اختتام معرض الرياض الدولي للكتاب بحضور خاص لكرة القدم
لا يحد طيف المعرفة والشغف بالقراءة إطار. والقراءة ليست حكرا على الأدب والسياسة والتاريخ والدين، فهنالك مؤلفات في الرياضة والطبخ والرحلات والتسالي لها جمهورها، وهو ما انتبهت إليه الكثير من معارض الكتب العربية. وتقدم دار نشر إماراتية مجموعة إصدارات عن كرة القدم وتضعها للقارئ العربي مترجمة عن الإسبانية، وقد حققت تفاعلا هاما في معرض الرياض للكتاب.
اختتم معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة التابعة لوزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية، فعالياته يوم الخامس من أكتوبر الجاري، وقد استمر لمدة عشرة أيام، تحت شعار “الرياض تقرأ”. بمشاركة 2000 دار نشر عالمية من ثلاثين دولة مختلفة.
وكان الدكتور محمد حسن علوان، الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، قد صرح في انطلاق المعرض أن “الهيئة تعمل وفق استراتيجية متكاملة”، مبينا أن ذلك يأتي “لتعزيز الريادة الثقافية للمملكة، وتحويل الثقافة إلى أحد أهم ممكنات النهوض بالوعي المعرفي”.
مشاركة عربية مميزة
قدمت في المعرض أطياف واسعة من آفاق النشر، عالميا قدمت دور النشر الأوروبية مشاركة فاعلة في إطار البعد التاريخي لبعض الآثار الكبرى. تضمن المعرض وجود مساحات لقامات فكرية وفلسفية وأدبية أثرت في المشهد العالمي. منها ما قدمته دار ألكا البلجيكية التي أعادت نشر كتاب “هكذا تكلم زرادشت” للفيلسوف الألماني الشهير نيتشه، وفي المشاركة الفرنسية التي ظهرت في وجود 118 دار نشر قدمت بعض الروايات الكلاسيكية التي صارت جزءا من المشهد الثقافي العالمي. منها “البؤساء” و”أحدب نوتردام” للكاتب الشهير فيكتور هوغو.
من المشاركات العربية اللافتة ما قدمته دار ميتافيرس برس للنشر والطباعة من الإمارات العربية. مشاركة هامة تجلت في تقديمها لمنشوراتها من مجموعة إصدارات رياضية عن لعبة كرة القدم. فخلال هذا العام أصدرت الدار ما يقارب الثلاثين كتابا في الأدب والنقد (نزار قباني والإلياذة والإنياذة والأوديسة) وفي الفلسفة وعلم النفس والتعليم وكتب الأطفال والناشئة والتاريخ السياسي والأدب وأدب الرحلات. وكان لافتا تخصيصها مجموعة إصدارات في المشهد الرياضي من خلال ترجمات لمؤلفات رياضية نقلتها عن اللغة الإسبانية لعدد من المختصين. فأصدرت كتبا عن مارادونا وميسي ورونالدو وامبابي وتاريخ كأس أوروبا.
عن المشاركة في المعرض والتوجهات التي عملت عليها الدار في عامها الفائت أكدت الدكتورة مانيا سويد، صاحبة دار ميتافيرس برس للنشر والطباعة، أن
◙ كتب مترجمة تمثل مجموعة ضرورية لكل مشجع كرة قدم يرغب في العودة بالذاكرة إلى الأزمان السالفة والحاضرة للعبة
الدار توجهت نحو إصدار المزيد من الكتب التي تهم الناس وتدعم فعالية القراءة. منوهة إلى أن جهود دعم حركة النشر الورقي للكتاب فعالة في منطقة الخليج العربي، وهي تهتم بدور النشر اليافعة والمتجددة خصوصا، مضيفة “هو توجه مشكور يفعل طموحات النجاح لحركة النشر العربي. خططنا لإصدار وتوزيع 22 كتابا للوطن العربي عامة. كان جزء كبير منها مخصص للرياضة”.
من الكتب التي أصدرتها ميتافيرس برس كتاب “مارادونا” وجاء في 365 قصة للكاتب سيرجيو دومينجيز. دييغو أرماندو مارادونا ملك للجميع، فقد جبل بفلذة من كل واحد منا، لأننا تقاسمنا المشاعر وتشاركنا الأحداث وتصورنا في مخيلتنا كل مكان في العالم وطأته أقدامه. مآثر وملاحم وأحداث ليست سوى ذكريات يعيشها القارئ مجددا من خلال نص بليغ، واضح وحاسم، ربما كحنين لزمن لن يتكرر، ولكن استعادته ذاكرة وفطنة كاتب مميز في إثراء المعلومة. هل بقي شيء لنقوله عن مارادونا ولم يتم التطرق إليه من قبل؟ أجل، بقي هذا السرد المترابط لإيجاز حياة وأعمال شخصية كسرت القالب وبنت نفسها بنفسها كأسطورة حية.
