اختبار صعب ينتظر فيلموتس في ظهوره الأول مع الرجاء

سيخوض البلجيكي الجديد مارك فيلموتس المدرب الجديد للرجاء البيضاوي أول اختبار له في الدوري الاحترافي المغربي أمام شباب المحمدية. وسيكون الفريق المغربي مضطرا للبحث عن ملعب لاستضافة شباب المحمدية الجمعة المقبل في الجولة الحادية عشرة من الدوري المغربي.
الرباط – يصطدم البلجيكي مارك فيلموتس مدرب الرجاء باختبار صعب في مهمته الأولى بعد تعيينه مديرا فنيا للفريق البيضاوي.
ويستضيف الرجاء مساء الجمعة شباب المحمدية المنتشي مؤخرا بنتائجه الإيجابية، وذلك ضمن الجولة الحادية عشرة من الدوري المغربي، على ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء.
وأبرم الرجاء الأسبوع الماضي عقدا مع فيلموتس لمدة موسمين ونصف الموسم براتب شهري يبلغ 40 ألف دولار، جعله أغلى مدرب في الدوري المغربي. وتكمن صعوبة المواجهة في ظل صحوة شباب المحمدية بآخر 3 جولات، حيث حقق انتصارين أمام خريبكة وأكادير وتعادل أمام المغرب الفاسي على ملعب الأخير.
كما يتواجد أكثر من توج بالألقاب مع الرجاء، محمد فاخر، على رأس القيادة الفنية للمحمدية. وبالإضافة إلى ذلك، يضم المحمدية عددا من لاعبي الرجاء السابقين، بينهم عبدالرحيم الشاكير ومحمد بوعميرة ومحمد الدويك.
مجموعة من القواعد
ويزيد من لهيب المواجهة، الصراع القوي بين الناديين، حيث يستهدف رئيس شباب المحمدية هشام أيت منا، استفزاز أنصار الرجاء في تصريحاته الإعلامية. ويحتل الرجاء المركز الثاني في ترتيب الدوري برصيد 21 نقطة من 10 مباريات، بينما يأتي شباب المحمدية في الترتيب السابع بـ14 نقطة. ومن ناحية أخرى أعلن الرجاء رحيل المدربين هشام بوشروان وعمر بن ونيس، موجها الشكر للثنائي. وتأتي مغادرة بوشروان وبن ونيس استجابة لرغبة المدرب البلجيكي الجديد فيلموتس، الذي أصر على استقطاب طاقم مساعد من اختياره.
وكان فيلموتس قد استهل تواجده في مركب الوازيي مباشرة بعد مؤتمر تقديمه بشكل رسمي، للاستعداد لاستكمال الدوري المغربي. وكان هشام بوشروان قد عمل مع التونسي الأسعد الشابي كمساعد أول، بعدما تواجد أيضا رفقة المدرب جمال السلامي. ولن تكون مهمة فيلموتس سهلة أمام تطلعات الجمهور الرجاوي والاستحقاقات التي تنتظر الفريق، على مستوى الدوري المغربي وكأس السوبر الأفريقي أمام الأهلي المصري، ودوري أبطال أفريقيا.
فرض المدرب البلجيكي مجموعة من القواعد على لاعبي الفريق الأخضر. وأكد فيلموتس عبر المنصات الرسمية للرجاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي السبت أنه طالب اللاعبين بالحضور إلى التدريبات ساعة قبل بدايتها. وأضاف أنه طالبهم أيضا بضرورة تناول وجبة الفطور بشكل جماعي، بالإضافة إلى الانضباط لتعليماتهم واحترام شعار ومكونات النادي. ويبلغ فيلموتس من العمر 52 عاما، وهو الذي ولد في بلجيكا في الثاني والعشرين من فبراير 1969، وقد بدأ مسيرته الاحترافية بالعام 1987 بنادي سينت ترويدن، ثم انتقل منه إلى فريق ميكلين في 1988.
البلجيكي مارك فيلموتس مدرب الرجاء يصطدم باختبار صعب في مهمته الأولى بعد تعيينه مديرا فنيا للفريق البيضاوي
وتنقل فيلموتس في مسيرته بين أندية بلجيكية وأوروبية أبرزها ستاندارد لييج وشالكه الألماني وبوردو الفرنسي، قبل أن يعتزل اللعب نهائيا في 2003، بعدما حقق 7 ألقاب أبرزها كأس الاتحاد الأوروبي رفقة شالكه في 1997.
