ارتداء الأقنعة والقفازات والنظارات يقي من فيروس كورونا

يضطر كثيرون بانتظام بسبب ارتباطاتهم المهنية أو العائلية إلى السفر، لكن في ظل انتشار فيروس كورونا الجديد وما أثاره من مخاوف الإصابة به، تبحث الجهات الصحية والمختصة في مكافحة الأمراض عن الطرق التي تساعد المسافرين على الوقاية من الإصابة بالفيروس للحد من انتشاره وزيادة أعداد حالات الإصابة به.
لندن - تساعد الأقنعة والقفازات ومستحضرات تنظيف اليدين في تقليل المخاطر لكن، يبقى غسل اليدين الطريقة الأمثل للوقاية من المرض. ونصحت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية في العديد من الدول مواطنيها بتجنب السفر إلى مدينة ووهان في الصين والتي تعد البؤرة الرئيسية لظهور وانتشار فيروس كورونا.
وتتوقع السلطات الصحية المزيد من الحالات في الصين وخارجها وقد ظهرت ثلاث حالات لإصابات بفيروس كورونا في فرنسا، وأشارت وزارة الصحة الفرنسية في مؤتمر صحافي مؤخرا، إلى أن البلاد شهدت أول حالات إصابة في أوروبا، وتتوقع أن تظهر حالات أخرى في المستقبل القريب، بالإضافة إلى الإبلاغ عن إصابات في 11 دولة أخرى وتوجّه المسافرين من مختلف المدن الصينية إلى الولايات المتحدة، يزيد احتمالات تفشي المرض حول العالم.
ويرى العلماء أن فيروس كورونا الجديد والذي ظهر قبل شهر في مدينة ووهان الصينية، سرعان ما انتشر منذ الإبلاغ عن حالات الإصابة الأولى، ويرجح باحثون أنه انتقل إلى البشر من الحيوانات الموجودة في سوق هوانان للمأكولات البحرية، لكنه ينتقل بين البشر أيضا عبر السعال.
وتعتمد توجيهات مراكز السيطرة على الأمراض غالبية التوصيات التي تساعد في الوقاية من الأمراض التنفسية الأخرى، مثل الأنفلونزا.
ويؤكد خبراء الصحة والوقاية من الأمراض أنه على المسافرين اتباع العديد من الاحتياطات لكي يتمكنوا من السفر بأمان في ظل الانتشار الواسع لفيروس كورونا.
الابتعاد عن المرضى
تكمن أفضل طريقة لتجنب الإصابة بفيروس كورونا في البقاء في المنزل لكن عند الخروج، “حافظ على مسافة تفصلك عن الآخرين ويجب لا تقل عن ثلاثة أقدام” حسب المدير الطبي السابق لمراكز السيطرة على الأمراض واتقائها وعميد كلية نيويورك الطبية، روبرت آملر، في حديث لموقع ديلي ميل البريطاني.
وتصبح هذه المسافة ستة أقدام إذا كان الشخص يسعل لأن فيروس كورونا، مثل الإنفلونزا، ينتقل عبر قطرات صغيرة من اللعاب. ولن تحدث الإصابة على الأرجح من مجرد التواجد في غرفة مع شخص ما. ولكن، تصبح الإصابة ممكنة إذا كنت على مسافة تسمح لك باستنشاق جزيئات صغيرة عن غير قصد.
غسل اليدين بالماء والصابون
قالت منظمة الصحة العالمية إن إعلان حالة طوارئ دولية يعد سابقا لأوانه، ونصحت أولا، بغسل اليدين للوقاية منه، مما خلق موجة غضب على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن خبراء يدعمون توصية المنظمة.
ويقول الدكتور آملر إن هذه النصيحة تعتبر من أفضل الطرق لتجنب الإصابة، حيث تنقل الأيدي الجراثيم.
ويختلف عدد المرات التي تحتاج فيها إلى غسل يديك، يوضح آملر “إذا كان هناك طفل في منزلك أو كنت مع شخص بالغ مريض لتعتني به، احرص على غسل يديك عدة مرات”، مشيرا إلى فعالية مطهر اليدين خاصة إذا كان يحتوي على نسبة عالية من الكحول. لكن غسل اليدين يبقى أفضل بكثير لأن التنظيف يساعد دائما على إزالة الجراثيم.
ارتداء الأقنعة
بالرغم من أن الاقنعة لا تمنع الإصابة، إلا أنها مفيدة لفترة من الوقت، وتختلف فعالية الأقنعة حسب النوع الذي تستخدمه؛ وتعدّ السميكة الأفضل، حيث تشير الأدلة إلى أن الأقنعة قد تقلل من مخاطر انتقال الفيروس.
ويقول آملر “سيكون القناع واقيا إذا تم ارتداؤه كما يجب، فإذا كان المرء يرتديه لفترة طويلة من الزمن، فسيبدأ في الانزلاق قليلا”. لكن الأقنعة السميكة غير مريحة وقد تجعل التنفس أكثر صعوبة.
استخدام الأغراض الخاصة
أصبح الفحص ضروريا في مطارات البلدان المتأثرة، بغرض خفض احتمالات وجود مسافر مصاب بفيروس كورونا على الطائرة.
ولكن الخبراء يوصون الأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى والقلقين بشأن الإصابة بفيروس كورونا، بتقليل الأغراض التي يشاركونها في الرحلات الجوية. وتشير معظم الدراسات إلى أن طاولة المقعد وجيبه الخلفي، يحملان جراثيم من الركاب السابقين. ومن ناحية أخرى، لا توجد أدلة تؤكد دورها في العدوى.
ارتداء القفازات
يكون خطر الإصابة بالآفة في حافلة أو قطار ضئيلا، لكن وسائل النقل العام تعج بالأطنان من الجراثيم.
وينصح آملر “عندما تكون مسافرا في وسائل النقل العامة، فأنت في أماكن لمسها الكثير من الأشخاص”، لن يساعدك ارتداء القفازات في تقليل مخاطر إصابتك بفيروس كورونا أثناء السفر فقط، بل سيحميك من مرض أكثر شيوعا وأكثر فتكا، وهو الإنفلونزا.
يشار إلى أن السلطات الصينية قررت تمديد عطلة رأس السنة القمرية إلى 2 فبراير، لتأخير عودة مئات الملايين من العمال إلى المدن وخفض مخاطر انتشار المرض. وفُرض ارتداء القناع الواقي في عدة مقاطعات.
استخدام النظارات الواقية
حذر العلماء من أن فيروس كورونا يمكن أن ينتقل عبر العيون. وصدم الطبيب الصيني وانغ غوانغفا، العالم بالكشف عن احتمالية إصابته بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا.
ويخشى غوانغفا، الذي قاد فريقا من الخبراء إلى ووهان، من احتمال إصابته بالعدوى، لأنه لم يكن يرتدي نظارات واقية، أثناء زيارته للمرضى المصابين.
وأكد كبار الخبراء أن هذا الأمر “ممكن للغاية”، قائلا إن الفيروس يمكن أن يدخل العين إذا لمستها، يد المريض، حتى أنهم حذروا من أن الفيروس، ينتقل عن طريق العينين تماما كما العطس والسعال.
وأيد بول كيلام، أستاذ علم جينوم الفيروسات في جامعة إمبيريال كوليدج في لندن، تصريح غوانغفا، وأشار إلى أنه “ليس من غير المألوف أن تنتقل الإنفلونزا بهذه الطريقة. فربما تصاب بالتهابات الجهاز التنفسي بواسطة العين”.