اتفاق ما بعد بريكست يدخل المنعرج الأخير

الخروج من الاتحاد من دون اتفاق سيتسبب بالمزيد من التداعيات للاقتصادات المتضررة أساسا جراء وباء كوفيد – 19، لكن بشكل أكبر للاقتصاد البريطاني.
الاثنين 2020/11/16
خروج محفوف بالمخاطر

بروكسل – يبدأ الاتحاد الأوروبي وبريطانيا الاثنين الجولة الأخيرة من المفاوضات حول مرحلة ما بعد بريكست للتوصل في ختامها إلى اتفاق تجاري غير مسبوق، أو في خلاف ذلك إلى فشل سياسي مرير.

وخرجت بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير الماضي، إلا أن تأثير الانفصال لن يظهر قبل الأول من يناير 2021، بعد انتهاء الفترة الانتقالية التي يُفترض أن يتواصل خلالها تطبيق المعايير الأوروبية.

سايمون كوفيني: إذا لم نتمكن من إبرام اتفاق، سيمثل ذلك فشلا كبيرا
سايمون كوفيني: إذا لم نتمكن من إبرام اتفاق، سيمثل ذلك فشلا كبيرا

وفي هذه الفترة أيضا، تعهّدت لندن وبروكسل بإبرام اتفاقية تجارية باسم “لا رسوم جمركية، وصفر حصص” للحدّ قدر الإمكان من العواقب السلبية لبريكست والتي لا يمكن تجنّبها. لكن قبل أقل من خمسين يوما من نهاية العام، تراوح المحادثات مكانها رغم أنها مكثفة.

ويعتبر دبلوماسي أوروبي أن “المنطق والعقل يجب أن يسمحا بالتوصل إلى اتفاق”. ويتابع “لكن ما اتضح خلال السنوات الأخيرة هو أن المنطق الاقتصادي والحسّ السليم لا يكفيان لشرح ما يحصل في ملف بريكست”.

وفي الوقت الذي يتمّ فيه الاستعداد لاستئناف المفاوضات في بروكسل، بقيادة ميشال بارنييه من الجانب الأوروبي وديفيد فروست من الجانب البريطاني، يستحيل توقع النتائج.

وهناك أمر مؤكد وحيد هو أنه يجب التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة للتمكن من المصادقة عليه في الوقت المناسب من جانب البرلمانين البريطاني والأوروبي.

وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق، ستخضع المبادلات بين بريطانيا والاتحاد إلى قواعد منظمة التجارة العالمية، مع إعادة فرض رسوم جمركية كبيرة جدا في بعض الأحيان، لكن ستواجه أيضا عقبات غير متعلقة بالرسوم الجمركية مثل الحصص والمعايير التقنية والصحية

وسيتسبب الخروج من الاتحاد من دون اتفاق بالمزيد من التداعيات للاقتصادات المتضررة أساسا جراء وباء كوفيد – 19، لكن بشكل أكبر للاقتصاد البريطاني، إذ إن المملكة المتحدة تصدّر 47 في المئة من منتجاتها إلى القارة، في وقت لا يصدر الاتحاد سوى 8 في المئة من بضائعه إلى بريطانيا.

وفي حال الانفصال من دون اتفاق، تعتبر لندن أن سبعة آلاف شاحنة يمكن أن تعلق في منطقة كينت (جنوب شرق) لحوالي يومين من أجل عبور النفق.

وقال وزير الخارجية الأيرلندي سايمون كوفيني مؤخرا “إذا لم نتمكن من إبرام اتفاق، سيمثل ذلك فشلا كبيرا للسياسة والدبلوماسية”.

وتتعثر المفاوضات بسبب ثلاث مسائل؛ الضمانات المطلوبة من لندن في ما يتعلق بالمنافسة، ووصول الأوروبيين إلى مناطق الصيد في المياه البريطانية، وطريقة إدارة الخلافات في الاتفاق المستقبلي.

5