إيفلين عشم الله: التشكيليون العرب الشباب مدهشون

الفنانة التشكيلية المصرية إيفلين عشم الله ترى أن الفن حالة ذاتية وتعبير عن الذات لا يحتاج حين ممارسته إلى تصنيفات مثل المحلية أو العالمية.
الأربعاء 2019/12/18
إيفلين عشم الله: الفن ليس نسويا ولا ذكوريا

الأقصر (مصر) – قالت الفنانة التشكيلية المصرية إيفلين عشم الله إن التشكيليين العرب يصنعون البهجة رغم المعاناة، مشيرة إلى أنه رغم كل المعاناة في العالم العربي ما زال الفنانون العرب يقاومون ويتمسكون بالفن طريقا للحياة.

وتشير عشم الله، في مقابلة معها على هامش مشاركتها في النسخة الـ12 من ملتقى الأقصر الدولي للتصوير المنعقد بمدينة الأقصر في صعيد مصر في الفترة من 5 إلى 19 من الشهر الجاري والذي تنظمه وزارة الثقافة المصرية بمشاركة 19 فنانا مصريا وعربيا وأجنبيا ، إلى أن الحركة التشكيلية العربية تمتلك أسماءً كبيرة، واصفة جيل الشباب من التشكيليين العرب بـ“المدهش”.

وتلفت إلى أن الفن حالة ذاتية وتعبير عن الذات لا يحتاج حين ممارسته إلى تصنيفات مثل المحلية أو العالمية، مؤكدة أن “من المهم للفنان أن يجد من يشعر بفنه في بلده”.

وترى أن الفن “لا يفتح بيوتا” في العالم العربي، لكنها تلفت إلى أن بعض الفنانين نجحوا في تسويق أعمالهم وصار الفن مصدر حياة لديهم.

وترفض إيفلين عشم الله تصنيف الفن بـ”نسوي” أو “ذكوري”، وتقول إن الفنان هو من يمتلك أدواته، سواء كان رجلا أو امرأة، وأنها حين تمارس الفن لا تعرف فرقا بين الرجل والمرأة، وأن الإنسان موجود بأعماله دون النظر إلى جنسه، وأنها ترسم لوحاتها “دون أن يكون لديها عيب أو محرمات”، وأنها ترسم الجمال بمفهوم إنساني أوسع دون عقبات.

وتضيف عشم الله أنها تحاول في لوحاتها خلق عالم مواز من الفرح والسعادة والبراءة في محاولة للهرب من متاعب الحياة، وأنها تقوم باستدعاء الزمن الجميل في لوحاتها، وتمتلك مخزونا بداخلها منذ أيام الطفولة وحتى اليوم، وأنها تحمل الكثير من التراث بداخلها، وترسم ما بداخلها بحرية.

وتكشف عشم الله عن أنها عاشت جزءا كبيرا من طفولتها مع الفلاحين ووسط الحقول والزراعات في قرى دسوق بدلتا مصر، وعاشت بصحبة الكثير من الكائنات من حيوانات وحشرات وطبيعة بكر ساحرة، وأن تلك الفترة ما زالت حاضرة في وجدانها وتستوحي منها الكثير من أعمالها فترسم الطبيعة والحقول و”أعشاش تربية الطيور” فوق المنازل الريفية.

وحول مشاركتها في ملتقى الأقصر الدولي للتصوير تقول الفنانة إنها تشارك في الملتقى وهي في حالة إقبال على الحياة، فرحا بتلك المشاركة التي تلتقي فيها فنانين كبارا وفنانين من جيل الشباب، وحيث تعرفت على ثقافات عدة، وتعتبر أن الملتقى بمثابة أيام من الفن والطبيعة والموسيقى.

وتشير عشم الله إلى أن مدينة الأقصر الغنية بمعابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء مصر القديمة تستحق أن تكون وجهة للفنانين التشكيليين من أجل أن تستعيد المدينة بهاءها الفني والحضاري باعتبارها عاصمة الفنون في العالم القديم.

يذكر أن الفنانة التشكيلية المصرية، إيفلين عشم الله، هي عضو مؤسس بنقابة الفنانين التشكيليين في مصر، وشغلت الكثير من المواقع في مجال العمل الثقافي بمصر، وكانت مديرة لمتحف محمد ناجي بالهرم، ومديرة لمتحف الفن المصري الحديث، وأقامت أكثر من 20 معرضا خاصا، وشاركت في قرابة خمسة عشر معرضا عربيا ودوليا، بجانب العشرات من المعارض المحلية.

كما نالت عددا من الجوائز في مصر والخارج بينها جائزة فاوست الأولى العالمية من جمعية فاوست بألمانيا، وتنتشر أعمالها في عدد من المتاحف والمعارض والمؤسسات بمصر والخارج مثل متحف فاوست بمدينة كنتلنجن بألمانيا، ومتحف الفن المصري الحديث بالقاهرة.

14