"احتمالات للفن لا تنتهي".. معرض سعودي يحتفي بالأعمال الفنية الصغيرة

الخبر (السعودية) – تتواصل بغاليري تراث الصحراء بمحافظة الخبر السعودية فعاليات معرض “50*50” الفني الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون بالدمام للأعمال الصغيرة، وذلك بمشاركة مئة وعشرة فنانين تشكيليين من مختلف مناطق المملكة، يقدّمون مئتي وخمسين عملا فنيا بحجم خمسين سنتيمترا.
وبدأت جمعية الثقافة والفنون بالدمام في بناء هذه القاعدة السوقية للأعمال الفنية الصغيرة منذ حوالي أربع سنوات واستمرت في تقديمها لتتوّجها الآن بنسخة جديدة للمعرض.
والمعرض الذي طال مخاضه جاء محملا بالفرح لكل التشكيليين المشاركين ولكل أولئك الذين يسعون للجمال من خلال زيارة هذا المعرض.
ويستمر المعرض لمدة أسبوعين، وجاءت الأعمال الصغيرة بثيمة مشابهة للنسخ السابقة، إلاّ أنها بأحجام مختلفة لطرح تجربة ومغامرة تختلف في أبعادها عن النسخ السابقة حيث تضع المتلقي والفنان أمام تجربة جديدة.

ومن بين المشاركين في المعرض تحضر كل من أحلام المشهدي، ومنير الحجي، وعواطف الصفوان، وزكية المتعب، ومايلا بيتر، وأزهار المدلوح، والفنانة فاطمة الدهمش من الإمارات ومجموعة كبيرة من الفنانين والفنانات.
وتجسّد الفنانة السعودية أحلام المشهدي في معظم أعمالها أحاسيس تنضح بعشق عميق للحياة والإنسانية. أعمال تتجلى فيها تداعيات الآمال والأحلام التي تتماهى في الفضاءات الغنية بالألوان الخلابة والأشكال المعبّرة التي تصوّر جمال الطبيعة التي برعت في خلق حوارات عميقة مع الكثير من عناصرها.
السماوات والبحار في سحر زرقة لازوردها وكحلها تحاور اللآلئ والورود والزخارف كما النساء الجميلات الرافلات في مشاهد رومانسية أو فوق واقعية. والنخل الباسق حول الحصون أو المنارات والقباب والقصور بخضرتها تلامس الآفاق بزرقتها، صفرتها أو حمرتها لكأنها تحتفي بعناق عشاق أزلي يتجدّد.
وللفنانة العديد من المعارض الفردية، لعلّ أبرزها “الواقع واللاواقع” بقاعة الأمير فيصل بن فهد بمدينة الرياض في العام 2005، و”حكاية حب” بأتيليه جدة في العام 2014.
أما الفنان منير الحجي فيعدّ أحد رواد الحركة التشكيلية السعودية، وله الكثير من الإسهامات والمشاركات والمعارض الخاصة والمشتركة داخل مدن المملكة، وفي الكثير من بلاد العالم التي طافها من أجل التعرّف على شتى أنماط الفنون والمدارس التشكيلية في بيئات وثقافات مختلفة.
وبجانب معارضه الخاصة في السعودية، أقام الحجي معارض شخصية في فلوريدا بالولايات المتحدة، وفي العاصمة البريطانية لندن، وفي كندا، وفي البحرين، وشارك في معارض وملتقيات فنية بالمغرب وتركيا والبرازيل.
ويتفرّد الحجي بأنه قد طُبع خمسين ألف بوستر من لوحاته التشكيلية، وزّعت في كل قارات العالم.
وتواصل الفنانة الإماراتية فاطمة الدهمش في لوحاتها المشاركة في المعرض اشتغالها على مفردات التراث الخليجي، حيث ترسم طائر السنونو الذي تراه عنوانا صارخا للانتماء، والذي مهما هاجر وسافر سيرجع لعشه الأول، كما ترسم البرقع الإماراتي الذي تراه رمزا للمرأة الإماراتية، التي مهما تقدّمت من حولها التكنولوجيا تبقى متمسكة بعاداتها وتقاليدها. وترسم أيضا البشرة السمراء بما تحيله إلى رمال الخليج وجدران البيوت العتيقة وكذلك للسفن الشراعية المسافرة للبحث عن اللؤلؤ المكنون.
والفنانة حاصلة على بكالوريوس إدارة أعمال، التحقت بمجموعة من الدورات التشكيلية في الإمارات والبحرين والسعودية، وأقامت عددا من المعارض الشخصية، وشاركت في مجموعه من المعارض والسمبوزيوم والبيناليات في كل من الإمارات، السعودية، البحرين، مصر، العراق، إسبانيا، وغيرها من الدول حول العالم، كما فازت بالعديد من المسابقات المحلية والعربية.
وأوضحت المشرفة على معرض “50*50” الفنانة يثرب الصدير أن هذه النسخة ترسّخ وجودها وقواعدها على أرضها التي بدأت فيها، بينما تتوسّع بطرق أخرى، حيث فتحت باب الشراكة خلال كل النسخ مع المعارض الخاصة بالشرقية لتقدّم من خلال هذه الشراكة دعم الجانب التسويقي للأعمال المعروضة.
وجاءت أعمال المعرض متنوعة في أساليبها وطرق تنفيذها وخاماتها المختلفة وطُرحت جميعها بطرق جمالية مبتكرة، حيث شكّلت بعض الأعمال جانبا تراثيا مختلفا ومتنوّعا يصوّر هوية المملكة في مناطق متعددة، بينما اتجه البعض الآخر إلى الجانب التجريدي بصور الشخوص أو الطبيعة التي يمنحها للوحة بألوانها المختلفة، وللبورتريه بأساليبه الواقعية والانطباعية مكانا بارزا بين أعمال المشاركين بالمعرض.
ويستقبل المعرض زواره لمدة أسبوعين بغاليري تراث الصحراء بالخبر متيحا الفرصة خلال هذه المدة لجميع الزوار لزيارته أو الاقتناء، وجزء من ريع المعرض سيذهب لصالح جمعية أيتام الشرقية “تمكين”.
وأشاد مدير الجمعية يوسف الحربي بتجاوب الفنانين من جميع مناطق المملكة للمشاركة في المعرض الذي وضع قاعدة جميلة في الانتشار والتسجيل.
وقال الحربي “المعرض يهدف لخلق القرب بين المتلقي والفنان والعمل الفني من أجل فن تشكيلي قادر على كسر حواجز اللافهم، ونشر ثقافة الجمال والفنون والوعي بها وتذوّقها وتطويرها خدمة للتنمية الثقافية والاعتزاز بالانتماء إليها”.
ونوّه مدير الجمعية أن المعارض والفعاليات مستمرة في الجمعية من خلال إقامة الورش التدريبية في جميع المجالات الفنية في الموسيقى والمسرح والفنون البصرية، حيث سيقدّم بيت السرد الثلاثاء مناقشة في رواية “شارع المحاكم” للكاتبة الإماراتية أسماء الزرعوني في قاعة عبدالله الشيخ للفنون، مضيفا أن الجمعية تستعد لإعلان المشاركة في عدة معارض فنية في التصوير والرسم الرقمي والفنون التشكيلية.