إيلي كوهين: طائراتنا قادرة على الوصول إلى إيران

إسرائيل تدعو إلى تطبيق المزيد من القيود الصارمة على التكنولوجيات والمشروعات الحساسة التي تمتلكها إيران.
السبت 2021/05/01
استنفار إسرائيلي

القدس - صعّد وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين من نبرة التحذيرات التي تصدر عن بلاده بشأن الاتفاق النووي الذي ترفضه بين إيران وقوى عالمية، وقال إن الحرب مع طهران ستلي إحياءه حتما.

ويستكشف الرئيس الأميركي جو بايدن احتمالات عودة بلاده إلى الاتفاق النووي الموقع في 2015 لاحتواء برنامج إيران النووي بعد انسحاب سلفه دونالد ترامب.

وبالتزامن مع ذلك كثفت إسرائيل دعواتها لتطبيق المزيد من القيود الصارمة على التكنولوجيات والمشروعات الحساسة التي تمتلكها إيران.

واستبعدت إيران قبول فرض أي قيود إضافية على أنشطتها، واستأنفت هذا الأسبوع محادثات غير مباشرة مع مبعوثين أميركيين في فيينا بشأن عدول إيران عن انتهاكاتها لبنود الاتفاق في مقابل رفع العقوبات التي أعاد ترامب فرضها.

وكرر كوهين موقف إسرائيل الذي أقر بأنها لا تعتبر أنها مقيدة بالجهود الدبلوماسية في هذا الصدد، وقال “اتفاق سيء سيدفع المنطقة نحو الحرب بسرعة”.

وأضاف “أي طرف يسعى لمنافع قصيرة الأمد يجب أن يكون واعيا بالمدى الطويل… لن تسمح إسرائيل لإيران بالحصول على أسلحة نووية. إيران ليست لديها حصانة في أي مكان. طائراتنا يمكنها أن تصل إلى أي موقع في الشرق الأوسط وبالطبع إلى إيران”.

وأكد أن على القوى العالمية منع إيران من “زعزعة الاستقرار في دول أخرى” وتمويل الجماعات المسلحة إضافة إلى حرمانها من سبل تخصيب اليورانيوم وتطوير صواريخ باليستية.

جلعاد إردان: إنْ نجحت واشنطن في التوصل إلى اتفاق مختلف سنكون جزءا من المناقشة

وخيم ما بدا أنه هجمات تخريب متبادلة على سفن بين إيران وإسرائيل على محادثات فيينا إضافة إلى انفجار في مفاعل نطنز الإيراني لتخصيب اليورانيوم ألقت إيران مسؤوليته على إسرائيل. وأرسلت إسرائيل وفودا من مسؤولين كبار إلى واشنطن هذا الأسبوع لمناقشة الملف الإيراني مع مسؤولين أميركيين. وقال البيت الأبيض إن الدولتين الحليفتين متفقتان على “التهديد الكبير” الذي يشكله سلوك إيران في المنطقة.

وقال جلعاد إردان سفير إسرائيل في واشنطن إن إدارة بايدن ستتشاور مع إسرائيل بخصوص أي اتفاق نووي جديد رغم أنه قال إن احتمالات ذلك لا تبدو كبيرة. وقال لمحطة “كان” الإذاعية الإسرائيلية العامة “نرى للأسف أن الإيرانيين سيرفضون مثل تلك المناقشة”، في إشارة إلى إصرار طهران على العودة إلى الاتفاق الأصلي الذي وصفه ترامب بأنه محدود النطاق والوقت.

وأضاف “لكن إن اتضح أننا كنا مخطئين ونجح الأميركيون في التوصل إلى نقاش بشأن اتفاق مختلف وأفضل سنكون بالتأكيد جزءا من المناقشة. أوضحنا ذلك وإدارة (بايدن) ترحب بذلك طبعًا”.

ويأتي التصعيد الإسرائيلي في وقت كثفت فيه الأجهزة العسكرية استعداداتها لمواجهة محتملة مع إيران.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إن الجيش الإسرائيلي يعمل “طيلة الوقت” على تحديث الخطط الخاصة “باستهداف المنشآت النووية الإيرانية، ومستعد للعمل بصورة مستقلة”، في وقت بات فيه سيناريو توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران مطروحا بقوة.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن غانتس قوله لقناة “فوكس” الأميركية إن “إسرائيل رصدت أهدافا كثيرة في إيران، إذا تم المساس بها فإننا نُصيب قدرة النظام في طهران على تطوير قنبلة نووية”.

وأضاف “إذا تم وقفهم (وقف الإيرانيين) من قبل العالم فهذا جيد جدا، وإذا لم يتم ذلك فنحن ملزمون بالدفاع عن أنفسنا”.

وكشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن إيران اتخذت مؤخرا عدة خطوات قد تسمح لها بأن تختصر بشكل كبير الوقت الذي سيستغرقه تطوير سلاح نووي إذا قرر النظام الاندفاع إليه، رغم إعلانها رغبتها في التفاوض بشأن اتفاق نووي جديد.

وأشارت التقارير إلى أن تحركات إيران الأخيرة، بما في ذلك تكديس اليورانيوم المخصب منخفض الدرجة وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة وتوسيع العديد من المنشآت النووية ومتابعة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60 في المئة ومؤخرا الإعلان عن خطط لإنتاج معدن اليورانيوم لوقود المفاعل، تعني أن توجّه إيران نحو الأصول النووية آخذ في الازدياد.

ولا يستبعد مراقبون، بناء على تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، أن تبادر تل أبيب إلى اعتداء جوي وصاروخي بعيد المدى، تستهدف من خلاله نقاطا محددة داخل إيران، ومنها أهداف محضرة لمواقع ومنشآت نووية تشترك أو اشتركت سابقا مع الولايات المتحدة في كشفها، فتدمر بهذه الضربة المنشآت النووية الإيرانية الأكثر قدرة على تصنيع قنبلة نووية من ناحية الإمكانية والتوقيت، وبعد ذلك ستجد أن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي لن تكون مزعجة لها، على الأقل في المدى المنظور.

5