إيران تطلب مؤازرة جهودها في مواجهة كورونا لكنها ترفض المساعدة

طهران - أقدمت السلطات الإيرانية مساء الاثنين على طرد فريق من منظمة أطباء بلا حدود من البلاد في خطوة تثير العديد من التساؤلات خاصة بعد أن ناشدت طهران العالم من أجل معاضدة جهودها في احتواء وباء كورونا وبعد ذلك أصبحت ترفض مساعدة المنظمات الإنسانية والدول.
وطردت إيران فريقا من أطباء بلا حدود من محافظة أصفهان (وسط إيران)، أتى لتقديم المساعدة في جهود مكافحة كوفيد-19، ورفضت مشروع إقامة مركز طوارئ أراد الفريق تنفيذه لعلاج المصابين بفايروس كورونا بالمحافظة.
وفي تقرير نشرته الثلاثاء قناة إيران أنترناشيونال المعارضة، ومقرها لندن، قالت إن ضغوطا مورست من أجل طرد الفريق الطبي حيث عارضت مجموعة من الأصوليين الإيرانيين ووسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري حضور الفريق لبلادهم.
وكتب علي رضا وهاب زاده، مستشار وزير الصحة الإيراني، في صفحته على تويتر، الاثنين “نشكر منظمة أطباء بلا حدود، مع تنفيذ مشروع التعبئة الوطنية ضد فايروس كورونا، والاستفادة من إمكانات القوات المسلحة، حاليا لسنا بحاجة إلى إقامة مستشفى ميداني من الخارج، وهذا الوجود مُلغى”.
وتم اتخاذ هذا القرار في وقت کان وفد “أطباء بلا حدود” قد وصلوا إلى إيران.
وتأتي هذه الخطوة المفاجئة في وقت تتفاقم فيه الأزمة الصحية في إيران ما أرغمها على طلب مساعدة صندوق النقد الدولي.
وتتزايد التحذيرات من عواقب وخيمة للتعاطي الإيراني مع الوباء حيث قال عضو لجنة مكافحة كورونا في إيران مسعود مرداني، إنه في حال لم يتم فرض حظر على السفر، فقد تشهد البلاد كارثة.
وأضاف مرداني الثلاثاء، أن وفيات كورونا في إيران بلغ نحو ألفي شخص، مشيرا إلى أن معدل انتشار الفايروس في بلاده تجاوز نظيره في الصين.وأوضح أن إيران أدركت الوباء بعد تفشيه من محافظة قم إلى مدن أخرى.وأشار مرداني إلى أن الأرقام الحقيقية بشأن الوباء تفوق تلك البيانات الصادرة عن السلطات الصحية.
ويعد قرار طرد الفريق الطبي المتطوع متناقضا مع ما أعلنته إيران في وقت سابق على لسان مسؤوليها حيث قال آرش نجمي، المتحدث باسم جامعة أصفهان للعلوم الطبية، الأحد الماضي، إن منظمة “أطباء بلا حدود” تعمل على إقامة مركز طوارئ لعلاج المصابين بفايروس كورونا، بسعة 48 سريرا في أصفهان.

وتم نقل هذه الوحدة الطبية الميدانية بالطائرة من المركز اللوجيستي لـ”أطباء بلا حدود” في فرنسا، وكان من المقرر أن تتمرکز بمستشفى “أمين” في أصفهان.
وكان من المقرر أن يتمركز فريق مكون من تسعة أطباء واختصاصيين من المنظمة في هذا المستشفى.
ومنظمة “أطباء بلا حدود” هي منظمة غير ربحية وليست تحت سيطرة الحكومة الفرنسية، ومقرها يوجد في هذا البلد فقط.
وبالرغم من أن العالم يسارع إلى حشد كل جهوده من أجل كبح انتشار الوباء إلا أن إيران تواصل مشاحناتها السياسية مع الولايات المتحدة وغيرها.
وصرح المرشد اﻷعلى آية الله علي خامنئي في خطاب متلفز الأحد الماضي بأن الولايات المتحدة “متهمة بإنتاج” فايروس كورونا.
ولم يقدم خامنئي أي دليل على مزاعمه، لكن الشخصيات ووسائل الإعلام المقربة منه حاولت تقديم أدلة على “أحقية” ادعاء المرشد الأعلى خلال اليومين الماضيين.
وبالرغم من أن السلطات تحاول التقليل من خطورة عدوى كورونا التي اجتاحت جميع محافظات البلاد إلا أن الأرقام لا تزال ترتفع يوميا.
وأعلنت إيران الثلاثاء عن تسجيل 122 حالة وفاة إضافية بكوفيد19- لتصل الحصيلة الإجمالية الرسمية للوفيات بهذا الوباء الى 1934 في البلاد، والتي تعتبر إحدى الدول الأكثر تضررا من الوباء مع إيطاليا والصين وإسبانيا.