احتفالية يوم المسرح العالمي تعم أرجاء سوريا

مسرحيات عديدة تم تقديمها في عدد من محافظات سوريا تتضمن الكثير من الأفكار الهامة التي قدّمت من خلال مشهدية جاذبة.
الاثنين 2019/04/01
عروض شكلت حالة تفاعل مع الجمهور

أواخر شهر مارس من كل عام، وتحديدا 27 من الشهر، تحتفل شتى بلدان العالم بأب الفنون، من خلال فعاليات متنوعة تندرج ضمن فعاليات الاحتفاء باليوم العالمي للمسرح، المسرح الذي بقي صامدا على مرّ القرون متجددا محافظا على مكانته كرائد للفنون وأكثرها تأثيرا.

دمشق- كما في كل عام، لا تمرّ ذكرى الاحتفال بيوم المسرح العالمي، دون فعالية خاصة يقوم بها المسرحيون السوريون، وفي هذا العام قدمت المديرية العامة للمسارح والموسيقى التابعة لوزارة الثقافة، برنامجا احتفاليا كبيرا شمل عددا من المحافظات.

البداية كانت في أوبرا دمشق، حيث كان الافتتاح بحدث فني حمل عنوان “فن الحياة”، تضمّن معرضا للكتب من مكتبة المعهد العالي للفنون المسرحية ومعرضا موازيا للرسم (بورتريه) حمل عنوان “تحية إلى المربين” للفنان نضال خليل، قدّم فيه لوحات فنية مختلفة عن قامات مسرحية معروفة في التاريخ المسرحي السوري. بينما قدّم طلاب قسم السينوغرافيا معرضا خاصا بهم.

عروض دمشق

في القاعة متعددة الاستعمالات، قدّم طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية، عبر برنامج زمني تجاوز الساعتين عرضا، ساهم فيه طلاب أقسام المعهد (تمثيل، رقص، التقنيات المسرحية) عرضا متنوّعا، كما قدّمت كلمة اليوم العالمي للمسرح التي كتبها في هذا العام المسرحي الكوبي كارلوس سيلدران، أستاذ المسرح في جامعة هافانا، قدّمها طالبان في السنة الرابعة من قسم التمثيل، وهما مرح حسن وعلي محفوض. كذلك قُدّم في الاحتفالية فيلم سينمائي قصير بعنوان past frame للطالبين طاهر سلوم ومنتجب عيسى. ثم عرضت مجموعة من المشاهد التمثيلية التي حملت عنوان “العنبر رقم 2”، من إخراج مأمون الخطيب، كما قدّمت فقرات غنائية متنوعة أدتها مجموعة الممثلين بمشاركة عازف على آلة البزق تناولت معزوفات شعبية من البيئة السورية المتنوعة.

حكاية العرض الأساسية تدور في عنبر، حيث العشرات من الأشخاص، الذين يجتمعون في هذا المكان، وتتضافر حيواتهم ومصائرهم فيها بشكل عنيف حينا ومتناغم حينا آخر. فتنشأ قصص الحنين والحب والأحلام المنكسرة. هذه المقاطع شكّلت حالة تفاعل مع الجمهور الذي غصّت به القاعة. وكثيرا ما ضجّت بالتصفيق تجاوبا مع بعض المشاهد أو المواقف.

قدّمت في العرض فقرات استعرضت أشكالا عديدة للمسرح من النمط الكلاسيكي العالمي الناطق بالفصحى، مرورا ببعض الحالات الشعبية المعاصرة، التي عرضت حالات شعبية وبيئية محليّة.

أما العرض الأول في البرنامج، فكان في دمشق بمسرح الحمراء العريق، في 29 مارس، حيث عُرضت مسرحية بعنوان “تحية” قدّمها المسرح القومي في اللاذقية في بادرة جديدة تقوم بها الجهة المنظمة للاحتفالية من حيث استقبال عروض من بقية المحافظات لتقدّم في احتفالية العاصمة. والعمل من تأليف شادي كيوان وإخراج الممثل الشهير حسين عباس، صاحب شخصية الشرطي حسان في مسلسل “ضيعة ضايعة”، كما قدّم شخصية أساسية فيها كممثل.

