إنجلترا تتحدى تشيكيا في قمة كروية بكأس أوروبا

شبح الخروج يلاحق كرواتيا في مواجهة أسكتلندا.
الثلاثاء 2021/06/22
لقاء النجوم

يفتح ملعب ويمبلي الشهير في العاصمة لندن أبوابه ليحتضن مواجهة مصيرية ضمن أقوى مواجهات المجموعة الرابعة من مسابقة كأس أمم أوروبا. ويحل منتخب تشيكيا ضيفا ثقيلا على منتخب إنجلترا الثلاثاء، في حين تلاقي كرواتيا مضيفتها أسكتلندا في مجموعة يبقى التأهل فيها للثمن النهائي مفتوحا على كل الاحتمالات.

لندن- يصرّ مدرب منتخب إنجلترا غاريث ساوثغيت أن بلاده بإمكانها أن تتجاوز مشاكلها الناتجة عن كونها تشكيلة شابة تفتقر للخبرة وحجز بطاقتها إلى ثمن نهائي كأس أوروبا في كرة القدم عندما يتواجه الأسود الثلاثة مع منتخب تشيكيا متصدر المجموعة الرابعة اليوم الثلاثاء، فيما يبقى باب التأهل مشرعا على مصراعيه عندما تلاقي كرواتيا منافستها أسكتلندا ضمن المجموعة ذاتها. تحتل إنجلترا المركز الثاني في المجموعة برصيد 4 نقاط متساوية مع تشيكيا، وبإمكانها أن تضمن الصدارة في حال فوزها في مباراتها الأخيرة في دور المجموعات. وتحتل كرواتيا المركز الثالث بنقطة يتيمة، بالتساوي مع أسكتلندا الرابعة.

وتشير الحسابات إلى أن إنجلترا تحتاج على الأقل للخروج بتعادل للتأهل أو أن تنتظر عدم فوز أسكتلندا، مع احتمال أن ينهي أبطال العالم 1966 هذا الدور في المركز الثالث في حال خسارتهم أمام تشيكيا، وفوز أسكتلندا على كرواتيا بفارق من الأهداف يسمح لها بالتفوق. وبحال التعادل، ستتصدر تشيكيا المجموعة بفارق الأهداف عن إنجلترا التي تضمن الوصافة.

في المقابل، يمكن أن تحجز تشيكيا مقعدها إلى ثمن النهائي في صدارة المجموعة في حال تفادت الخسارة أمام الأسود الثلاثة، وفي سيناريو معاكس يمكن أن تحتل المركز الثاني، في حال فازت أسكتلندا على وصيفة بطلة مونديال 2018. أما أرجحية أن يتراجع المنتخب التشيكي إلى المركز الثالث فتكمن في حال خسارته أمام الإنجليز، وفوز كرواتيا على أسكتلندا بعدد وافر من الأهداف ما يرجح أفضليتها للصعود إلى المركز الثاني. وعلى أسكتلندا أن تفوز لتنهي مشوارها في المركز الثالث، ضمن إمكانية أن تتقدم على إنجلترا للمركز الثاني بفارق الأهداف.

يأمل رجال المدرب ساوثغيت وضع كل هذه الحسابات خلفهم، والبحث عن الفوز أمام تشيكيا على ملعب ويمبلي من أجل تناسي خيبة التعادل السلبي أمام أسكتلندا الجمعة، بعد الفوز في مستهل مبارياتهم على كرواتيا 1-0. ومع معدل أعمار يبلغ 25 عاما و31 يوما، خاضت إنجلترا لقاء أسكتلندا مع أصغر تشكيلة في تاريخ مشاركاتها في بطولة كبرى.

تشكيلة تضمّ ثنائي تشيلسي لاعب الوسط مايسون ماونت والمدافع ريس جيمس المتوج بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم المنقضي، أمام مواطنه من مانشستر سيتي ونجمه الصاعد فيل فودين، وتألق فيها ديكلاين رايس (وست هام) وكالفين فيليبس (ليدز) في الدوري الممتاز. لكن كل هذه الإنجازات لا تقارن باللعب على المستوى الدولي في بطولة قارية وارتداء قميص إنجلترا، وهو أمر قلة من اللاعبين الإنجليز عاشوه سابقا. ويعيش المنتخب الإنجليزي تحت وطأة ثقل هاجس مواجهة فرنسا أو ألمانيا أو البرتغال في دور الـ16 في حال فشل في التأهل من صدارة المجموعة، وهذا ما أشار إليه ساوثغيت قائلا “إنها مجموعة لا تتمتع بالخبرة، أعتقد أنها ثالث منتخب مع أقل مشاركات في البطولة”.