ويذكر الكاتب كيف أن مارادونا يتخطى الحدود ويغير الأدوار، ويسمو بخطوات ثابتة في كافة الأوقات السالفة والقادمة. مآثر دييغو مارادونا نقية ولا يمكن المساس بها، وقد صممت في الكتاب بطريقة فنية ليتمكن الجميع من الاستمتاع بها.
كما صدر عن نجم كرة القدم العالمي ميسي كتاب حمل عنوان “ميسي.. 100 معلومة عن الشخصية الأعظم في تاريخ كرة القدم” من تأليف فيديريكو لوياكونو. وميسي أحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم، إنه المثابر والاستثنائي في عالم الكرة المستديرة حتى الآن، ابن الأرجنتين، حصد الألقاب والجوائز، وزرع الدهشة والبهجة في عيون متابعيه ومحبيه. وهذا الكتاب رحلة عبر الزمن، نضيء على أكثر من 100 معلومة عن صاحب لقب “أعظم لاعب كرة قدم في كل العالم”.
كتب في كرة القدم
نهائي كأس العالم في قطر والأحداث الدراماتيكية التي رافقته لم تغب عن الحضور، فقدمت الدار ترجمة لكتاب “النهائي الأكبر في التاريخ: ميسي – مبابي” تأليف أدريان البنديكي وبول فينيون، مباراة استمرت لمدة ثلاث ساعات تقريبا، تواصل فيها التوتر، ركلات ترجيحية وتمديد دراماتيكي، سافرت المشاعر مثل السفينة الدوارة.
المباراة النهائية وبعد وقت قصير من اختتامها، بدأ وصفها بأنها الأفضل في تاريخ كأس العالم بأكمله، وحتى المباراة الأكثر إثارة منذ ولادة كرة القدم، حيث قال عنها الصحفي الشهير خوان بابلو فارسكي “لقد شهدنا أفضل مواجهة رياضية في تاريخ الأداء العالمي”، وصدرت أحكام مماثلة، تفيض بالإعجاب، في جميع أنحاء الكوكب. خاتمة جميلة نابضة بالحياة، حللها أبطالها – الأرجنتينيون والفرنسيون – عشناها لحظة بلحظة، في استاد لوسيل في قطر والتي تنكشف أسرارها وحكاياتها في هذه المراجعة ساعة بساعة ليوم استثنائي 18 ديسمبر 2022، يوم إقامة المباراة النهائية على الإطلاق”.
وعن قامة إسبانية في التعليق الرياضي، الذي صار مهنة تزيد شغف الناس بها، صدر كتاب “مغلق لأجل كرة القدم” من تأليف إدواردو غاليانو. يسلط الضوء على الشغف الذي كانت تمثله كرة القدم بالنسبة إليه، وهذا الشغف ما دفعه للكتابة منذ أيام شبابه وحتى وفاته عن كرة القدم.
غاليانو نشر كتبا رائعة بعد أعوام من القراءة المنهجية واختزانه لكم هائل من القصص والأبحاث، كما كتب عددا هائلا من النصوص التي تطرق فيها إلى كرة القدم والتي نشرت في صحف ومجلات قديمة متفرقة. جاء إدراج تلك النصوص بين صفحات كتبه أو بعد أن أصبحت في طي النسيان في منشورات دورية، ما يعيق وصول القراء “العاشقين لكرة القدم” إليها، ولذلك فإن الدافع الأساسي لهذا الكتاب هو إيصال تلك الكتابات “المجهولة” إلى حد كبير إليهم.
وقد تم الحرص على احترام أسلوب عمل غاليانو، وتجنب التفاصيل غير المألوفة لديه (مثل استعمال العبارات الرنانة)، مع استعادة التعابير والمصطلحات الخاصة به، وعلى سبيل المثال يشير عنوان الكتاب إلى حالة من الخصوصية حيث كان غاليانو يعلق على باب منزله عند بداية كل مونديال وخلال الشهر بأكمله لوحة تتضمن هذا التنبيه: “مغلق لأجل كرة القدم”.