قدّم العرض نموذجا كوميديا لطيفا عن الإرباكات التي تحكم ظروف صناعة عرض مسرحي، واعتمد مبدأ التعليب المسرحي، بحيث أن المسرحية قدّمت على أن فرقة تريد أن تصنع عرضا مسرحيا بمناسبة احتفالية يوم المسرح العالمي، واستعرضت جملة من الأحداث التي ترافق عادة تقديم هكذا نمط من العروض المسرحية، من حيث وجود تدخلات بيروقراطية إدارية من الجهات الوصائية على المسرح، وحجم المعاناة التي يلقاها هؤلاء في سبيل تحقيق أفكارهم الفنية.

فبعد محاولات ثلاث سابقة، يتم فيها إلغاء العرض المسرحي، تلقى المحاولة الرابعة ذات المصير، لأن شخصا قياديّا رأى أنه من الواجب عدم تقديم شخصية رئيس البلدية لأنها تحمل رمزية ما، الأمر الذي رفضه المخرج فكان مصير العرض الإلغاء.

الانفتاح على الجهات

شادي كيوان كاتب المسرحية أكد في رأي له على “أهمية وجود نمط احتفالي جديد وهو استقبال عروض من المحافظات في العاصمة، مسرحية ‘تحية’ كتبت لصالح المسرح القومي في اللاذقية وتدرب عليها الممثلون هناك لمدة تزيد عن الشهرين، لكي تقدّم في دمشق في الاحتفالية بشكل خاص. ويحمل العرض التقدير لكل الذين شاركوا فيه ولكل العاملين في المسرح عموما “.

ويحمل الفنان حسين عباس حالة حضور لطيف في ذهن المتلقّي السوري عموما، وقد قام بإخراج العمل، مع مجموعة من الممثلين المحترفين والهواة في قومي اللاذقية، وهو العرض الأول الذي يقدّمه ضمن هذه الفعالية بدمشق بعد تجارب كثيرة في مدينته اللاذقية عبر سنوات طوال.

فقرات الاحتفالات في دمشق استعرضت أشكالا عديدة للمسرح من النمط الكلاسيكي إلى الحالات الشعبية المعاصرة

ويرى عباس أن “وجود هذه الاحتفالية وعلى الشكل الذي ظهرت عليه هو جهد طيب ومشكور، قامت به مديرية المسارح والموسيقى، العرض فيه الكثير من الأفكار الهامة التي قدّمت من خلال مشهدية جاذبة، تحمل جوّا كوميديا خاصا، فيه التشويق والمتعة، كذلك قدّمنا بعضا من معاناة المسرحيين التي تعترضهم في الإعداد لأعمالهم”.

ونذكر أن مسرحية “تحية” شارك في تمثيلها كل من حسين عباس، شادي كيوان، سوسن عطاف، مجد يونس أحمد، مصطفى جانودي، غربة مريشة، جعفر درويش، أحمد بسما.

وعلى مدى يزيد عن الأسبوع ستقدم العديد من المسرحيات في عدد من المحافظات، حيث تشهد دمشق عرض مسرحية “آخر الرايات” على مسرح القباني، وهي من تأليف وتمثيل وإخراج تمام العواني. وفي حلب سيقدّم عرض مونودراما “كناس” عن نص للأديب وليد إخلاصي. أما في السويداء فيكون الجمهور على موعد مع عرض “قمامة” تأليف علي عبدالنبي الزبدي، إعداد وإخراج سمير البدعيش.

وفي طرطوس سيقدّم عرض “عشق” تأليف وإخراج رضوان جاموس. أما في حمص عرض “العطسة” تأليف الكاتب الروسي الشهير تشيخوف، وإخراج زين العابدين طيارة. إضافة إلى عرض لفرقة أشبيلية بعنوان “اللص الشريف”. وفي الحسكة يقدّم عرض “خشبة وستارة وناس” تأليف وإخراج إسماعيل خلف. كما قدّمت دائرة المسرح المدرسي مسرحية “العصفورية”، عن نص للكاتب التركي جواد باشكوت.

14