استحثاث الذات تقنية سلوكية لكبح جماح النفس

التقنية تفيد في الكثير من مجالات الحياة مثل روتين ممارسة الرياضة.
الأحد 2020/10/04
"مستوى العين هو مستوى الشراء"

برلين - يؤكد العلماء أن التقنية العلمية السلوكية التي تسمى “استحثاث الذات” تساعد على كبح جماح النفس والصمود أمام إغراءاتها.

وأشار العلماء إلى أن الشخص إذا اعتزم الركض في الصباح ولكنه نسي، وعاهد نفسه على تقليل الوجبات الصغيرة الحلوة، ولكنه استسلم  للإغراء مجددا، وإذا كان انضباطه الذاتي يحول دون أن يحقق الكثير من الأشياء، يمكنه أن يكبح جماح نفسه بتقنية علمية سلوكية تسمى “استحثاث الذات”.

ويقول الطبيب النفسي رالف هيرتفيج، مدير مركز العقلانية التكيفية بمعهد ماكس بلانك للتنمية البشرية في برلين، “الشيء الأهم هو أن يكون ‘استحثاث الذات’ بسيطا وبديهيا نسبيا وأن تكون له رسالة نفسية واضحة حتى يستطيع تطبيقها”.

ويمكن استخدام تقنية “استحثاث الذات” في الكثير من مجالات الحياة مثل روتين ممارسة الرياضة. ويوضح هيرتفيج “تريد أن تركض بعد النهوض من النوم في الصباح ولكنك غالبا تنسى. فكيف يمكن تجنب هذا؟”، مضيفا أن إحدى الطرق هي إبقاء الحذاء الرياضي إلى جانب الفراش “حتى لا يغفل عنه الشخص”.

الشيء الأهم هو أن يكون دفع الذات بسيطا وبديهيا وأن تكون له رسالة نفسية واضحة تمكن ممارستها

ويصف هيرتفيج وسامولي ريولا، وهو فيلسوف في العلوم بجامعة هلسنكي، كيف يجدي “استحثاث الذات” نفعا، وذلك في مقال نشرته دورية “بيهيفيرال بابليك بوليسي”، في المملكة المتحدة. والفكرة الأساسية من وراء ذلك هي أنه يمكن للأشخاص أن يصيغوا بيئتهم بطرق تسهل عليهم اتخاذ الخيارات الصحيحة، وفي النهاية الوصول إلى أهداف طويلة المدى، حسب قول معهد ماكس بلانك للتنمية البشرية في بيان صحافي؛ فمثلا بخصوص مشكلة كيف يمكنك أن تمنع نفسك من الوصول إلى السلامي أو الشوكولاتة عند فتح الثلاجة مثلا؟ الإجابة ببساطة هي: عن طريق إبعادهما عن مجال رؤيتك المباشرة.

ويقول هيرتفيج “مستوى العين هو مستوى الشراء، مثلما يقولون في عمليات التسويق بالمتاجر”. وبالتالي إذا أردت تناول القليل من شيء ما، ضعه في مكان لا يسمح لك برؤيته عندما تفتح الثلاجة. ويضيف “بدلا من ذلك يجب، على سبيل المثال، وضع فواكه أو خضروات يمكنك رؤيتها. ويزيد هذا احتمال أنك سوف تمد يديك إلى الفواكه عندما تفتح الباب، لأنها سوف تجذب بصرك على الفور”. ويوضح “بهذه الطريقة تصبح مهندس اختيارات ثلاجتك. ويمكن أن يكون من الممتع أن تجري تجارب مع نفسك ومع بيئتك”.

21