استقالة ريفي تفجر أزمة الركود السياسي اللبناني

بيروت- وصلت الأزمة الحكومية في لبنان إلى حدود غير مسبوقة، بعد أن قدم وزير العدل أشرف ريفي استقالته، وأصدر بيانا يبرر فيه هذه الاستقاله بأنها احتجاج على ممارسات دويلة حزب الله في التعطيل المتمادي لكل أجهزة الدولة، وتغطيتها للمجرم ميشال سماحة، بحسب البيان.
وعلق معين المرعبي، النائب في كتلة المستقبل في تصريحات لـ”العرب” على استقالة ريفي أنها جاءت “بعد أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، حيث باتت الحكومة في وضع تبدو فيه وكأنها تغطي ممارسات حزب الله”.
وأضاف المرعبي، منذ سنين ونحن نقول إن حزب الله يخطف البلد، ولكن اليوم اعتقد أن الموقف بات يمس الحكومة بأسرها، ولكن هناك تخوفا من خطر انزلاق البلد دستوريا إلى مكان خطير.
وأكد أن “وجود الحكومة بات الآن مساويا لعدمه، وجود الحكومة في حالة تعطيل أو استقالتها كان من الممكن أن يجنب لبنان تبعات تحمل وزر مخالفة الإجماع العربي، لأنه حينها قد يكون هناك مبرر لعدم مشاركة لبنان في اجتماعات وزراء الخارجية العرب وسواها، لأن الأمور تكون غير رسمية ولا مشكلة فيها”.
وتتجه الحكومة إلى عقد جلسة استثائية في ظل أجواء توحي بإمكانية استقالة وزراء قوى 14 آذار، وهو قرار يبدو أنه لا يحظى بإجماع قوى الفريق. ويرى النائب خالد زهرمان أن “استقالة الوزير ريفي جاءت نتيجة لتراكمات كثيرة أبرزها: موضوع ميشال سماحة، وكذلك موضوع تضييع الهبة السعودية للجيش والقوى الأمنية بسبب تعنت فريق سياسي معين”.
ويعبر موقف ريفي، وفق زهرمان عن “حالة رفض لتحكم حزب الله بالوضع اللبناني، حيث باتت مواقف لبنان الخارجية تعكس سياسة حزب الله”، وهي سياسة تغضب قسما كبيرا من اللبنانيين.
وحذر زهرمان من أن تدفع استقالة الوزير ريفي في اتجاه إسقاط الحكومة. وقال “من المبكر الحديث عن استقالة الحكومة، لأن هذه الاستقالة ستتسبب في حال حدوثها بالكثير من المخاطر في ظل الفراغ السياسي، فالفراغ هو مسعى ومطلب لحزب الله، ولا يجب تمكينه منه، بل يجب أن نكون صفا واحدا، وأن نخرج كفريق سياسي موحد من داخل الحكومة بمواقف واضحة تعيد التوازن. لا يجب أن تمر هذه الحادثة مرور الكرام، ولا يجب السماح لحزب الله بالتمادي في سلوكاته على حساب مصالح اللبنانيين، وخصوصا أن المواقف الأخيرة لوزارة الخارجية اللبنانية التي تتحجج بالخصوصية اللبنانية لتبرير مواقفها الخارجة عن الإجماع العربي لا تبدو مطمئنة، وهي تبرير إخضاع لبنان لمنطق حزب الله وسياساته”.