إيران تدعم تشكيل حكومة إسلامية في أفغانستان

مراقبون يرون أن النظام الإيراني يسعى من خلال لقائه وفدا من المتمردين الأفغان إلى مقايضة الإدارة الأميركية.
الثلاثاء 2021/02/02
حلفاء المصلحة

طهران - أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده تدعم تشكيل “حكومة إسلامية شاملة” في أفغانستان، في تصريح أثار حفيظة الحكومة الأفغانية المتوجسة من عودة المتشددين إلى السلطة بعد الإطاحة بحكمهم سنة 2001.

والتقى ظريف، الأحد، المساعد السياسي في حركة طالبان الملا عبدالغني برادر والوفد المرافق له في طهران للتشاور بشأن عملية السلام في أفغانستان.

ويرى مراقبون أن النظام الإيراني يسعى من خلال لقائه وفدا من المتمردين الأفغان إلى مقايضة الإدارة الأميركية التي أعلنت نيّتها التراجع عن اتفاق السلام مع طالبان الذي وقعته الإدارة السابقة.

ويشير هؤلاء إلى أن الملف الأفغاني ورقة قوة لدى طهران من أجل الضغط على الرئيس الأميركي جو بايدن لرفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها، والعودة سريعا إلى الاتفاق النووي في ظل وجود مساع إسرائيلية لعرقلة رفع العقوبات.

وعلى مدار سنوات طويلة، حافظت إيران على علاقات قوية مع حركة طالبان الأفغانية، إلا أن مؤشرات التقارب المعلن بين الطرفين بدأت في التزايد عقب فتح مكتب تمثيل لطالبان في مدينة مشهد الإيرانية، كما كشفت عملية تصفية زعيم طالبان الملا أختر محمد منصور في باكستان في مايو 2016 عن علاقات وثيقة بين إيران وطالبان، حيث كان منصور عائداً من إيران إلى باكستان قبل مقتله.

محمد نعيم: الأميركيون ينتهكون اتفاق السلام كل يوم تقريبا
محمد نعيم: الأميركيون ينتهكون اتفاق السلام كل يوم تقريبا

وتأتي زيارة وفد طالبان إلى إيران بعدما كان وزير الخارجية الإيراني قد أكد يوم 19 ديسمبر الماضي في تصريح أدلى به إلى قناة “طلوع نيوز” الأفغانية، أنه “بحسب القانون، لم تقم إيران حتى الآن بحذف طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية”.

وقوبل وجود وفد طالبان في إيران بمعارضة بعض المسؤولين الأفغان، حيث قال رئيس أركان الجيش الأفغاني ياسين ضياء إن “طالبان لا تقاتل ضد الولايات المتحدة بل ضد شعب أفغانستان”.

وتؤكد إيران أنها تتعاون مع طالبان للعمل على “استتباب الأمن على الحدود ومكافحة داعش”.

وسبق أن اتهمت الإدارة الأميركية النظام الإيراني بـ”تسليح” طالبان وتمويلها لقتل جنود أميركيين.

وأفادت قناة “سي.إن.إن” الإخبارية في أغسطس الماضي، أنه بناء على وثائق الأجهزة الأمنية الأميركية فقد كافأت إيران مقاتلي طالبان، في وقت سابق، على مهاجمة أهداف أميركية في أفغانستان.

وكان من بين هذه الهجمات استهداف قاعدة باغرام الجوية في ديسمبر العام الماضي، والذي أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة أكثر من 70 شخصًا بينهم أميركيون.

وبعد أقل من شهر على هجوم قاعدة باغرام قررت الولايات المتحدة قتل قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري في غارة جوية قرب مطار بغداد في العراق.

ويشير محللون إلى أن إيران تغيّر بوصلتها تجاه أفغانستان على وقع الإستراتيجيات الأميركية، ومن هنا فإن إعادة الإدارة الأميركية النظر في اتفاق السلام مع طالبان تمثل فرصة لإيران من أجل الضغط باتجاه رفع العقوبات الأميركية مقابل رفع اليد عن المتمردين.

والجمعة، اتهمت حركة طالبان الولايات المتحدة بانتهاك الاتفاق الموقع في فبراير العام الماضي في الدوحة عبر “قصفها مدنيين”، بعد وقت قصير من انتقاد واشنطن الحركة لعدم احترام التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق.

وقال المتحدث باسم طالبان محمد نعيم إن الحركة عازمة على احترام اتفاق الدوحة الذي يمهّد لانسحاب كامل للقوات الأميركية من أفغانستان بحلول مايو، وإنها “لم تنتهك إطلاقا هذا الاتفاق”.

وأكد المتحدث أن الأميركيين وبخلاف ذلك “ينتهكونه (الاتفاق) كل يوم تقريبا” عبر “قصف مدنيين ومنازل وقرى”، معتبراً أن هذا الأمر ليس فقط “انتهاكاً للاتفاق، إنما هو انتهاك لحقوق الإنسان”.

وفي الأشهر الأخيرة، شنّ الجيش الأميركي عدة ضربات جوية ضد طالبان دعماً للقوات الحكومية الأفغانية.

5