إعلان نواكشوط يطلق نداء لمحاسبة الضالعين في جرائم قتل الصحافيين

دعا إعلان نواكشوط للدفاع عن الصحافيين ضحايا الحروب، وخاصة الفلسطينيين، وطالب بمحاسبة كل الضالعين في الجريمة من مباشري القتل إلى آمريهم في كل المستويات وصولا إلى من يوفرون لهم الغطاء ويضمنون لهم الإفلات من العقاب.
وتعهد الموقعون على الإعلان بالعمل على فضح هذه الجرائم وملاحقة مقترفيها عبر كل الوسائل والوسائط الإعلامية وبكل لغات العالم، ودعوا الأمم المتحدة وكل الجهات الدولية ذات الصلة إلى اتخاذ التدابير الضرورية لوقف دائم لإطلاق النار، والعمل على إنشاء صندوق لدعم الصحافيين الفلسطينيين، وتوفير الحماية اللازمة والدائمة لهم ليتمكنوا من ممارسة مهنتهم النبيلة.
واحتضنت نواكشوط السبت والأحد الماضيين اجتماعا موسعا لاتحاد الصحافيين الأفارقة والاتحاد الدولي للصحافيين، تحت إشراف الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وبحضور وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان الناطق باسم الحكومة الحسين ولد مدو، الذي أكد أن حكومة بلاده تولي عناية قصوى للصحافة، وعيا منها بالدور الذي تلعبه في كشف الحقائق دون مزايدة.
وشدد ولد مدو خلال إشرافه على اختتام أعمال الاجتماع أن اهتمام القطاع بالسلطة الرابعة نابع من العناية الخاصة التي تحظى بها في برنامج وتوجهات الرئيس ولد الشيخ الغزواني، لكونه على “اطلاع تام بالدور الذي يلعبه الإعلام في تكريس الديمقراطية” عبر إيصال المعلومة الصحيحة إلى المواطن و”الوقوف أمام التغرير به وتضليله” خاصة في الوقت الراهن الذي لم تعد وسائل الإعلام المهنية وحدها من يمتلك نشر المعلومة.
واتجهت موريتانيا إلى العمل على إصلاح قطاع الصحافة ومراجعة المنظومة التشريعية والتنظيمية للقطاع من خلال إصدار قانون الخدمة الإلكترونية، وقانون الصحافي المهني، وقانون إعادة هيكلة صندوق دعم المؤسسات الخاصة وزيادة موارده، وهو ما تسعى حكومة المختار ولد أجاي لتنفيذه ومتابعته.
وتابع الوزير أن تطوير وسائل الإعلام يلعب دورًا فعالا في تعزيز الديمقراطية بشكل عام وهو ما أدركه القطاع وعمل جاهدا على إصدار المنظومة القانونية التي تمكّن من دعم وسائل الإعلام الخاصة وتحديد هوية الصحافي لتمكين الإعلام من لعب دوره بكل مهنية واحتراف، مشيرا إلى أن هذا المجهود قد انعكس في التقارير الدولية، حيث تبوأت موريتانيا المرتبة الأولى عربيا وأفريقيا والثالثة والثلاثين دوليا. وهو مجهود على الصحافة أن تعتز به وكذلك القطاع الوصي.
وتم تشكيل لجنة لإصلاح الصحافة قبل ثلاث سنوات، جرى اختيارها من أوساط وأجيال مختلفة من الصحافيين عمدت إلى تشخيص دقيق لواقع الصحافة الموريتانية وأصدرت تقريرها العام الذي تبنته الحكومة وبدأت تطبيق مخرجاته حيث ترتّب عليه إدخال المزيد من الإصلاحات والعوامل الاقتصادية والاجتماعية توسيعا للحريات وتعزيزا للكفاءة الصحافية، وتمت أيضا مراجعة الأطر القانونية الناظمة للمشهد الإعلامي بما في ذلك القانون المنشئ للسلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية.
وفي البيان الختامي للاجتماع، أكدت الروابط الأفريقية والعربية والاتحاد الدولي للصحافيين على حماية الصحافيين مما يتعرضون له من قتل خاصة ما يحدث في فلسطين التي ارتقى فيها عشرات الشهداء من الصحافيين (أكثر من 160 صحافيا) في الميدان يقومون بمهنتهم في نقل الأخبار للعالم، واستنكرت ما يقوم به الجيش الإسرائيلي من اغتيال للصحافيين وهم يرتدون خوذاتهم ويحترمون ضوابط العمل في مناطق الحروب، معلنة أنه أمام حرب الإبادة التي يتعرض لها الصحافيون في قطاع غزة تم إصدار إعلان من العاصمة الموريتانية نواكشوط تم الاتفاق على تسميته إعلان نواكشوط لحماية الصحافيين الفلسطينيين، عبّرت فيه الروابط الأفريقية والعربية والاتحاد الدولي للصحافيين عن غضبها الشديد واستنكارهم القوي لاستمرار الاحتلال في هذه الجرائم وعجز العالم دولا ومنظومات عن لجمه عن ذلك.
وطالب الإعلان بمحاسبة كل الضالعين من مباشري القتل لآمريهم في كل المستويات وصولا إلى من يوفرون لهم الغطاء ويضمنون لهم الإفلات من العقاب، كما تعهد الموقعون عليه بالعمل على فضح هذه الجرائم وملاحقة مقترفيها عبر كل الوسائل والوسائط الإعلامية وبكل لغات العالم.
ودعوا الأمم المتحدة وكل الجهات الدولية ذات الصلة إلى اتخاذ التدابير الضرورية لوقف دائم لإطلاق النار، والعمل على إنشاء صندوق لدعم الصحافيين الفلسطينيين، وتوفير الحماية اللازمة والدائمة لهم ليتمكنوا من ممارسة مهنتهم النبيلة.
وفي الأثناء، أعرب رئيس رابطة الصحافيين الموريتانيين موسى ولد بهلي عن سعادته باحتضان بلاده لهذا الملتقى الدولي، واعتبر أن نضال الصحافيين وجهودهم هي التي جعلت موريتانيا تتصدر المشهد الأفريقي والعربي في مجال حرية الصحافة، مشيرا إلى أن الرابطة التقطت إشارات إيجابية من الحكومة الموريتانية للتعاطي مع ملف الصحافة.
ومن جانبه، أبرز الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين آنتوني بلانجير أن موريتانيا تحتاج إلى صحافيين قادرين على العمل باستقلالية تامة حتى يتمكّنوا من القيام بمهمتهم. وقال إنه من خلال هذا الملتقى سيتمكنون من المضي قدما في دفع هذه القضايا إلى الأمام، في ما أوضح رئيس الفيدرالية الأفريقية للصحافيين عثمان عمر فاروق إنهم يعملون على ضمان تحسين ظروف العمل في المجال الصحفي، مشيدا بالدور الذي تلعبه موريتانيا في حماية الصحافيين والرفع من مستوياتهم ومنحهم الحرية التامة في التعبير عن آرائهم.