إنجلترا تعيش تحت ثقل هاجس مواجهة فرنسا أو ألمانيا أو البرتغال في دور الـ16 في حال فشلت في التأهل في الصدارة

شبح كاين

أضاف “أمام أسكتلندا كانت تشكيلة شابة، لذلك فهي تجربة مختلفة للكثير منهم مما سبق لهم أن اختبروها.. نريد أن نكون أفضل وهذا ما سنعمل عليه في الأيام المقبلة قبل أن نواجه منتخب تشيكيا”. وأمام احتمال إدخال تعديلات على تشكيلته، يقف ساوثغيت أمام معضلة قائده ومهاجمه هاري كاين الذي تنهال عليه الانتقادات بسبب تواضع مستواه منذ بداية العرس الكروي القاري. وظل مهاجم توتنهام صامتا عن التهديف في مباراتيه الأوليين، ما استدعى مدرب إنجلترا لإخراجه مرتين قبل صافرة النهاية، بينما اعتبر البعض أن من يقف داخل منطقة الجزاء هو شبح كاين وليس المهاجم الذي أرعب حراس المرمى.

ورغم الحالة السلبية التي يمرّ بها كاين، يؤكد ساوثغيت أنه ما زال يثق بمهاجمه وسيلعب أساسيا أمام تشيكيا، وقال ردا على سؤال أحد الصحافيين بهذا الشأن “بإمكانك أن تكون متأكدا”، وأضاف “هو أساسي، ليس فقط للأهداف التي يسجلها، بل في بناء اللعب وكل شيء آخر”. وأردف “سبق له أن مرّ بذلك المئات من المرات”، في إشارة إلى أنه في حال قرّر إبقاءه على مقاعد البدلاء فإن ذلك يعود للحفاظ عليه في بطولة قاسية وطويلة.

عانى فودين وماونت للتأقلم مع كاين، بينما أظهر رحيم سترلينغ (مانشستر سيتي) موهبته الكروية في لمحات فنية أمام كرواتيا، قبل أن يقف خلف الأضواء أمام أسكتلندا.

وجوه جديدة

Thumbnail

بإمكان ساوثغيت أن يدفع بوجوه جديدة على غرار جناح بوروسيا دورتموند الألماني جايدون سانشو، أو صانع ألعاب أستون فيلا جاك غريليش أو مهاجم مانشستر يونايتد ماركوس راشفورد من أجل مد يد العون لكاين في الهجوم. وردا على سؤال حول مشاركة سانشو، قال المدرب الإنجليزي “لدينا بعض الخيارات المتفجرة والعديد منهم شبان ويعيشون تجربة خوض بطولة كبرى للمرة الأولى”. وتابع “نحن واقعيون كطاقم تدريبي بشأن توقعاتنا منهم كأفراد”، وختم قائلاً “جايدون هو في هذا المزيج. تدرب جيداً في الأيام القليلة وبالطبع لدينا تلك الخيارات والقرارات التي يتعين علينا اتخاذها”.

من ناحية أخرى، تواجه كرواتيا مضيفتها أسكتلندا على ملعب هامبدن بارك مدركة أهمية الفوز لإنهاء دور المجموعات على الأقل كثالث أفضل منتخب، علما أنه بإمكانها تجاوز تشيكيا للمركز الثاني بفارق الأهداف.

ويواجه رجال المدرب زلاتكو داليتش خطر الخروج المبكر من اليورو بعد حملة ناجحة في مونديال روسيا 2018 أوصلتهم إلى النهائي (خسروا أمام فرنسا 2-4). وعبّر داليتش عن الواقع المرير لمنتخبه بعد خسارته أمام إنجلترا بهدف نظيف وتعادله مع تشيكيا 1-1، قائلا “نحتاج إلى الطاقة، نحن نعاني”.

وتبدلت معالم كرواتيا كثيرا عما كانت عليه في روسيا، حين أزعجت الأرجنتين وإنجلترا، فقدمت صورة باهتة في البطولة القارية من دون إيفان راكيتيش وماريو ماندجوكيتش المعتزلين دوليا، وتراجع مستوى لوكا مودريتش وإيفان بيريشيتش. أما أسكتلندا التي خسرت أمام تشيكيا 0-2 وتعادلت مع إنجلترا سلبا، فيقع على عاتقها واجب الفوز لاحتلال المركز الثالث على الأقل، أو تجاوز الأسود الثلاثة إلى المركز الثاني بفارق الأهداف.

Thumbnail
23