إياتا تنتقد تأخر حكومات الشرق الأوسط في مساعدة شركات طيران

انتقد الاتحاد الدولي للنقل الجوي تأخر حكومات الشرق الأوسط في تقديم الدعم لشركات الطيران في وقت رجحت فيه منظمة الطيران المدني الدولي أن تفقد حركة نقل المسافرين جوا على مستوى العالم نحو 1.2 مليار مسافر بحلول سبتمبر بسبب التأثير الكبير لوباء كورونا على الطلب.
لندن - قال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) الخميس إن حكومات دول الشرق الأوسط تتوانى في القيام بالتحرك المطلوب لحماية شركات الطيران لديها من الأزمة الاقتصادية الناجمة عن إجراءات منع انتشار فايروس كورونا المستجد.
وتدخلت عدة دول لمساعدة شركات الطيران التي تعاني انهيار الطلب على السفر بفعل الوباء العالمي، مثل الولايات المتحدة وسنغافورة وأستراليا، لكن القليل من دول الشرق الأوسط أوضحت ما تنوي تقديمه لشركات الطيران المهددة بالإفلاس.
ويرى محللون أن غموض آفاق الخروج من أزمة الوباء، وترجيح عدم عودة الإقبال على السفر بالمعدلات السابقة، حتى في حال انتهاء أزمة كورونا يزيدان الأمور تعقيدا، بسبب صعوبة وضع خطط للمستقبل.
ويجري الاتحاد الدولي للنقل الجوي، الذي يمثل 290 شركة طيران عالمية، مشاورات مع حكومات الشرق الأوسط والجهات التنظيمية وأصحاب المصالح بشأن كيفية إنعاش السفر الجوي مع شروع بعض الدول في تخفيف إجراءات العزل العام ببطء.
لكن محمد البكري نائب رئيس إياتا للشرق الأوسط قال إن الاتحاد ليس راضيا عن جهود دول المنطقة الرامية إلى دعم شركات الطيران لديها.
وأضاف في مؤتمر صحافي عبر الهاتف “لم نشهد من الحكومات وصناع القرار الخطوات والقرارات المرغوبة… لطرح حزم التحفيز الاقتصادي وحزم الإنقاذ والحزم المالية اللازمة لإبقاء شركات الطيران في المنطقة على قيد الحياة”.
وأضاف أن الاتحاد الدولي للنقل الجوي يريد أن يرى من حكومات دول الشرق الأوسط “إعطاء الأولوية حقا للملاحة الجوية والإعلان عن إجراءات إنقاذ محددة لشركات الطيران وقطاع الملاحة الجوية على غرار الدول الأخرى”.
وقال الاتحاد إن تقديرات خسائر إيرادات شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط نتيجة تداعيات انتشار الوباء ارتفعت إلى 24 مليار دولار، مقارنة مع تقديرات الاتحاد في 11 مارس الماضي والبالغة 7.2 مليار دولار.
وأعلنت حكومات قليلة في منطقة الشرق الأوسط، ما إذا كانت سوف تدعم شركات الطيران، التي تعود ملكية معظمها إلى الدول.
وتعهدت حكومة دبي بتمويل جديد لطيران الإمارات المملوكة من قبلها، لكنها لم تكشف عن أي تفاصيل، بينما قالت الخطوط الجوية القطرية إنها سوف تطلب دعم الحكومة في نهاية المطاف.
وأعلنت طيران الإمارات الخميس أنها تخطط لتشغيل خدمات ركاب إلى المزيد من الوجهات الأسبوع المقبل.
على صعيد آخر حذر الاتحاد الدولي للنقل الجوي من أن شركات الطيران الأفريقية على حافة الانهيار ما لم تتدخل الحكومات سريعا لمساعدتها.
وقال البكري إن “طيران موريشيوس دخلت تحت إدارة خاصة اختيارية، والخطوط الجوية الجنوب أفريقية وطيران أس.أي إكسبريس في حالة تعثر بحثا عن سبيل لإنقاذهما”.
وأضاف أن ناقلات أخرى متعثرة منحت موظفيها إجازة غير مدفوعة الأجر أو ألمحت إلى نيتها خفض وظائف، وأن المزيد من شركات الطيران سوف تفعل ذلك إذا لم يتم تقديم مساعدة مالية عاجلة.
وكانت منظمة الطيران المدني الدولي قد ذكرت في بيان الأربعاء أن حركة نقل المسافرين جوا على مستوى العالم قد تفقد نحو 1.2 مليار مسافر بحلول نهاية شهر سبتمبر المقبل بسبب التأثير الكبير لوباء كورونا على الطلب، وهو ما يمثل انخفاضا بواقع ثلثي عدد المسافرين.
وأشارت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إلى توقعات باحتمال انخفاض الطاقة الدولية للسفر جوا بنحو الثلثين خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي مقارنة بتوقعات المنظمة السابقة.
وتسببت كارثة انتشار فايروس كورونا في عمليات إلغاء واسعة النطاق للرحلات الجوية وإبقاء أسطول الطائرات على الأرض.
ويتوقّع الاتحاد الدولي للنقل الجوي تراجع إيرادات شركات النقل الجوي بنحو 314 مليار دولار خلال العام الحالي.
وحذّر بنجامين سميث مدير عام مجموعة أير فرانس كي.أل.أم من أنه “لا غنى” عن الحصول على دعم من الدولتين الفرنسية والهولندية لكي تتمكن الشركة من النهوض.
وخفّضت شركة خطوط الطيران اليابانية بنحو النصف توقّعاتها السنوية، في حين رجحت منافستها أي.أن.أي انخفاض الإيرادات بنسبة 75 في المئة.
وأعلنت شركة خطوط الطيران النمساوية أنها سوف تتخلى عن ربع أسطولها من الطائرات في وقت تصارع فيه شركة الطيران الإثيوبية، وهي الأكبر في أفريقيا، من أجل البقاء.
وأعلنت فيرجن أستراليا أنها في حالة توقف عن السداد، مسجّلة بذلك أول انهيار لشركة طيران كبرى جراء تداعيات تفشي فايروس كورونا المستجد.