إغراءات بعبدا تعيد الجميل إلى الجنوب اللبناني

الثلاثاء 2014/12/16
قيادات من حزب الله وأمل في استقبال أمين الجميل في أول زيارة له للجنوب منذ 1983

بيروت - عاش الجنوب اللبناني، مؤخرا، على وقع زيارة وصفت بالتاريخية قام بها رئيس حزب الكتائب ورئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق أمين الجميل إلى الجنوب، وهي الزيارة الأولى له منذ عام 1983.

وقد واكبت قيادات حزب الله وحركة أمل الزيارة التي شملت القليعة وحاصبيا والخيام ومرجعيون، حيث أطلق الجميل من هناك سلسلة من المواقف، اعتبرها البعض مغازلة لحزب الله.

ومن بين هذه المواقف حديثه عن تهديدات الجماعات المتطرفة وضرورة التفاف جميع المكونات اللبنانية للتصدي لها.

وقال الجميل: “إن المآسي الناجمة عن الحركات الأصولية يجب أن تشجعنا على التماسك ووضع خلافاتنا جانبا حتى يستعيد لبنان دوره”.

وقد دعا الرئيس الأسبق للبنان خلال زيارته للجنوب “إلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية”. وتناول رئيس حزب الكتائب مسألة النزوح السوري إلى لبنان داعيا إلى “إقامة منطقة آمنة حدودية داخل الأراضي السورية تبنى عليها وحدات سكنية لائقة بإشراف الأمم المتحدة”. زيارة الجميل “التاريخية” للجنوب، وتصريحاته المنسجمة مع أطروحات حزب الله أثارت لغطا كبيرا في الشارع اللبناني.

واعتبر العديد أن هذه الزيارة لا يمكن فصلها عن التطورات السياسية والأمنية التي يشهدها لبنان والتي تدفع بحزب الله إلى اعتماد مرشح للرئاسة غير رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون بعد أن بدا واضحا أن إمكانية وصول الأخير إلى سدة الرئاسة شبه مستحيلة.

وبالتالي بات الحزب مضطرا إلى دعم شخصية “زئبقية” منسوبة إلى الطرف الآخر، وهو ما التقطه الجميل وبدأ في التحرك على أساسه.

هذا التحرك بدأ بزيارته للجنوب والتي أهدت، وفق المتابعين، حزب الله سلسلة من التغطيات التي هو في أمس الحاجة إليها والتي لم يعد الجنرال عون قادرا على تأمينها في ظل تراجع حاد في شعبيته إثر الصعود الكبير في شعبية رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان الذي يتجه لتأليف حزب مسيحي من شأنه أن يجعل حصة عون من التمثيل المسيحي تتآكل، إضافة إلى التنافس التاريخي بينه وبين سمير جعجع.

الجميل بانتمائه إلى فريق 14من آذار كان واحدا من ممثلي المسيحيين، ولم يكن القطب الأوحد بل ربما كان الحلقة الأضعف، وفق المراقبين، وكان يحاول دوما اللعب على أوتار التناقضات في المشهد السياسي في لبنان كي ينال حصة نيابية ووزارية أكبر بكثير من حجم تمثيله الفعلي. ويعتبر رئيس الكتائب أن الظروف الحالية والمأزق الذي يعاني منه حزب الله يسمحان له بطرح نفسه كرئيس توافقي يمكن لحزب الله أن يتبناه.

4