استعراض بكين لطائراتها المسيّرة الجديدة رسالة إلى واشنطن

الصين بدأت تعوّض تأخرها عن الولايات المتحدة على صعيدي التقنية والاستثمار في ترسانتها العسكرية لإعادة تجهيز جيشها للحروب الحديثة بحلول العام 2035.
الأربعاء 2021/09/29
الصين تخوض تنافسا مع الولايات المتحدة على الريادة

تشوهاي (الصين)- استعرضت الصين الثلاثاء إمكانياتها العسكرية التي تزداد تقدّما بما في ذلك طائرات استطلاع مسيّرة، في حين تضع نصب عينيها أراضي متنازعا عليها من تايوان وصولا إلى بحر الصين الجنوبي وتخوض تنافسا مع الولايات المتحدة على الريادة.

ويأتي تنظيم فعاليات معرض تشوهاي الجوي في جنوب البلاد، في وقت تسعى فيه بكين للتقيّد بالجدول الزمني لإعادة تجهيز جيشها للحروب الحديثة بحلول العام 2035.

فالصين ما زالت متأخرة عن الولايات المتحدة على صعيدي التقنية والاستثمار في ترسانتها العسكرية، إلا أن خبراء يقولون إن بكين بدأت تعوّض تأخرها هذا.

وهذا العام خلص تقرير استخباري أميركي إلى أن تنامي النفوذ الصيني هو أحد أكبر التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة.

واستعرض فريق العروض البهلوانية التابع لسلاح الجوّ الصيني الثلاثاء، قدراته في أجواء المعرض فيما تفقّد الزوار على المدرج المقاتلات الجديدة والطائرات المسيّرة والمروحيات الهجومية.

ومن بين الإنتاجات المحليّة المتطوّرة التي تمّ الكشف عنها النموذج الأولي للطائرة المسيّرة سي.إتش-6 البالغ طول جناحيها 20.5 مترا.

المقاتلات تمنح الجيش الصيني أفضلية على صعيد خوض الحروب الإلكترونية الجوية
المقاتلات تمنح الجيش الصيني أفضلية على صعيد خوض الحروب الإلكترونية الجوية

والطائرة مصمّمة للمراقبة ويمكن تزويدها بأسلحة لتنفيذ غارات، وفق وكالة جاينز لاستخبارات المصادر المفتوحة.

والطائرة مصمّمة للتحليق على ارتفاع عشرة آلاف متر “لكن يمكنها الوصول إلى 15 ألف متر” وفق ما صرّح به لوسائل إعلامية تشين يونغ مينغ، المدير العام لشركة “أيروسبيس سي.إتش يو.إيه.في” المصنعة لها.

وأوضح “يمكنها التحليق لفترات أطول (مقارنة بالطرازات السابقة)… وتنفيذ مهمات لوقت أطول بفاعلية أكبر من دون أي حدود زمنية”.

كذلك عرضت الطائرة المسيّرة “دبليو.زد-7” المعدّة للتحليق على ارتفاع شاهق والمخصصة للاستطلاع والمراقبة البحرية، كما عرضت المقاتلة جاي-16.دي القادرة على التشويش على المعدات الإلكترونية.

وهاتان الطائرتان موضوعتان في الخدمة ويستخدمهما سلاح الجو الصيني، وفق الإعلام الرسمي.

وأوضح المحلّل العسكري سونغ تشونغ بينغ أن هاتين الطائرتين “ستضطلعان بدور كبير في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي”.

وتعتبر الصين أن بحر الصين الجنوبي بغالبيته يقع ضمن سيادتها وهي تخوض نزاعا على هذا الصعيد مع دول أخرى، كما تعتبر أن جزيرة تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي هي جزء لا يتجزّأ من أراضيها.

وفي عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وقّعت الولايات المتحدة صفقات بيع أسلحة لتايوان بقيمة 18 مليار دولار، بما فيها منصّات صواريخ متطوّرة، مما أثار غضب بكين.

تنامي النفوذ الصيني هو أحد أكبر التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة
تنامي النفوذ الصيني هو أحد أكبر التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة

وتُستخدم الطائرات الصينية المسيّرة في مهمات قتالية في الشرق الأوسط، وهي تباع أيضا لجهات في مناطق أخرى.

وقال جيمس تشار خبير الشؤون الدفاعية الصينية في جامعة نانيانغ للتكنولوجيا في سنغافورة إن “المقاتلة جاي-16.دي تعزّز قدرات جيش التحرير الشعبي”.

وجناحا المقاتلة مجهّزان بمعدات قادرة على تعطيل التجهيزات الإلكترونية للعدو، ويشبّهها كثيرون بالمقاتلة الأميركية أي-إيه-18جي غراولر.

وكشف تشار أن هذه المقاتلة “تمنح الجيش الصيني أفضلية على صعيد خوض الحروب الإلكترونية الجوية على أهداف تمتلك قدرات دفاع جوي كبيرة”.

وفي العام الماضي أُرجئ معرض تشوهاي الجوي الذي ينظّم عادة كل عامين، بسبب جائحة كوفيد – 19، وتجري فاعلياته هذا العام أمام حضور محلي بغالبيته بسبب الحجر الصحي والقيود المفروضة على السفر.

5