اتهامات باستهداف المدنيين تلاحق الجيش الأفغاني

السلطات الأفغانية تخاطر بتقويض ثقة المواطنين بعد مقتل 18 مدنيا بسبب سوء عمل أجهزة الاستخبارات وقيام حركة طالبان باستخدام منازل المدنيين كدروع لعملياتها.
الجمعة 2021/01/15
الجيش الأفغاني يتحمل مسؤولية وقوع 23 في المئة من الخسائر البشرية

كابول- قال مسؤولون محليون إن القوات الأفغانية تتحمل مسؤولية مقتل 18 مدنيا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، في إقليم نمروز بجنوب غرب البلاد، وذلك أثناء استهداف مواقع لحركة طالبان.

وقال الجنرال العسكري المتقاعد زهير عظيمي إن مثل هذه الحوادث ناتجة عن سوء عمل أجهزة الاستخبارات وقيام حركة طالبان باستخدام منازل المدنيين كدروع لعملياتهم. وأضاف عظيمي “المصادر، التي توفر المعلومات، أحيانا تعمل لصالح الجانبين، هذا يعني أنها تقدم للهدف الطريقة التي يمكن أن تعود بالفائدة على حركة طالبان أيضا”.

وأوضح أن الإخفاقات الفنية والخطأ البشري أيضا من أسباب وقوع وفيات دون قصد بين المدنيين. واتهم الحكومة بمحاولة إخفاء مثل هذه الحوادث، محذرا من أن السلطات تخاطر بتقويض ثقة المواطنين. وقال “السلطات تفقد مصداقيتها عندما يكتشف المواطنون الخسائر البشرية في صفوف المدنيين. لم يعد المواطنون يثقون في المسؤولين لأنهم يقدمون تقارير متناقضة”.

وتمثل واقعة نمروز مؤخرا مثالا على ذلك، فقد نظم أقارب ضحايا الهجوم الجوي احتجاجا، حيث قاموا بإحضار جثث أقاربهم إلى عاصمة الإقليم، وطالبوا السلطات المحلية بنفي بيان يزعم أن القتلى كان يعملون لصالح حركة طالبان.

أعمال العنف في أفغانستان استمرت منذ بدء المباحثات، حيث تقع تفجيرات يومية وحوادث استهداف لنشطاء في المجتمع المدني وصحافيين وموظفين مدنيين بهيئات حكومية

ولم يسحب الجيش الأفغاني بعدُ بيانه الذي ذكر فيه أن الهجوم الجوي أودى بحياة 14 مسلحا. ومع ذلك، اعترف الرئيس الأفغاني أشرف غني بوقوع قتلى في صفوف المدنيين، وأعرب عن “حزنه العميق”.

وتتسبب الهجمات الجوية في نحو عشر الخسائر البشرية في صفوف المدنيين سنويا، بحسب مهمة الأمم المتحدة في أفغانستان. ومع ذلك، تتسبب القوات المناهضة للحكومة في وقوع أغلبية الخسائر في صفوف المدنيين.

وبالنسبة إلى الذين قتلوا خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2020، فإن حركة طالبان تتحمل مسؤولية 45 في المئة من هذه الخسائر البشرية، في حين يتحمل الجيش الأفغاني مسؤولية وقوع 23 في المئة منها.

وكانت مباحثات السلام بين ممثلي الحكومة الأفغانية وحركة طالبان قد بدأت في منتصف سبتمبر الماضي. واستغرق الجانبان نحو ثلاثة أشهر للتوصل إلى اتفاق بشأن قضايا إجرائية للمفاوضات. واستمرت أعمال العنف في أفغانستان منذ بدء المباحثات، حيث تقع تفجيرات يومية وحوادث استهداف لنشطاء في المجتمع المدني وصحافيين وموظفين مدنيين بهيئات حكومية.

وقبل بدء المباحثات مع الحكومة الأفغانية، وقع ممثلو حركة طالبان والولايات المتحدة اتفاق سلام في فبراير 2020 بالدوحة. ويمهد الاتفاق الطريق أمام انسحاب جميع القوات الدولية من أفغانستان خلال 14 شهرا. وفي المقابل، وافقت طالبان على إجراء مباحثات مع كابول وعلى نبذ العنف.

5