اتفاق شراكة بين بنك إسرائيلي وموانئ دبي لتعزيز التجارة في المنطقة

تعاون مشترك بين البلدين في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة والتكنولوجيا.
الثلاثاء 2020/09/22
بداية جديدة

عززت الإمارات وإسرائيل آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري من خلال تمديد جسور الاتفاقيات في مجالات التجارة والرقمنة والسياحة بهدف تسهيل عبور سلاسل الإمداد وزيادة الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط بعد اتفاق تطبيع العلاقات.

أبوظبي – ضاعفت دولة الإمارات وإسرائيل من جهودهما لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بينهما في خطوة تهدف إلى زيادة القيمة المضافة وتبادل الخبرات.

منذ إعلان تطبيع العلاقات الشهر الماضي دخلت الإمارات وإسرائيل في مرحلة تنفيذ التعاون الاقتصادي والتجاري حيث تم الإعلان طيلة الأسبوع الماضي عن اتفاقيات في مجالات مختلفة.

وفي هذا السياق أعلن بنك لئومي الإسرائيلي وموانئ دبي العالمية الاثنين عن اتفاق شراكة لتعزيز التجارة بين إسرائيل وبقية دول الشرق الأوسط. وقال لئومي، أحد أكبر البنوك في إسرائيل، في بيان إن ذلك يتضمن تمويلا محتملا لتطوير قطاع الموانئ الإسرائيلي.

وقالت موانئ دبي العالمية في بيان منفصل إن مذكرة التفاهم تتضمن تبسيط متطلبات رأس المال العامل من أجل تحسين تدفق الشحنات والحلول الرقمية للخدمات اللوجستية المتكاملة للتخلص من أي أوجه قصور في سلاسل الإمداد.

موانئ دبي العالمية: نهدف إلى تحسين تدفق الشحنات والحلول الرقمية للخدمات
موانئ دبي العالمية: نهدف إلى تحسين تدفق الشحنات والحلول الرقمية للخدمات

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت موانئ دبي العالمية، المملوكة للحكومة، أنها ستدخل في شراكة مع مجموعة إسرائيلية للمنافسة على إدارة أحد الميناءين الرئيسيين في إسرائيل.

ويأتي ذلك بعد إعلان الإمارات وإسرائيل اتفاقا تاريخيا لتطبيع العلاقات الشهر الماضي. وكشفت مجموعة “الحبتور” الإماراتية عن خطط لفتح مكتب تمثيلي لها في إسرائيل.

وجاء هذا خلال استقبال خلف أحمد الحبتور، مؤسس ورئيس مجلس إدارة المجموعة، لشلومي فوجل، أحد مالكي مجموعة “أمبا” الإسرائيلية ورئيس مجلس إدارتها ورئيسها التنفيذي، وذلك في المقر الرئيسي لمجموعة الحبتور في دبي.

وذكرت الحبتور، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني الأحد الماضي، أن الجانبين احتفلا بتوقيع اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل “بما تمثّله هذه المحطة التاريخية الجديدة”.

ونقل البيان عن الحبتور القول “أتطلع إلى هذا اليوم منذ فترة طويلة جدا. لطالما اعتبرت أن الإماراتيين والإسرائيليين يملكون قواسم مشتركة كثيرة. فالشعبان الإماراتي والإسرائيلي موجهان نحو الأعمال، ويعتمدان على المواهب البشرية والطموح أكثر من الموارد الطبيعية لبناء اقتصاد قوي قائم على الابتكار”. واعتبر فوجل، من جهته، أن “السلام يتعزز من خلال التعاون الناجح في الأعمال والتبادل التجاري”.

وقال الحبتور “منذ الإعلان عن تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، تلقّينا عددا كبيرا من الاستفسارات والطلبات للتعاون في مجالات عدة، بدءا من الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وصولا إلى الزراعة والضيافة والتجارة. ثمة احتمالات وفرص لا متناهية متاحة أمام الطرفَين في مجالات عملنا المتنوعة وكذلك في مجالات جديدة، ونريد أن نكون جاهزين للإفادة منها”.

وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة الحبتور لديها أعمال في قطاعات الضيافة والسيارات والعقارات والتعليم والنشر. وتعمل “أمبا” بمجال العقارات والتمويل والصناعة. ويمتلك فوجل موانئ بناء سفن بإسرائيل، كما أنه مالك ومدير مجموعة “جولد بوند” المتداولة ببورصة تل أبيب.

كما شمل التعاون القطاع السياحي حيث قال بيان إسرائيلي إن وزيري السياحة في إسرائيل والبحرين أجريا أول محادثة هاتفية معترف بها علنا الخميس وبحثا مشاريع محتملة تشمل حزما سياحية ثلاثية تضم دولة الإمارات العربية المتحدة.

تأتي المحادثة بين الوزير الإسرائيلي عساف زامير والوزير البحريني زايد بن راشد الزياني عقب مراسم جرت في البيت الأبيض الثلاثاء تعهد خلالها البلدان بتأسيس علاقات. وفي مقابلة مع صحيفة إماراتية محلية، قال زامير إنه يأمل في أن يتسنى للسياحة بين إسرائيل والإمارات البدء في بداية العام المقبل.

ونقلت صحيفة الاتحاد عن الوزير الإسرائيلي قوله “الاتفاقيات المتعلقة بتأشيرات الطيران والسياحة في مراحلها المتقدمة، ومن المتوقع أن يتم إبرام اتفاق بين الطرفين حول هذه الأمور قريبا”.

كما قالت الإمارات لتموين الطائرات في وقت سابق إنها وقعت مذكرة تفاهم لإنشاء “كوشر أرابيا”، وهي منشأة مخصصة لإنتاج أطعمة الكوشر ضمن منشآتها بالإمارات، على أن يبدأ الإنتاج في يناير.

واستغلت إسرائيل وهي أحد أكبر منتجي الغاز في الشرق الأوسط التطبيع لزيادة زخم تصدير الغاز وفي هذا السياق أعلن مسؤولون إسرائيليون في قطاع الطاقة أمس الاثنين إن وزراء من سبع دول سيوقعون ميثاقا لمنتدى جديد للطاقة في الشرق الأوسط سيدعم ويروج لصادرات الغاز الطبيعي من منطقة شرق البحر المتوسط إلى أوروبا وأسواق أخرى.

7 دول ستوقع ميثاقا لمنتدى للطاقة سيروج لصادرات الغاز من البحر المتوسط إلى أوروبا

وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز “منتدى الغاز لشرق المتوسط الذي كان حتى الآن مجرد منصة للنقاشات سيصبح في الحقيقة منظمة دولية”.

وأفاد مسؤول إسرائيلي كبير في قطاع الطاقة بأن وزراء الطاقة من مصر وإسرائيل واليونان وقبرص والأردن والسلطة الفلسطينية وإيطاليا سيضعون اللمسات النهائية على ميثاق تلك المنظمة الثلاثاء في مراسم ستقام عبر الإنترنت وسيعملون على وضع “تصور مشترك” للمنطقة.

وأضاف “المنتدى سيساعد في إحلال تطبيع مرحب به في العلاقات في المنطقة والذي سيساعد بدوره في تعزيز وتطوير قطاع الغاز في إسرائيل وبالطبع صادرات الغاز من إسرائيل لجيرانها وأوروبا ومناطق أخرى”.

وقد تنضم دول أخرى مثل فرنسا والولايات المتحدة لهذا المنتدى أيضا. وظهرت مخزونات كبيرة للغاز في المياه التابعة لإسرائيل ومصر وقبرص في السنوات الماضية. وبدأت إسرائيل بالفعل في تصدير الغاز للأردن ومصر التي تأمل في أن تصبح مركزا إقليميا للطاقة.