ويتضمن الكتاب مجموعة من القصص التي تتناول الشخصيات والأحداث المتعلقة بكرة القدم، العامة منها والخاصة، وفي جزء ثان نصوصا من التجارب الشخصية لبعض المقابلات التي تحدث فيها إدواردو غاليانو عن رؤيته حول الرياضة التي عشقها والتي يشكل من خلالها -وبطريقة منهجية- وجهة نظره الناقدة والشغوفة على حد سواء.
وحول تاريخ كأس أوروبا لكرة القدم والتطورات التي رافقتها صدر كتاب “100 أسطورة من دوري أبطال أوروبا” من تأليف أنخل أيتوزياغا، يتطرق الكتاب إلى تاريخ كأس أوروبا من خلال أهم أبطاله، هؤلاء الذين يبهروننا في الوقت الحاضر وأولئك الذين لم نكن نرغب باعتزالهم اللعب في الماضي. ويتحدث الكتاب عن البطولة منذ تأسيسها عام 1955، وصولا إلى أيامنا هذه، مرورا بتغير التسمية إلى دوري الأبطال عام 1993.
لم تكن مهمة أنخل أيتوزياغا سهلة على الإطلاق لاختيار أفضل لاعبي كرة القدم في تاريخ اللقب، وليقدم تحليلا دقيقا حول مئة لاعب كانوا ذوي شأن، لأسباب مختلفة، في إحدى نسخ البطولة. يعد هذا القاموس مجموعة ضرورية لكل مشجع كرة قدم يرغب بالعودة بالذاكرة إلى الأزمان السالفة والحاضرة لدوري الأبطال.
◙ لاعب الكرة البرتغالي الشهير كريستانيو رونالدو لم يغب عن الحضور فقد صدر عنه كتاب “100 قصة عن كريستانيو”، وهو من تأليف ليبرو فوتبول
وعن أصول الأندية الكبرى ومساراتها التاريخية صدر كتاب “نشوء كرة القدم.. أصول الأندية الكبرى” من تأليف إدوارد كاسادو، هل تعلم أن نادي ريال مدريد تأسس على يد الكاتالونيين؟ هل تعلم أن المليونير الحالي مانشستر سيتي ولد ليخرج التعساء والمشردين من الشوارع؟ هل تعلم أن جريس كيلي صممت أحد الأندية الأوروبية الشهيرة؟ ما هو السبب الحقيقي وراء وضع ريفير بليت شريطا أحمرا على قميصه؟ وكيف تطورت شعارات النادي؟
كل هذه التساؤلات، وغيرها الكثير، يجيب عليها كتاب "نشوء كرة القدم". ويغطي هذا الكتاب كيف ولماذا ولدت الأندية الرئيسية في العالم، وأسباب استخدامهم لألوانهم، وأصول شعاراتهم، والألقاب التي تجعلهم مشهورين أو من هم منافسيهم الرئيسيين داخل وخار ميدان اللعب. من البرتغال إلى روسيا، ومن المكسيك إلى تشيلي، يقدم هذا الكتاب نظرة على الماضي والحاضر للفرق التي نبقي ملايين الأشخاص مستيقظين، وتوقظ أحلامهم حول العالم.
ولم يغب لاعب الكرة البرتغالي الشهير كريستانيو رونالدو عن الحضور فقد صدر عنه كتاب “100 قصة عن كريستانيو”، وهو من تأليف ليبرو فوتبول. الأسطورة، النجم، عبقري كرة القدم العالمية، كريستيانو رونالدو هو علامة فارقة بلا شك في تاريخ هذه الرياضة، بالنسبة إلى الكثيرين، ليس هناك شك في أنه أعظم لاعب كرة قدم على الإطلاق، وهو هداف لا هوادة فيه، وبعد عقدين من الحملات الاحترافية، يواصل تحطيم الأرقام القياسية.
منذ أن اكتشفه السير أليكس فيرجسون، المدرب الذي كان له التأثير الأكبر في مسيرة البرتغالي، باعتباره “أحد أكثر اللاعبين الشباب إثارة للاهتمام الذين رأيتهم على الإطلاق”، في عام 2003، اكتسب CR7 شهرة عالمية مع فريق مانشستر يونايتد الشياطين الحمر، ثم كان لما يقرب من عقد من الزمن المرجع المطلق لعصر ريال مدريد المجيد، قبل أن يثبت نفسه مع يوفنتوس باعتباره لاعب كرة القدم الوحيد الذي فاز بالدوري في أربع دول مختلفة، بعد أن توج أوروبيا مع المنتخب البرتغالي. وفاجأ العالم مرة أخرى عندما أصبح بعمر 38 عاما، الهداف الأكثر تسجيلا للأهداف خلال عام 2023.
اقرأ أيضا:
