إندونيسيا تحظر جبهة الدفاع الإسلامية المتشددة

29 من أعضاء جبهة الدفاع الإسلامية أدينوا لمشاركتهم في أعمال إرهابية.
الخميس 2020/12/31
مكافحة التنظيمات المتطرفة

جاكرتا – أعلن وزير الأمن الإندونيسي محمد محفوظ أن بلاده قررت حظر نشاط جماعة جبهة الدفاع الإسلامية المتشددة التي تتمتع بنفوذ سياسي واسع، فيما باتت جاكرتا أمام تحديات صعبة مع ظهور دلالات ترجّح أن تكون هي البقعة البديلة للإرهاب، سواء لداعش المنهزم في سوريا أو القاعدة التي تريد استعادة هيبتها الغائبة.

وأضاف محفوظ في مؤتمر صحافي الأربعاء في جاكرتا أن الجماعة فقدت وضعها القانوني، كمنظمة جماهيرية منذ يونيو 2019، لكنها واصلت تنفيذ أنشطتها كمنظمة وكانت في الغالب في خلاف مع السلطات. وتابع “بدءا من اليوم، إذا كانت هناك أي منظمة تزعم أنها جبهة الدفاع الإسلامية، يتعين أن نعتبرها غير موجودة نظرا لأنها فقدت وضعها القانوني”.

وفي نهاية المؤتمر الصحافي، أظهر محفوظ مقطع فيديو، تم تصويره في يناير 2015، لأعضاء المنظمة وهم يتعهدون بالولاء لداعش في منطقة ماكاسار في إقليم سولاويسي الجنوبية.

وتقول السلطات إن هناك ما لا يقل عن 29 من أعضاء الجبهة، التي تأسست عام 1998، أدينوا لمشاركتهم في أعمال إرهابية وإن ستة آخرين على الأقل متهمون بارتكاب جرائم مماثلة.

ويخضع زعيم الجبهة وهو رجل الدين المتطرف، محمد رزق شهاب، الذي عاد إلى إندونيسيا في نوفمبر الماضي، بعد أن عاش في المنفى لمدة ثلاث سنوات، حاليا لاحتجاز الشرطة الإندونيسية بسبب تنظيمه لتجمعات شعبية في أعقاب عودته انتهكت قانون الحجر الصحي لمواجهة فايروس كورونا.

واضطلعت الجماعة بدور مؤثر في تنظيم مسيرات في عام 2016، ضد حاكم جاكرتا آنذاك، باسوكي تجاهاجا بورناما، المتهم بالإساءة إلى القرآن. وتم محاكمته في اتهامات بالتجديف وحكم عليه بالسجن عامين في عام 2017 .

وفي 2018، حظرت محكمة في إندونيسيا جماعة أنصار الدولة، أكبر جماعة مرتبطة بتنظيم داعش في البلاد، “لممارستها الإرهاب” والانتماء للتنظيم المتشدد.

وجماعة أنصار الدولة هي تجمع فضفاض من المتعاطفين مع الدولة الإسلامية ولديها الآلاف من الأتباع في إندونيسيا، أكثر دول العالم من حيث عدد السكان المسلمين. وصدر حكم على زعيمها أمان عبدالرحمن بالإعدام الشهر الماضي لتدبيره من محبسه سلسلة هجمات دامية نفذها متشددون.

وعلى الرغم من اعتبار الجماعة أكبر تحالف بايع تنظيم الدولة الإسلامية في البلاد، لا يزال الغموض يحيط بالهيكلية التنظيمية للجماعة وبارتباطها بالتنظيم.

Thumbnail

ويقول القيمون على معهد التحليل السياسي للنزاعات إن جماعة تنظيم الدولة “اسم عام يستخدم للدلالة على أي مؤيد لتنظيم داعش”، وهي بمثابة منظمة تعتبر مظلة أكثر منها مجموعة متماسكة.

ويؤكد محللون ومسؤولون أن أمان عبدالرحمن، زعيم جماعة أنصار الدولة الذي حوكم بالإعدام في 2018، جنّد اتباعا له من أجل الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية، ويعتقد أنه على تواصل مع قادة في التنظيم وهو المسؤول الرئيسي عن نشر دعاية التنظيم في إندونيسيا.

وخاضت إندونيسيا مواجهة طويلة مع الإرهاب المحلي المنشأ، وخاصة تنظيم الجماعة الإسلامية، الذي أعلن مسؤوليته عن تنفيذ 11 هجوما خلال الفترة ما بين عامين 2000 و2010، بالإضافة إلى تفجير بالي 2002.

وتشير العديد من التطورات التي يشهدها جنوب شرق آسيا، خاصة إندونيسيا، إلى تنامي الأنشطة المرتبطة بتنظيم داعش، وذلك على الرغم من انحسار التنظيم في معاقله الأساسية في سوريا والعراق، وذلك ارتباطًا بعودة المقاتلين الذي حاربوا مع التنظيم، فضلا عن وجود أكثر من جماعة موالية لـداعش هناك.

ورغم أن أغلب مسلمي إندونيسيا يرفضون العنف، إلا أن مقاتلي تنظيم داعش ربما يجدون ملاذا لهم في جنوب شرق آسيا وهي دول إندونيسيا والفلبين وماليزيا، لكن التنظيم لم ينجح بعد في ذلك، إذ يحاول المئات من المقاتلين الأجانب من إندونيسيا وماليزيا والفلبين العودة إلى بلادهم.

5