ومصر لديها منشأتين للغاز الطبيعي المسال جرى تعليق العمل فيهما أو تعملان بأقل من طاقتهما الاستيعابية ويمكن استخدامهما في التصدير.

وفي إطار التعاون الإستراتيجي في مجال يخطط “مكتب أبوظبي للاستثمار” لافتتاح شبكة من المكاتب التمثيلية الدولية لدعم الشركات العالمية التي تتطلع إلى تأسيس عملياتها وتوسعة نطاقها في إمارة أبوظبي، على أن يكون أول هذه المكاتب في تل أبيب.

وقال المكتب في بيان الأسبوع الماضي “سيعمل المكتب الجديد على تفعيل التواصل بين الشركات والمؤسسات التي تركز على الابتكار في أبوظبي وإسرائيل”.

وقال محمد الشرفاء، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي “تعتمد إمارة أبوظبي سياسة تقوم على الرؤى السبّاقة والالتزام بالتعاون الدولي والتبادل التجاري الذي يضمن المنفعة المتبادلة لجميع الأطراف.

Thumbnail

ويأتي افتتاح شبكة دولية من مكاتب الاستثمار كخطوة هامة نحو توفير فرص جديدة للتواصل مع ألمع المبتكرين من كافة أنحاء العالم، والعمل معا لإيجاد حلول لأكبر التحديات التي تواجه العالم اليوم”. وتابع “يأتي افتتاح المكتب التمثيلي في تل أبيب امتدادا لتوسيع الإمارات نطاق التعاون الدبلوماسي والتجاري مع إسرائيل”.

ودخل مكتب أبوظبي للاستثمار في نقاشات مع “استثمر في إسرائيل” ووزارة الاقتصاد والصناعة وغيرها من الهيئات الإسرائيلية الأخرى للاستفادة من فرص الشراكة والاستثمار بين الشركات في إسرائيل وإمارة أبوظبي، على أن يكون التركيز موجها بشكل رئيسي نحو مجالات الابتكار والتكنولوجيا.

ونقل البيان عن عمير بيرتز، وزير الاقتصاد والصناعة في إسرائيل قوله “يسر وزارة الاقتصاد والصناعة دعم افتتاح المكتب التمثيلي الخاص بمكتب أبوظبي للاستثمار في إسرائيل، ونحن على ثقة بأن هذه الخطوة ستساهم في إثراء الحوار الاقتصادي بين إسرائيل وإمارة أبوظبي، بما يعزز التعاون بين البلدين”.

وتطرقت نقاشات الطرفين إلى سبل التعاون الوثيق في مجالات تشمل التكنولوجيا المتطورة والأبحاث والتطوير ضمن قطاعات التقنيات الزراعية والطب والصناعات المتقدمة، الأمر الذي سيثمر عن توفير حلول قيّمة تستفيد منها المنطقة بشكل عام.

وقال طارق بن هندي، مدير عام مكتب أبوظبي للاستثمار “يدرك المكتب احتياجات الشركات العالمية المبتكرة ولديه كافة المقومات التي تتيح له مساعدتها على تحقيق النجاحات التي تتطلع إليها في أبوظبي، بالتزامن مع العمل على إيجاد حلول لأهم التحديات العالمية”.

وأضاف “نحن على ثقة بأن التعاون بين إمارة أبوظبي وإسرائيل في مجالات مثل التقنيات الزراعية على سبيل المثال سيثمر عن ابتكارات هامة يمكن تصديرها إلى دول ذات مناخات مماثلة. ويشكل إنشاء المكتب التمثيلي في إسرائيل خطوة هامة نحو تحقيق هذه الأهداف، ويتيح لنا في الوقت ذاته مواصلة التركيز على القطاعات المؤهلة للنمو بشكل كبير وبأسلوب يترك فوائد إيجابية ملموسة على المنطقة بشكل عام”.

10