إيران تحتجز ناقلة نفط لساعات في مياه الخليج

واشنطن – قالت القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم) إن القوات الإيرانية اعترضت ناقلة نفط في المياه الدولية مستخدمة مروحية وسفينتين للسيطرة عليها عدة ساعات، فيما تتهم واشنطن بانتظام طهران بتنفيذ عمليات عدائية في مياه الخليج.
وكتبت سنتكوم على تويتر “في المياه الدولية، اعترضت قوات إيرانية تضم سفينتين ومروحية من طراز سي كينغ الإيرانية سفينة اسمها ويلا وسيطرت عليها”، حيث تعتبر المياه الدولية منطقة بحرية حرة لا تخضع لسيادة أي دولة.
وأرفقت سنتكوم التغريدة بمقطع فيديو بالأبيض والأسود يظهر طائرة مروحية تحلق فوق السفينة ويبدو شخصان على متنها.
وأفاد موقع مارين ترافيك المتخصص في مراقبة الحركة البحرية بأن السفينة موجودة حاليا في خليج عمان قرب مضيق هرمز الذي يعتبر نقطة عبور استراتيجية يمر منها ثلث النفط المنقول بحرا في العالم.
وقال الموقع إن السفينة هي ناقلة لمواد كيميائية بنيت العام 1997 وترفع علم ليبيريا، فيما أكد مسؤول دفاع أميركي أن الإيرانيين أطلقوا سراح السفينة بعد احتجازها لأكثر من أربع ساعات.
ويخيم توتر شديد بين طهران وواشنطن منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من طرف واحد في 2018 من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني وإعادة فرض عقوبات أميركية على إيران.
وقال الحرس الثوري في أبريل إن طهران ستدمر السفن الحربية الأميركية في الخليج إذا تعرض الأمن الإيراني للتهديد. وهدد المسؤولون الإيرانيون مرارا بغلق المضيق إذا لم تتمكن طهران من تصدير النفط أو إذا تعرضت مواقعها النووية للهجوم.
وحدثت مواجهات بين الحين والآخر بين الحرس الإيراني والجيش الأميركي في الخليج خلال السنوات القليلة الماضية. وقال مسؤولون أميركيون إن إغلاق المضيق سيمثل تجاوزا “لخط أحمر” وإن واشنطن ستتحرك لإعادة فتحه.
ولا تستطيع إيران من الناحية القانونية إغلاق الممر المائي من جانب واحد لأن جزءا منه يقع في المياه الإقليمية العمانية، لكن السفن التي تبحر فيه تمر عبر المياه الإيرانية التي تقع تحت مسؤولية القوة البحرية للحرس الثوري الإيراني.
وتشكل الأنشطة الإيرانية تهديدا رئيسيا للأمن الإقليمي والبحري، وقد انخرط النظام الإيراني في أواخر العام الماضي في سلسلة هجمات استهدفت في سبتمبر منشآت نفطية في السعودية وخليج عُمان.
وعادة ما تستهدف الهجمات الإيرانية مصالح واشنطن في الخليج في محاولة للضغط على الإدارة الأميركية لتخفيف ضغط العقوبات، معتبرة أن ناقلات النفط المبحرة في مياه الخليج أغلبها تحمل النفط إلى الولايات المتحدة.
وتسعى الولايات المتحدة إلى تمديد حظر استيراد الأسلحة على إيران الذي ينتهي في 18 أكتوبر، وقد هددت سابقا بتفعيل آلية إعادة فرض العقوبات الدولية على طهران إن لم يحصل ذلك.
وحذّر المبعوث الأميركي السابق المكلّف بالملف الإيراني براين هوك من أن رفع حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على الجمهورية الإسلامية سيؤدي إلى تصعيد العنف في الشرق الأوسط.
وقال هوك “تحدّثت مع مسؤولين في الخليج وفي العالم أجمع، ولا أحد يعتقد أنه يجب إعطاء إيران حرية شراء وبيع الأسلحة التقليدية على غرار الطائرات المقاتلة وأنواع مختلفة من الصواريخ”.
وتسعى الولايات المتحدة باستمرار لحشد حلفائها في إطار حملة ضغط موسعة على طهران للتصدي لانتهاكاتها في الشرق الأوسط وحماية دول العالم من تهديداتها واجتثاث سلوكها الخبيث الذي يهدد أمن المنطقة، فيما تستمر إيران في معاداة المعسكر الدولي بتحريك ميليشياتها لتنفيذ هجمات تخريبية في مياه الخليج العربي.