وبعد الاعتزال مع شالكه اتجه فيلموتس إلى التدريب، حيث عمل مدربا مؤقتا للفريق الألماني لفترة قصيرة، ثم تولى تدريب سينت ترويدن، الذي بدأ فيه مسيرته الكروية وذلك في 2004. وانتقل بعد ذلك، فعمل مدربا مساعدا في المنتخب البلجيكي بين 2009 و2012، ثم أصبح المدير الفني للشياطين الحمر حتى 2016، وقام بصناعة فريق يضم بين صفوفه مجموعة من أفضل اللاعبين على غرار إيدين هازارد وكيفن دي بروين وروميلو لوكاكو ومروان فيلايني.
وبعد الخروج من ربع نهائي كأس أمم أوروبا يورو 2016، قرر الاتحاد البلجيكي إقالة فيلموتس، لينتقل في العام 2017 ويتولى تدريب منتخب كوت ديفوار، ثم إيران بالعام 2019، حتى رحيله في نهاية العام ليظل بلا عمل حتى توليه تدريب الرجاء المغربي. والمثير أن فيلموتس، وعقب اعتزاله لعب الكرة، دخل عالم السياسة في بلاده، حيث تم انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ عن الحزب المحافظ الناطق بالفرنسية في الانتخابات الفدرالية لعام 2003، لكنه شعر بعدم الراحة في الحياة السياسية ليستقيل من جميع مناصبه في 2005.
مخاوف التعيين
أثار اتفاق المكتب المديري للرجاء الرياضي مع البلجيكي فيلموتس لإشراف هذا الأخير على تداريب الفريق الأول ردود أفعال متباينة داخل الأوساط الرجاوية؛ بين متفائلين بقدرة الرجل على تحقيق أفضل مما بصم عليه سلفه التونسي لسعد جردة الشابي مع النسور وبين متشائمين يعتبرون المدرب العاطل عن العمل منذ سنتين الاختيار الخاطئ لقيادة سفينة الخضر.
ولم تكن التجارب الأخيرة للبلجيكي فيلموتس مثمرة إلى حد كبير من ناحية النتائج، حيث خاض في السنوات الأربع الأخيرة تجربتين على رأس المنتخب الإيراني (من العشرين من ماي 2019 إلى الرابع من ديسمبر 2019) والمنتخب الإيفواري (من الحادي والعشرين من مارس 2017 إلى الخامس من نوفمبر 2017)، قاد في مجملها 12 مباراة انهزم في نصفها.
وأشرف فيلموتس على 6 مباريات مع المنتخب الإيراني، حيث فاز في ثلاث مباريات وتعادل في مباراة واحدة وانهزم في مباراتين. كما درب منتخب الكوت ديفوار في 6 مباريات أيضا، فاز في واحدة وتعادل مرة، فيما انهزم في 4 مناسبات؛ منها المباراة التي انهزم فيها “الفيلة” أمام المنتخب المغربي (0 – 2) في تصفيات كأس العالم، وضمن عبرها “الأسود” المشاركة في “مونديال” 2018 بعد غياب دام لعشرين سنة.
وتميزت التجارب الأخيرة لفيلموتس بقصر مدتها؛ 7 أشهر على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الإيراني، و9 أشهر مدربا لمنتخب الإيفواري، علما أن المعطيات المتوفرة لدى “هسبورت” تفيد بأن مدة عقد فيلموتس على رأس الإدارة الفنية للرجاء الرياضي تصل إلى موسمين ونصف الموسم؛ وهو ما انتقده جمهور الفريق الذي اعتبر الأمر مغامرة غير محسوبة، خصوصا في حال لم ينجح المدرب الجديد في مهمته مع “النسور”، معتبرا أنه من الأفضل تقييد العقد بأهداف مرحلية، يكون فيها سريانه مرتبطا بتحقيقها، لحماية النادي ماليا ورياضيا؛ فيما أكدت معطيات أخرى أن تفاصيل فك الارتباط لن تزيد عن دفع ما مجموعه أربعة رواتب.