إيران تنسف جهود الوساطة مع أميركا بعد اتهامها الأوروبيين بالرضوخ لترامب

النظام الإيراني أكد أن ثلاث دول أوروبية انصاعت لتهديدات ترامب بتفعيلها آلية تسوية المنازعات الواردة في الاتفاق النووي.
الجمعة 2020/01/17
استمرار العزلة

طهران – تواصل إيران المأزومة اقتصاديا تصعيدها ضد القوى الغربية التي حاولت مرارا إيجاد صيغة توافقية لحل يرضي طهران وواشنطن بشأن النزاع الدائر بين البلدين بخصوص الاتفاق النووي وكذلك النفوذ الإيراني الذي تسعى واشنطن إلى التقليص منه.

وقالت إيران الخميس إن ثلاث دول أوروبية انصاعت لتهديدات ما وصفته بـ “التلميذ المتنمر” في إشارة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عندما قامت بتفعيل آلية تسوية المنازعات الواردة في الاتفاق النووي الذي يعارضه سيد البيت الأبيض وهي خطوة قد تقود في نهاية الأمر إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران.

وأبرم الاتفاق النووي في عام 2015 بين طهران وقوى عالمية ويقضي بتخفيف العقوبات المفروضة على إيران مقابل تقليص برنامجها النووي.وانسحب ترامب من الاتفاق في 2018 وأعاد فرض العقوبات الأميركية وأبلغ طهران أنه يريد اتفاقا يفرض قيودا أكبر على البرنامج النووي وأشياء أخرى.

وردت إيران على العقوبات الأميركية بتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق، وبلغ الأمر ذروته هذا الشهر بإعلانها أنها ستتخلى عن الالتزام بالقيود المفروضة على إنتاجها من اليورانيوم المخصب لكنها تقول إنها تريد الإبقاء على الاتفاق. وكان الرد على خطوة إيران أوروبيا بتفعيل كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا آلية تسوية المنازعات المنصوص عليها في الاتفاق هذا الأسبوع.

وقالت لندن إن الوقت حان لإبرام “اتفاق ترامب” في حين قالت باريس إنه يتعين إجراء محادثات موسعة. وبينما كانت هذه الدول تتحدث عن بوادر حلول تلوح في الأفق لإنهاء هذا النزاع خرجت إيران لترفض اتفاق ترامب وتبقي على نفس الشروط التي كانت تحدثت عنها للعودة لطاولة المباحثات.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأربعاء أن إدارة ترامب هددت بفرض تعريفة جمركية بنسبة 25 بالمئة على الواردات من السيارات الأوروبية إذا لم تتهم بريطانيا وفرنسا وألمانيا إيران رسميا بانتهاك الاتفاق النووي.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف “تأكد الاسترضاء. الدول الأوروبية الثلاث أسلمت ما تبقى من الاتفاق لتحاشي رسوم ترامب الجديدة. لن يفلح ذلك يا أصدقائي. فأنتم تفتحون شهيته فحسب. أتذكرون التلميذ المتنمر في مدرستكم الثانوية؟”.

وأكد دبلوماسيان أوروبيان أن واشنطن هددت بالتعريفات الجمركية لكنهما قالا إن الدول الثلاث كانت قد قررت بالفعل تفعيل الآلية قبل ذلك. ويعارض الأوروبيون منذ فترة طويلة قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي لكنهم واجهوا تهديدات على مدى شهور لدفعهم لتفعيل آلية تسوية المنازعات إذا لم تلتزم إيران بالاتفاق.

وتبدأ الآلية عملية دبلوماسية معقدة يمكن أن تنتهي بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران رغم أن الأوروبيين يقولون إن هذه ليست غايتهم. وقالت الدول الأوروبية لدى تفعيلها الآلية إنها لا تدعم سياسة “الضغوط القصوى” التي تنتهجها الولايات المتحدة تجاه إيران وإنها ما زالت تأمل في إنقاذ الاتفاق النووي.

والخلاف النووي هو جوهر مواجهة طويلة الأمد بين إيران والغرب تحولت إلى صراع مفتوح هذا الشهر عندما قتلت واشنطن قائد فيلق القدس قاسم سليماني وردت طهران بضربات صاروخية على أهداف أميركية بالعراق.

وأثناء هذه الفترة من الاستنفار الشديد أسقطت إيران طائرة أوكرانية مدنية راح ضحيتها 176 شخصا ووصفت الأمر بأنه خطأ مأساوي، وأثار ذلك احتجاجات مناهضة للحكومة بالداخل.

واليورانيوم المخصب يمكن استخدامه في إنتاج رؤوس حربية نووية. ولكن إيران تنفي اتهامات غربية بأنها تريد امتلاك مثل هذه الأسلحة وتقول إنها تحتاجه لأغراض سلمية.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني الخميس “نخصب يورانيوم أكثر مما كنا نخصبه قبل التوصل للاتفاق، الضغوط زادت على إيران لكننا نواصل التقدم”. من ناحية أخرى، أضرت العقوبات الأميركية باقتصاد إيران التي تهدف واشنطن إلى خفض صادراتها من النفط إلى أن تتوقف تماما.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه إذا ألغي الاتفاق النووي لعام 2015 “فلنستبدله باتفاق ترامب” في إشارة إلى أن ترامب الذي انسحب من الاتفاق بإمكانه قيادة المشاورات والتوصل لاتفاق جديد.

وقالت فرنسا إن السبيل الوحيد لتسوية الأزمة بين واشنطن وطهران هو أن تقبل طهران بإجراء تفاوض موسع وأن تقبل واشنطن بتقليص العقوبات. وقالت إيران مرارا إنها لن تجري مفاوضات طالما ظلت العقوبات مفروضة عليها ولا يمكنها التفاوض مع ترامب الذي حنث بالتعهدات الأميركية بانسحابه من الاتفاق.

5