إقبال الشباب على الانتخابات يعكس تحولا في المشهد السياسي بالبحرين

شبان مرشّحون للانتخابات يعبرون عن ثقتهم في القدرة على إثراء الحياة السياسية وإغناء عملية صنع القرار وسنّ التشريعات الملائمة لروح العصر وتطوّراته.
السبت 2018/10/27
مزاج سياسي متغير

المنامة - شهدت عملية الترشّح للانتخابات البحرينية المقرّرة للرابع والعشرين من شهر نوفمبر المقبل، إقبالا من شريحة الشباب وصف بالقياسي وشكّل ظاهرة أثارت نقاشا عاما حول دوافعها ومقدار الإضافة التي يمكن أن تحملها للحياة السياسية في المملكة.

ويعبّر شبان مرشّحون للانتخابات عن ثقتهم في القدرة على إثراء الحياة السياسية وإغناء عملية صنع القرار وسنّ التشريعات الملائمة لروح العصر وتطوّراته، فيما تثير بعض الدوائر عامل نقص الخبرة وطغيان الاندفاع وعدم الواقعية، وهو ما لا يلائم العمل السياسي، حسب رأي هؤلاء.

ويعزو المستشار السياسي أحمد الخُزاعي المشاركة اللافتة للشباب في الترشح للانتخابات إلى تراجع حضور الجمعيات والنخب التقليدية في الساحة السياسية والبرلمانية، مبديا أسفه لأن الشباب لا يستطيعون تحقيق ما يعدون به كونهم مستقلين ولا يستطيعون جمع الأصوات اللازمة لتمرير التشريعات، كما أنهم لا يمتلكون البرامج الانتخابية والسياسية اللازمة التي تمكنهم من تحقيق ما يحلمون بتحقيقه.

ووصف البرامج الانتخابية للعناصر الشابة بأنها “تغلب عليها ردات الفعل تجاه ما يحصل، ولا تستند إلى خلفيات فكرية وسياسية، لذا يستحيل أن تطبق برامجهم، وذلك لعدم وضوح رؤاهم وانعدام الواقعية في الطرح”.

في المقابل تقرأ نادية الملاح المرشحة للانتخابات النيابية عن الدائرة السادسة من محافظة العاصمة البرامج الانتخابية للشباب أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام، فمنها ما يرفع سقف التوقعات والأحلام ويسترسل فيها، والآخر يستنسخ برنامجه عمّن سبقوه، والأخير يحاكي الواقع ويستنبط منه خطواته، مبدية اعتقادها أن “الشباب قادرون على تجسيد برنامجهم إذا ما استمروا على إصرارهم، رغم أن الخبرة مهمة لكنها تحتاج إلى وقت لاكتسابها، وإذا لم يخُض الإنسان التجربة فلن يكتسب الخبرة”.

نادية الملاح: الخبرة مهمة وإذا لم يخض الإنسان التجربة فلن يكتسب الخبرة
نادية الملاح: الخبرة مهمة وإذا لم يخض الإنسان التجربة فلن يكتسب الخبرة

وتعتقد الملاح أن المشاركة الشبابية اللافتة في الترشح للانتخابات تخدم عملية تجديد دماء المجلسين النيابي والبلدي، وقالت “نحن لسنا ضد الخبرة المتمثلة في وجود الكبار، لكننا نسعى إلى صنع القرار وإحداث التغيير الحقيقي الذي يمس القواعد الأساسية في المجتمع، تلك المتمثلة في الشباب والأطفال والنساء، كما أن حالة الحماس التي يمتلكها الشباب تخلق في داخلهم دافعا للعمل”.

وتشدد دنيا فخراوي مرشحة الدائرة الخامسة في محافظة العاصمة، وهي مستشارة إدارية ورائدة أعمال وحاصلة على رخصة طيار جوي دولي، على وجوب أن تكون للشباب  ذكورا وإناثا مشاركة فاعلة في التشريع والرقابة تحت قبة البرلمان بما لا يقل عن النصف، معتبرة أن مملكة البحرين تحتاج إلى شبابها في مختلف المجالات والتخصصات. وقالت إنّ “من المنطقي أن يكون الاهتمام بالشباب وبقضاياهم يوازي أهميتهم في المجتمع، فبهم تنهض المجتمعات، وعلى أيديهم تتحقق الإنجازات، فهم صناع المستقبل والعمود الفقري للمجتمع”.

وتلفت إلى أن البرامج الانتخابية للشباب هي الأقرب والأكثر واقعية وتمس المواطن بنحو مباشر، مؤكدة أن المستقبل لا يُبنى إلا بمنح الشباب مساحة أكبر للعمل، بما في ذلك في ميدان التشريع والرقابة من خلال عضوية مجلس النواب وكذلك مجلس الشورى والمجالس البلدية بالإضافة الى تولي حقائب وزارية أسوة بغيرهم.

ويبدي حسين محمد حبيب البارباري مرشح الدائرة الأولى بالشمالية، الدراز وباربار وكرانة، إيمانه بالطاقات العالية للشباب وثقته أنهم سيسهمون في خلق موارد مالية جديدة تدعم ميزانية الدولة، ضاربا مثلا بالشابة البحرينية أمينة الحواج، الفائزة بالجائزة الماسية لأفضل مخترع في العالم للعام 2013، والحائزة على الميدالية الذهبية لأفضل مخترع من المعرض البريطاني للاختراعات وكأس موسكو لأفضل اختراع وأفضل مخترع في العالم لعام 2013، وعلى تكريم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، لابتكارها جهازا متقدما لتطوير حركة القدم في الأطراف لمعالجة وتأهيل الإصابات العضلية والرياضية.

وقلّل البارباري من أهمية المخاوف من عدم امتلاك الشباب الخبرة الكاملة في الشؤون البرلمانية، وقال إن الشاب البحريني قادر على العطاء ويوجد هناك عدد جيد من الشباب المرشحين المؤهلين  للعمل في مختلف اللجان في مجلس النواب كونهم اكتسبوا مهارات جيدة خلال الأربع سنوات الماضية، مشيرا إلى أن معهد التنمية السياسية يقوم بتدريب أعضاء مجلسي الشورى والنواب وأعضاء المجالس البلدية وأمانة العاصمة وتأهيلهم، وأكد أن شباب اليوم يؤمنون بالعمل الجماعي وأن هناك مستشارين متخصصين في مختلف الملفات واللجان وبالإمكان الاستفادة من خبراتهم.

أما المرشحة أميرة الحسن، وهي سيدة أعمال بحرينية وناشطة حقوقية وسياسية، فقالت إن أغلب منتسبي البرلمانات العربية كانوا فاقدين للخبرة واكتسبوا المهارات الاحترافية بالممارسة الفعلية ولا يمكن أن تنحصر قيادة البرلمانات في أفراد لديهم خبرة فقط لأننا بذلك نحكم بإفشال التجارب جيل المستقبل ممن تنفق عليهم دولهم لتأهيلهم للمشاركة في الحياة العامّة.

ومن جانبها، قالت سليمة العرادي المرشحة عن الدائرة السابعة في محافظة المحرق إن الشاب قادر على تحقيق المزيد من الإنجازات في ظل التطورات المجتمعية والرغبة في التغيير نحو الأفضل، فهو يمتلك رؤية مختلفة.

3