اتفاق لربط العراق كهربائيا بالشبكة الخليجية

دخلت جهود العراق لمعالجة أزمة الكهرباء مرحلة جديدة أمس بتوقيع اتفاقية للربط الكهربائي مع الشبكة الخليجية وعقد مع شركة جنرال إليكتريك الأميركية لتطوير أكبر محطة في البلاد، إضافة إلى عقد مع تحالف سيمنز الألمانية وأوراسكوم المصرية لإعادة بناء محطة بيجي.
بغداد - أعلن وزير الكهرباء العراقي لؤي الخطيب أمس عن توقيع اتفاقية إطارية مع مجلس التعاون الخليجي للربط الكهربائي مع الشبكة الخليجية، في وقت تتصاعد فيه ضغوط واشنطن للتخلي عن الإمدادات الإيرانية.
وأوضح لؤي بعد توقيعه للاتفاقية مع أحمد الإبراهيم رئيس هيئة الربط الخليجي على هامش مؤتمر الطاقة في بغداد، أن الاتفاقية ستسمح في مرحلة أولى باستيراد الكهرباء من الشبكة الخليجية لتلبية حاجة جنوب البصرة.
وقال الخطيب إن “اتفاقية الإطار الاستراتيجي تنص على استيراد 500 ميغاواط من الطاقة الكهربائية لمناطق جنوب مدينة البصرة اعتبارا من الصيف المقبل كمرحلة أولى، ويمكن تطويرها مستقبلا لتشمل مناطق وسط وشمال العراق”.
ويأتي ذلك مع قرب انتهاء التمديد الأخير لإعفاء العراق من العقوبات الأميركية على إيران، التي تشير تكهنات إلى إمكانية إلغائها بعد انتهاء ذروة الطلب المحلي في أشهر الصيف، خاصة بعد ارتفاع طاقة التوليد المحلية.
وتقول بغداد، التي تستورد نحو 1.2 غيغاواط من إيران، إن طاقة التوليد المحلية ارتفعت إلى 19 غيغاواط حاليا من 12 غيغاواط قبل عام، في وقت يتسارع فيه تنفيذ العديد من المشاريع من قبل شركات عالمية.
وأكد الوزير العراقي أن المشروع ليس بديلا عن خطوات بلاده مع السعودية والأردن وتركيا لإقامة مشاريع مشتركة لسد النقص في الكهرباء، وأن هذه المشاريع بالمجمل ستجعل العراق سوقا واعدة لنقل الطاقة الكهربائية مع دول الإقليم”.
وأضاف أن شركة ماس العراقية وقعت أمس عقدا مع شركة جنرال إليكتريك الأميركية لتوسيع طاقة محطة كهرباء بسماية قرب بغداد لتصل إلى 4.5 غيغاواط وتصبح بذلك أكبر محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية في العراق.
وأكد الخطيب أن الحكومة العراقية ماضية بحل أزمة الطاقة الكهربائية من خلال التعاقد مع شركات عالمية رصينة أوروبية وأميركية وصينية والتي سيرى بعضها النور في العام المقبل.
ويجتمع حاليا في بغداد العشرات من ممثلي الشركات المتخصصة في مجال النفط والطاقة في إطار منتدى العراق الخامس للطاقة بمشاركة كبرى الشركات العالمية، وأسفر عن توقيع عدة اتفاقيات لتطوير الكهرباء في العراق.
ومن بين الاتفاقات توقيع عقد مع تحالف شركتي سيمنز وأوراسكوم المصرية، لإعادة بناء وتأهيل محطتي كهرباء بيجي الغازية الأولى والثانية شمال البلاد، بقيمة 1.32 مليار دولار.
وذكر بيان لوزارة الكهرباء أن العقد يهدف إلى إعادة بناء وتأهيل المحطتين، لتضم 10 وحدات توليدية، إضافة إلى تأهيل ونصب شبكات نقل الطاقة التابعة للمحطتين على مدى فترة إنجاز تدريجية تمتد إلى 28 شهرا.
وقال الخطيب إن “العقد يأتي في إطار الخطة الشاملة، التي أعدتها وزارة الكهرباء لإعادة تأهيل قطاع الطاقة الكهربائية بشكل عام والمناطق المحررة من تنظيم داعش على وجه الخصوص”.
وأضاف أن “تشغيل المحطتين اللتين تعرضتا للدمار خلال الحرب سيؤدي إلى إضافة 1.69 غيغاواط”.
وأشار إلى أن العقد يمثل باكورة المرحلة الثانية من الاتفاق المبرم مع شركة سيمنز الألمانية، وستعقبه مجموعة من العقود الأخرى، تشمل قطاعات الإنتاج والنقل والتوزيع.
في هذه الأثناء، تنهمك شركة الصين لهندسة الماكينات في استكمال بناء محطة كهرباء صلاح الدين الحرارية في الجالسية قرب مدينة سامراء.
وتقول وزارة الكهرباء إن نسبة الإنجاز بلغت 80 بالمئة ومن المتوقع إكمالها في نهاية العام المقبل مما سيضيف إلى الشبكة الوطنية للكهرباء نحو 1260 ميغاواط، وهي إضافة كبيرة لإنتاج الطاقة الكهربائية في العراق.