إقالة مدير التلفزيون الجزائري وملامح بتغيير المشهد الإعلامي

الجزائر - أقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، المدير العام للتلفزيون الرسمي أحمد بن سبان، وهو المدير الثالث الذي تتم إقالته في غضون ثلاث سنوات.
ونقلت الإذاعة الرسمية، عن وزارة الاتصال، بأنه تقرر إنهاء مهام مدير المؤسسة العمومية للتلفزيون أحمد بن سبان، على أن يتولى مساعد المدير العام، فتحي سعيدي، مهام المدير العام بالنيابة حتى إشعار آخر.
وسيتولى مساعد المدير العام، فتحي سعيدي، مهام المدير العام بالنيابة إلى إشعار آخر حسب ذات المصدر.
وجاء القرار مفاجئا نظرا إلى أن سبان قد اتخذ عددا من الخطوات التي لقيت ترحيبا في الوسط الإعلامي الجزائري، بتحويل القناة الثالثة إلى قناة إخبارية، وإطلاق قناة “الذاكرة” التي تعنى بالتاريخ، وقناة “المعرفة” التعليمية.
لكن سبان أشار في تصريحات صحافية مؤخرا، أنه “أكثر مدير عام في تاريخ التلفزيون تعرض لحملة تشويه بشكل غير مسبوق، ويعود ذلك لسببين، الأول يدخل ضمن منظومة ضرب استقرار مؤسسات دولة، والتي لم تستثن أي مؤسسة”.
وأضاف أن “السبب الثاني هو أن مغني الحي لا يطرب أي لأنني ابن التلفزيون ولست ذلك المدير العام الذي يسكن في الطابق الخامس، فأنا أعرف كل عمال المؤسسة، لكن الشيء الجميل الذي حدث ويدفعني إلى الأمام هو الالتفاف الذي حدث من العمال حول مؤسستهم”.
غير أن علاقة التلفزيون الرسمي بالسلطة السياسية شهدت ارتباكا منذ انطلاق الحراك الشعبي في فبراير عام 2019، وتم تغيير مديره العام أكثر من مرة، فقد تم إنهاء المدير العام للمؤسسة العمومية للتلفزيون سليم رباحي، في يناير 2020، الذي تم تعيينه نهاية مايو 2019 خلفا للمدير السابق لطفي شريط الذي أنهيت مهامه من قبل الرئيس السابق المؤقت عبد القادر بن صالح، في إطار تغييرات شملت عددا من مسؤولي المؤسسات الإعلامية الحكومية والمحسوبين على الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

عمار بلحيمر: الجزائر تسعى لاستثمار الفضاء الرقمي عن طريق إنتاج مضمون احترافي
وأبدى وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة عمار بلحيمر، قبل أيام عدم الرضا عن أداء الإعلام الجزائري ودوره في القضايا الدولية، وألمح لإعادة هيكلة في وسائل الإعلام.
وقال بلحيمر “بغياب أو تغييب الجزائر عن عمقها المغاربي والإفريقي في شتى المجالات ومنها الإعلامي “تعمل بجد على استعادة موقعها الطبيعي في هذين الفضاءين الاستراتيجيين”.
وأكد على نفس الأمر بالنسبة للفضاء الإلكتروني مشيرا إلى أن الجزائر تسعى لاستثمار هذا الفضاء عن طريق “إنتاج مضمون احترافي ومهني ذو بعد ومقاصد وطنية”، اعتمادا على جملة من الآليات كمركز البرامج التلفزيونية والإذاعية لاتحاد إذاعات الدول العربية والاتحاد الإفريقي للبث الإذاعي الذي قررت الجزائر إنشاءه بمنطقة بوشاوي.
كما تشمل هذه العملية مشروع إطلاق قناة دولية إلى جانب قيام مؤسسة التلفزيون الجزائري بفتح مكاتب لها عبر عواصم العالم، على أن تكون الانطلاقة من باريس نظرا لاعتبارات تاريخية وبحكم التواجد المعتبر والنوعي للجالية الجزائرية في فرنسا.
وكان التلفزيون الجزائري قد أثار انتقادات عديدة في فبراير الماضي، لنشره مقطع فيديو تضمن اعترافات لشخص قال إنه ينتمي إلى “مجموعة إرهابية” كانت تستهدف اختراق الحراك الشعبي، والتحريض على العصيان المدني، وصولاً إلى القيام بعمل مسلح لإسقاط النظام.
وزعم أن التنظيم الذي كان ينشط في صفوفه، حاول اختراق الحراك الشعبي من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، قائلاً إنّ هدفهم كان “نشر فكرنا المسلح والجهادي داخل المجتمع الجزائري عبر المدعو أمير ديزاد والعربي زيتوت ومراد دهينة، وكنا نركز عليهم لتحريض الشباب”.
وهؤلاء الثلاثة الذي ذكرهم “الإرهابي” ناشطون يقيمون في باريس ولندن وسويسرا، وينشرون باستمرار فيديوهات ناقدة ووثائق ومعلومات عن المسؤولين، وهو ما قابله الجزائريون بسخرية بالغة في مواقع التواصل الاجتماعي، لأن هذه الأساليب في تخويف الجزائريين هي نفسها التي كان يستخدمها النظام في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لمنعهم من التظاهر والخروج إلى الشارع للمطالبة بالحقوق السياسية والاجتماعية.