إندونيسيا تعتقل مدبر تفجيرات بالي المروعة

الشرطة الإندونوسية تعتقل ذو القرنين الفار من العدالة منذ 18 عاما والمتهم بتدبير تفجيرات بالي التي أسفرت عن مقتل أكثر من مئتي شخص.
الاثنين 2020/12/14
فاجعة بالي عالقة في الأذهان

جاكرتا- اعتقلت الشرطة الإندونيسية قائداً كبيراً في الجماعة الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة كان ملاحقاً بسبب دوره في تفجيرات 2002 في جزيرة بالي السياحية وهو الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إندونيسيا.

وأوضح متحدث باسم الشرطة أرغو يوونو أنه تم توقيف ذو القرنين البالغ 57 عاما والفار من وجه العدالة منذ 18 عاماً، في لامبونغ على جزيرة سومطرة. وأضاف أن الموقوف “يخضع حالياً للاستجواب” وأجريت عمليات تفتيش في منزله. وقال إنه “كان القائد العسكري للجماعة الإسلامية أثناء الاعتداءات” التي أسفرت عن مقتل أكثر من مئتي شخص.

وفي 12 أكتوبر 2002، قام المُنفِّذ بتفجير قنبلة في حقيبة ظهره داخل ملهى ليلي في جزيرة بالي، مما تسبب في العديد من الإصابات، وسارع العديد من المتواجدين داخل الملهى إلى الفرار إلى الشارع، وبعد عشرين ثانية من الانفجار الأول انفجرت سيارة ملغومة خارج الملهى، مما تسبب بقتل العديد من الأشخاص، وأحدث الانفجار الثاني حفرة عميقة بطول متر واحد ودمَّر المباني المجاورة وحطَّم زجاج نوافذ المنازل القريبة من الانفجار.

وأسفر الهجوم عن مقتل 202 شخص (بينهم 88 أستراليا، 38 إندونيسيا، 27 بريطانيا، 7 أميركيين، 6 سويديين) وجرح 209 آخرين، فيما تبنت الجماعة الإسلامية في جنوب شرق آسيا وتنظيم القاعدة العملية.

وكان ذو القرنين من المطلوبين الرئيسيين في إندونيسيا والإندونيسي الوحيد على القائمة الأميركية للمطلوبين. ووعدت واشنطن بتقديم مبلغ قدره خمسة ملايين دولار لأي شخص يكشف معلومات تساعد في توقيفه. وأنشأ ذو القرنين المقاتل سابقاً في الحرب في أفغانستان، في صلب الجماعة الإسلامية، وحدة خاصة مكلفة بتنظيم الاعتداءات، حيث هدف الجماعة المعلن هو إقامة دولة خلافة إسلامية في جنوب شرق آسيا.

وكانت مهمة هذه الوحدة أيضاً تأجيج التوترات الإثنية والدينية في سولاويزي وجزر مولوكو، التي راح ضحيتها الآلاف من الأشخاص بين العامين 1998 و2002. وأسست مجموعة ناشطين إسلاميين إندونيسيين منفيين في ماليزيا، الجماعة الإسلامية في ثمانينات القرن الماضي وانتشرت خلايا الجماعة في دول عدة في جنوب شرق آسيا.

202 قتيل و209 جريح حصيلة تفجيرات بالي الدامية
202 قتيل و209 جريح حصيلة تفجيرات بالي الدامية

وتتألف الجماعة الإسلامية من عدد من الخلايا الصغيرة المستقلة التي يمكنها تحريك عناصرها القاعديين الذين يتم تجنيدهم من المدارس القرآنية في إندونيسيا. وللجماعة أيضا المئات من الناشطين وعدد من كوادرها من الإندونيسيين الذين قاتل بعضهم في أفغانستان. وقد تدرب عناصرها، في معسكرات في أفغانستان وجنوب الفلبين.

وخاضت إندونيسيا مواجهة طويلة مع الإرهاب المحلي المنشأ، وخاصة تنظيم الجماعة الإسلامية، الذي أعلن مسئوليته عن تنفيذ 11 هجوما خلال الفترة ما بين عامين 2000 و2010، بالإضافة إلى تفجير بالي 2002. ومن خلال التجنيد والتدريب والتلقين والدعم المالي والروابط التشغيلية اتضحت العلاقة التنظيمة بين الجماعة الإسلامية وجماعات مسلحة أخرى مثل تنظيم القاعدة وجماعة أبوسياف والجبهة الإسلامية لتحرير مورو.

وفي 25 أكتوبر 2002، صنفت إندونيسيا الجماعة الإسلامية جماعة إرهابية، كما صنفت إرهابية من قبل حكومات أستراليا وكندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة و ماليزيا والفلبين وسنغافورة وسلطنة بروناي وتايلاند.

وقد اعتقلت حكومات جنوب شرق آسيا منذ عام 2002 أكثر من 300 من الإرهابيين المشتبه بانضمامهم إلى الجماعة الإسلامية، كما قتلت الشرطة الإندونيسية، أزهري بن حسين، صانع القنابل والمتفجرات للجماعة الإسلامية الأكثر خبرة في عام 2005 واعتقلت اثنين من كبار قادتها في منتصف عام 2007.

واعتقلت السلطات الماليزية أيضا اثنين من كبار نشطاء الجماعة الإسلامية في كوالالمبور في أوائل عام 2008، وفي أبريل 2009 اعتقلت سنغافورة زعيم الجماعة الإسلامية بالبلاد، والذي هرب من زنزانته بالسجن السنغافوري في أوائل عام 2008، كما قتلت الشرطة الإندونيسية في سبتمبر 2009 القيادي بالجماعة الإسلامية نورالدين مات الأعلى.

ويقول ناصر عباس العضو السابق في الجماعة الإسلامية إن صفوفها ما زالت تضم أعضاء تدربوا في أفغانستان في الثمانينات وعادوا بخبراتهم القتالية ومهاراتهم في تصنيع القنابل.

5