إيران تعلن إبطاء عودة المفاوضات بشأن برنامجها النووي في فيينا

واشنطن تحمل طهران مسؤوليّة الجمود في مفاوضات فيينا لتنضمّ بذلك إلى الأوروبيين الذين عبّروا عن خيبة أملهم وقلقهم من مطالب الجمهورية الإسلامية.
الثلاثاء 2021/12/07
مفاوضات معلقة

طهران- أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها غير مستعجلة على الإطلاق بشأن العودة إلى طاولة التفاوض حول مشروعها النووي في العاصمة النمساوية فيينا، مؤكدة أنها تنتظر رد المشاركين على المقترحين اللذين تقدمت بهما، وسط قلق دولي متصاعد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الاثنين إن بلاده “ليست في عجلة من أمرها فيما يتعلق بمحادثات فيينا”، مؤكدا أن “الهدف الرئيسي بالنسبة إلى طهران هو الحفاظ على مصالحها”.

وأضاف أن بلاده “أبدت ليونة خلال المحادثات التي أجراها الوفد الإيراني مع الأطراف الأخرى في فيينا، معتبراً أن “الطرف الآخر لم يكن يتوقع على ما يبدو مشاركة طهران بشكل جاد في المحادثات النووية وتقديمها مسودّة مقترحين للمشاركين”.

أنتوني بلينكن: إذا واصلت طهران إبطاء المفاوضات فسنغير الخيارات

ولفت إلى أن طهران “منحت الفرصة للأطراف الأخرى للعودة إلى عواصمها من أجل التشاور، ومن ثم إبداء موقفها حول المقترحين لدى استئناف المحادثات”، موضحا أن “المباحثات لم تتوقف وإنما هناك استراحة للوفود”.

وجاءت التصريحات الإيرانية، بعد أن أكد مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية، قبل يومين أن “موقف الوفد الإيراني كان متشددا”، لافتا إلى أنه “قدم مسودّتين أو مقترحين، فيهما تراجع كبير عما تم التوافق عليه خلال الجولات الست السابقة من المحادثات النووية في فيينا.

واعتبر أن الوفد “أخذ التنازلات التي قدمها الآخرون وطلب المزيد”، مشيراً إلى أن “الصين وروسيا فوجئتا بمدى تراجع إيران عن تلك المقترحات التي قدمت قبل أيام للمفاوضين الغربيين”.

وحمّلت واشنطن طهران مسؤوليّة الجمود في مفاوضات فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني، لتنضمّ بذلك إلى الأوروبيين الذين عبّروا عن خيبة أملهم وقلقهم من مطالب الجمهورية الإسلامية.

وقالت مصادر دبلوماسيّة إنّ هذه المحادثات التي استؤنفت في بداية الأسبوع وتوقّفت الجمعة، يُفترَض أن تُستأنف منتصف الأسبوع المقبل للسماح بدرس المقترحات الإيرانيّة.

وأكدت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي أنّ “الحكومة الإيرانيّة الجديدة لم تأتِ إلى فيينا حاملة اقتراحات بنّاءة”.

وأضافت “لا نزال نأمل بمقاربة دبلوماسيّة، إنّها دائما الخيار الأفضل”، مستدركة أنّ “مقاربة إيران هذا الأسبوع لم تتمثّل، للأسف، في محاولة معالجة المشاكل العالقة”.

وقال وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن الذي يتعرّض لضغوط إسرائيليّة لوقف المحادثات فورا، إنّ “ما لا تستطيع إيران فعله هو الإبقاء على الوضع الراهن الذي يُتيح لها تطوير برنامجها النووي وفي الوقت نفسه التسويف” على طاولة المفاوضات.

وأكّد أنّ استمرار “هذا الأمر لن يكون ممكناً”، مشدّداً على أنّ “الأوروبيين يوافقونه هذا الرأي”، ومحذرا من أنّه “إذا واصلت طهران تطوير برنامجها النووي عبر إبطاء المفاوضات فسنتّجه نحو خيارات أخرى”.

سعيد خطيب زاده: إيران ليست في عجلة من أمرها فيما يتعلق بمحادثات فيينا

وأضاف “إيران لا تبدو جادّة بشأن ما يتعيّن عليها فعله للعودة إلى الالتزام بالاتفاق، ولهذا السبب أنهينا هذه الجولة من المحادثات في فيينا”.

وتابع “إيران لديها قرارات مهمة جدا يجب أن تتخذها في الأيام المقبلة”. وأعرب الأوروبيون الجمعة عن “خيبة أملهم وقلقهم” إزاء المطالب الإيرانية.

وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الأحد على ضرورة أن توقف طهران تخصيب اليورانيوم قبل استكمال الجولة السابعة من المحادثات النووية.

وقال في مستهل جلسة لمجلس الوزراء “على القوى العالمية الضغط على طهران لوقف التخصيب قبل استئناف جولة أخرى من محادثات فيينا”. كما دعا “كل دولة تتفاوض مع إيران في فيينا إلى اتخاذ موقف قوي وأن توضح لها أنها لا تستطيع تخصيب اليورانيوم والتفاوض في نفس الوقت”.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت الأربعاء إن إيران بدأت في إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة، باستخدام أجهزة طرد مركزي متطورة في موقع فوردو التابع لها، ورفضت دعوات إلى السماح للوكالة بالوصول إلى موقعها النووي في كاراج.

ويتمثّل التحدّي الكبير في إنقاذ الاتّفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 بين الجمهورية الإسلامية والقوى الكبرى والهادف إلى منع إيران من امتلاك قنبلة نووية.

وانهار هذا الاتّفاق منذ الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة منه عام 2018 وإعادة فرض العقوبات، ما دفع طهران إلى الردّ عبر التنصّل من معظم التزاماتها.

والجمعة، توقفت الجولة السابعة من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران التي انطلقت في التاسع والعشرين من نوفمبر الماضي.

5