينا لامبرشت أنه من المقرر أن يتم التعامل مع أي إهانات تحريضية لليهود على أنها جريمة.

وتسعى الوزيرة الألمانية بذلك إلى سدّ الثغرة بين الإهانة والتحريض في القانون الجنائي. ومن المقرر أن تتم المعاقبة بغرامات مالية أو السجن لمدد تصل إلى عامين، إذا اعتدى شخص على كرامة غيره بسبب موطنه أو عقيدته.

وقبل هذا القانون كانت المحاكم مكتوفة الأيدي غالبا في التعامل مع مثل هذه الحالات، عند إرسال خطابات كراهية لأعضاء بالمجلس المركزي لليهود.

ومن المقرر أن يتم إدراج النموذج القانوني الجديد لجريمة “الإهانة التحريضية” إلى مشروع قانون سيتم التشاور بشأنه في البرلمان الألماني (بوندستاغ) وهو على وشك اتخاذ قرار بشأنه.

5