إيطاليا تتدارك غيابها في ليبيا بتعيين مبعوث خاص

ليبيا – عينت إيطاليا باسكوالي فيرارا مبعوثا خاصا إلى ليبيا، في خطوة رآها متابعون محاولة لتدارك غيابها في البلد مقابل تزايد الدور الفرنسي والروسي والتركي.
وقالت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان لها نشرته وكالة نوفا الإيطالية، الخميس، إن “المبعوث الخاص سيمثل إيطاليا وسيضمن مشاركتها الكاملة في جميع المبادرات المتعددة الأطراف لدعم العملية السياسية الليبية بالتناسق مع التزام إيطاليا التقليدي لصالح السلام والاستقرار في البلاد”.
وحسب البيان، سيقوم فيرارا بمهام تطوير الاتصالات المناسبة مع اللاعبين المحليين والدوليين الأساسيين الأكثر نشاطا في ليبيا. كما سيعكف على تعزيز التفكير الإستراتيجي سواء في إيطاليا أو مع الخبراء الدوليين حول آفاق الاستقرار في البلد.
وسبق أن صرّح وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أنّ “إيطاليا ستعين شخصية بارزة لهذا المنصب”.
وكان فيرارا قد شغل منصب سفير إيطاليا لدى الجزائر حتى نوفمبر الماضي، كما شغل مناصب في أثينا وبروكسل وواشنطن، وفي روما كان رئيس وحدة التحليل في وزارة الخارجية الإيطالية.
أحزاب معارضة في إيطاليا تتهم دي مايو بالتقصير حيال السياسة الخارجية، لاسيما المتعلقة بليبيا والتي تمسّ روما في العديد من القضايا ومنها الهجرة
ويعكس تعيين روما مبعوثا خاصا إلى ليبيا رغبتها في تعزيز حضورها في المشهد الليبي، في ظل انتقادات المعارضة التي استنكرت تراجع الدور الإيطالي هناك.
وتتهم أحزاب معارضة في إيطاليا دي مايو بالتقصير حيال السياسة الخارجية، لاسيما المتعلقة بليبيا والتي تمسّ روما في العديد من القضايا ومنها الهجرة.
وتعرض الموقف الرسمي الإيطالي حيال الصراع في ليبيا إلى انتقادات داخلية لاذعة، في ظل إصرار روما على دعم حكومة الوفاق وميليشياتها.
وحاولت روما في ما بعد ترميم علاقاتها مع الطرف المقابل من الصراع (الجيش الوطني والبرلمان)، لكن ذلك لم يغير شيئا بعد التدخل التركي الذي أجّج الأزمة وبات مؤشرا قويا على تراجع الحضور الإيطالي في ليبيا.
ويعتقد مراقبون أنه من الصعب الآن تحديد أي دور مستقبلي لإيطاليا في ظل تشبث تركيا بالمزيد من النفوذ في ليبيا، ومحاولة روسيا في المقابل تدعيم وجودها.
ونجحت تركيا في استغلال انشغال التردد الإيطالي حيال الأزمة الليبية لتتسلل وتدعم حكومة الوفاق بالسلاح والمرتزقة، وهو ما مكنها من التمدد عسكريا واقتصاديا غربي البلاد. ويفاقم هذا الوضع المخاوف الإيطالية على استثماراتها في ليبيا حيث تتواجد العشرات من الشركات النفطية على غرار شركة “إيني” التي تستثمر في حقل الفيل النفطي.