إيرادات هواوي تتحدى ضعف الأسواق والعقوبات

عادت هواوي إلى السير عكس تيار تراجع مبيعات الهواتف العالمية وكشفت عن قفزة كبيرة في المبيعات، رغم العقبات التي واجهتها بسبب العقوبات الأميركية وابتعاد عدد من شركات الاتصالات عن تسويق هواتفها الذكية.
شينزين (الصين) – فاجأت شركة هواوي الصينية الأسواق أمس بإعلان ارتفاع مبيعاتها خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 23.2 بالمئة، لتثبت قدرتها على تحدي جميع العقبات التي تضعها الضغوط الأميركية.
وأعلن ليانغ هوا رئيس هواوي أن مبيعات المجموعة بلغت في تلك الفترة 58.25 مليار دولار، لتنفرد بمواصلة النمو، في وقت تتراجع فيه مبيعات أكبر منافسيها مثل أبل الأميركية وسامسونغ الكورية الجنوبية.
وتتهم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هواوي بالعمل مباشرة مع الحكومة الصينية لتسهيل أعمال تجسس، وهو ما تنفيه المجموعة، التي أدرجتها واشنطن على لائحة سوداء تحظر على الشركات الأميركية تزويدها بمكونات دون موافقة مسبقة من الإدارة الأميركية.
ورغم أن إدارة ترامب عادت وجمدت ذلك القرار، إلا أن الشركة لا تزال تخضع لقيود كثيرة تمنعها من دخول السوق الأميركية وتحدّ نشاطها في دول كثيرة في مجال شبكات الجيل الخامس للاتصالات.
واعترف ليانغ في مؤتمر صحافي في شينزن حيث مقر المجموعة بأن العقوبات الأميركية المفروضة على هواوي “سببت بعض المتاعب”. لكنه أكد أنه “في الإجمال كان بالإمكان استيعابها”.
توقعت تقارير عالمية أن تتعثر المبيعات خاصة بعد إعلان غوغل عن تقييد وصول هواوي إلى نظام التشغيل أندرويد وتطبيقاتها الأساسية
وباعت هواوي نحو 118 مليون هاتف ذكي في النصف الأول من العام، ما يشكل زيادة نسبتها 24 بالمئة بمقارنة سنوية. لكنها أقل من الارتفاع الذي سجلته في العام الماضي، والذي بلغ نحو 30 بالمئة.
وعبرت المجموعة الصينية حينذاك عن أملها في التقدم على سامسونغ لتحتل المرتبة الأولى عالميا خلال العام الحالي بعد أن انتزعت المرتبة الثانية في مبيعات الهواتف الذكية في العام الماضي.
وكان تصنيف نشره المكتب الاستشاري “آي.دي.سي” الذي صدر في مايو الماضي قد أظهر تقدم هواوي
خلال الربع الأول بفارق شاسع على شركة أبل، لتحافظ على المرتبة الثانية خلف سامسونغ الكورية الجنوبية.
وقفزت مبيعات هواتف هواوي في الربع الأول بأكثر من 50 بالمئة رغم مناخ تراجع المبيعات العالمية، في مقابل تراجع مبيعات أبل بنحو 30 بالمئة وسامسونغ بنحو 8 بالمئة.
وبعد فرض العقوبات الأميركية في مايو الماضي، توقعت تقارير عالمية أن تتعثر مبيعاتها خاصة بعد إعلان غوغل عن تقييد وصول هواوي إلى نظام التشغيل أندرويد وتطبيقاتها الأساسية.
وكان رين جينغفاي المهندس السابق الذي أسس هواوي في ثمانينات القرن الماضي قد أعلن في نهاية يونيو الماضي عن تراجع بنسبة 40 بالمئة في مبيعات هواتفها الذكية في يونيو.
وذكرت تقارير أن الشرطة علقت الكثير من خطط التصنيع في تلك الفترة بسبب توقعات بعزوف المستخدمين عن شراء هواتفها إذا فقدت إمكانية الوصول إلى برامج شركة غوغل.
لكن انفراجة التوتر بين واشنطن وبكين بعد لقاء ترامب بنظيره الصيني شي جينبينغ خلال قمة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية الشهر الماضي، أعادت هواوي إلى مسار النمو السريع.
وقال ليانغ هوا إن “وتيرة تطويرنا سريعة جدا قبل إدراجنا على اللائحة” السوداء للولايات المتحدة”.
في تلك الأثناء ارتفعت مبيعات هواتف هواوي الذكية في الصين بسبب تضامن الصينيين مع الشركة ضد العقوبات الأميركية، خاصة بعد أن دعت بكين مواطنيها لشراء هواتف المجموعة على حساب المنتجات الأجنبية وخاصة الأميركية.