إنستغرام تسعى للحفاظ على مستخدميها المراهقين

دراسة حديثة بيّنت أن هناك ارتباطا ضئيلا بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والصحة العقلية لدى المراهقين.
الأربعاء 2021/10/20
تشققات في صورة إنستغرام

نيويورك (الولايات المتحدة) - تشعر منصة إنستغرام المملوكة لشركة فيسبوك بالقلق بشأن فقدان المستخدمين المراهقين لذلك خصصت جزءا كبيرا من ميزانيتها التسويقية لترويج الخدمة لهذه الفئة.

وتأتي هذه الأخبار بعد أن سربت المبلغة عن المخالفات وثائق إلى صحيفة وول ستريت جورنال أظهرت أن فيسبوك على علم باحتمالية أن تضر إنستغرام بالصحة العقلية للمراهقين.

وجاء في مذكرة داخلية عبر إنستغرام صدرت في شهر أكتوبر الماضي، وتقدم استراتيجية تسويقية لهذا العام “إذا فقدنا موطئ قدم المراهقين في الولايات المتحدة، فإننا نفقد مصدرا أساسيا”.

390 مليون دولار ميزانية إنستغرام التسويقية هذا العام للرسائل الموجهة للمراهقين

وأفادت صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن وثائق داخلية أنه اعتبارًا من عام 2018، تم تحديد جميع ميزانية التسويق العالمية السنوية تقريبًا عبر المنصة للرسائل الموجهة للمراهقين، مشيرة إلى أن ميزانية هذا العام تبلغ 390 مليون دولار.

وأخبر المسوقون الصحيفة أن التركيز على فئة عمرية معينة إلى هذا الحد أمر غير معتاد. وشمل الإنفاق النهائي الرسائل الموجهة للآباء والشباب.

وتواجه المنصة منافسة بشأن المستخدمين المراهقين من منافسين مثل تيك توك وسناب شات، حيث تسعى غالبية شبكات التواصل الاجتماعي إلى الاستفادة من رواجها وإقبال المستخدمين، في صفقات تجارية تشكل مع الإعلانات دعامة أساسية لقدرتها على الاستمرار.

وتتعرض إنستغرام لمشاكل في ما يتعلق بالمستخدمين الأصغر سنًا بعد أن سربت فرانسيس هوغين وثائق إلى الصحيفة، التي ذكرت في الشهر الماضي أن باحثي فيسبوك وجدوا أن إنستغرام ضارة بنسبة كبيرة للمستخدمين الشباب، لاسيما الفتيات في سن المراهقة.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن قضايا الاكتئاب والقلق وصورة الجسد كانت من دواعي القلق.

كما أدلت هوغين بشهادتها أمام الكونغرس هذا الشهر، زاعمة أن منتجات الشركة تضر الأطفال وتؤجج الانقسام وتضعف الديمقراطية.

لكن فيسبوك قالت إن الغرض من بحثها ونتائجها يتم وصفها بشكل خاطئ. وأظهر البحث أن المراهقين رأوا فوائد من استخدام الموقع. وأضافت أن العديد من المراهقين أخبروا الباحثين أن المنصة يمكن أن تساعدهم عندما يعانون من أنواع اللحظات الصعبة والقضايا التي يواجهها المراهقون دائمًا.

المنصة تواجه منافسة من تيك توك وسناب شات
المنصة تواجه منافسة من تيك توك وسناب شات

وقلل متحدث باسم الشركة من شأن تقرير نيويورك تايمز. وقال “ليس صحيحًا أننا نركز ميزانية التسويق بالكامل على المراهقين. ولكن قلنا مرات عديدة أن المراهقين هم أحد أهم فئات مجتمعاتنا لأنهم اكتشفوا الاتجاهات المبكرة وحددوها. لم يكن مفاجئًا أنهم جزء من استراتيجيتنا التسويقية”.

وأوقفت المنصة في الشهر الماضي، تطوير نسختها للأطفال “إنستغرام كيدز” مؤقتًا. وهي خدمة مخصصة تنشئها للأطفال دون سن 13 عامًا، الذين لا يسمح لهم حاليًا بالتواجد عبر المنصة.

وقالت الشركة إن الخدمة لن يتم تصميمها مثل إصدار البالغين من التطبيق. ولكن تكون خالية من الإعلانات ويشرف عليها الآباء مباشرة.

لكن أخبار مشروع إنستغرام كيدز، أثارت مخاوف النقاد القلقين بشأن الصحة العقلية وخصوصية المستخدمين الأصغر سنًا.

ويقيد قانون حماية خصوصية الأطفال عبر الإنترنت لعام 1998 جمع البيانات الشخصية أو تخزينها لأي شخص أقل من 13 عامًا.

وقالت الصحيفة في تقريرها الجديد إن فيسبوك كانت على علم بأن إعلانًا يستهدف طفلًا يبلغ من العمر 13 عامًا من المحتمل أن يجتذب أيضًا الأطفال الأصغر سنًا الذين يريدون أن يكونوا مثل إخوتهم وأصدقائهم الأكبر سنًا.

وضمن مساعي المنصة للتقليل من الانتقادات والتحذيرات التي أطلقها المتخصصون للحفاظ على الصحة النفسية للمستخدمين، قدمت إنستغرام لمستخدميها خيارا يمكنهم من إخفاء عدد الإعجابات التي يتلقونها على المنشورات على التطبيق في مايو الماضي.

وقالت إن الهدف هو “تقليل الضغط الذي يواجهه الناس” على الموقع.

واختبرت تلك الخاصية في عدد من البلدان منذ عام 2019، ولكن الموقع طرحها هذا العام على نطاق العالم.

وقال آدم موسيري، رئيس إنستغرام، “استغرق هذا وقتا أطول مما كنت أتمنى، لكنني متحمس جدا لمنح الناس المزيد من التحكم”.

وأفادت منصة إنستغرام في اختبارها وأبحاثها أن إزالة الإعجابات كان له تأثير ضئيل على سلوك الناس أو رفاهيتهم، بعد مخاوف من أن استخدام التطبيق يمكن أن يكون مرتبطا بانعدام الأمن وضعف الصحة العقلية.

وظلت خوارزميات إنستغرام تأخذ في الاعتبار عدد الإعجابات عند الترويج للمشاركات على النظام الأساسي، لكنها تأخذ أيضا في الاعتبار عوامل أخرى، مثل ما يتابعه المستخدم أو ما يتفاعل معه.

وبيّنت دراسة حديثة أجراها معهد أكسفورد للإنترنت أن هناك “ارتباطا ضئيلا” بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والصحة العقلية لدى المراهقين.

16