إعلان إسطنبول يشيد بجهود العاهل المغربي في حماية القدس

أشادت الدورة الحادية والخمسون لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، بإسطنبول، في قرارها المتعلق بـ"عاصمة دولة فلسطين، القدس الشريف" بالجهود المتواصلة للعاهل المغربي الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لحماية المقدسات الإسلامية في القدس الشريف.
الرباط - يواصل المغرب تأكيد مواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، حيث أشاد أعضاء مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، في دورتها الـ51 التي التأمت يومي الحادي والعشرين والثاني والعشرين من يونيو في إسطنبول، في قرارها المتعلق بـ”عاصمة دولة فلسطين، القدس الشريف” بالجهود المتواصلة التي ما فتئ يبذلها العاهل المغربي الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لحماية المقدسات الإسلامية في القدس الشريف، مثمنين الدور الملموس الذي تضطلع به وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذية للجنة القدس، من خلال إنجاز عدة مشاريع تنموية لفائدة سكان المدينة ودعم صمودهم.
ونوه “إعلان إسطنبول” في ختام أشغال الدورة الحادية والخمسين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي تحت شعار “منظمة التعاون الإسلامي في عالم متغير”، بالجهود التي تبذلها لجنة القدس، برئاسة الملك محمد السادس، وذراعها التنفيذية وكالة بيت القدس الشريف من أجل صون هوية المدينة المقدسة باعتبارها رمزا للتسامح والتعايش بين الديانات السماوية الثلاث، والحفاظ على وضعها القانوني.
وأكد خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية، أن “هذا التنويه يأتي نتيجة لما راكمته المملكة المغربية من مواقف سياسية ودبلوماسية واضحة، تشكل مرجعا في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”، مشيرا إلى أن “الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، لم يفوت أي مناسبة وطنية أو دولية دون التأكيد على تمسك المملكة بثوابت القضية، خاصة في ما يتعلق بالقدس، وحق العودة، وترسيم الحدود ضمن إطار حل الدولتين، كما يتميز بمقاربة شاملة لدعم القضية الفلسطينية تجمع بين الرسمي والشعبي، وهي مقاربة تعزز من مصداقية المملكة على الساحة الدولية.”
وشدد في تصريح لـ”العرب” على “الدور المحوري للمملكة في حماية الهوية الدينية والثقافية لمدينة القدس، من خلال لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، والتي يترأسها الملك محمد السادس”، مبرزا أن “القضية الفلسطينية تحضر بقوة في اللقاءات الثنائية التي يعقدها المغرب مع رؤساء الدول والحكومات، حيث يُثبت موقفه المبدئي تجاه القضية، ما يعكس الانسجام بين الخطاب السياسي والممارسة الدبلوماسية، إضافة إلى عمل المغرب على إيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة، في إطار مساهماته المستمرة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع.”
وأشاد حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، بدور الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس الشريف، لما يوليه من عناية ودعم متواصل للمدينة المقدسة وسكانها. كما ثمّن الجهود التي تبذلها لجنة القدس في تجسيد روح التضامن الإسلامي المشترك، وحماية الهوية العربية للقدس، وتعزيز صمود المقدسيين وصون كرامتهم.
وثمن الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي، الذي اختتم أشغاله الأحد بإسطنبول، مبادرة الملك محمد السادس، الهادفة إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، مؤكدا الأهمية الإستراتيجية لهذه المبادرة التي تندرج في إطار التضامن الفاعل للمملكة المغربية مع البلدان الأفريقية عموما ومنطقة الساحل على وجه الخصوص.
الاجتماع في إسطنبول أشاد بدور الملك محمد السادس كرائد في قضايا الهجرة على الصعيد الأفريقي
كما نوه اجتماع وزراء خارجية العالم الإسلامي بمبادرة “الدول الأفريقية الأطلسية” التي أطلقها العاهل المغربي كمسار لشراكة أفريقية هدفها تعزيز روابط التعاون والاندماج بين الدول الأفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، بغية توطيد السلام والاستقرار والازدهار المشترك في المنطقة.
وسبق لعبدالرحيم مزيان، سفير المغرب بفلسطين، أن أكد “المكانة التي تحتلها المملكة بالقارة الأفريقية من خلال ما يتمتع به الملك محمد السادس من حظوة لدى القيادات الأفريقية، مع مكانته الدينية كأمير للمؤمنين لدى الشعوب الأفريقية، ما يتمثل في الدور الإستراتيجي الذي يقوده المغرب في دعم القضية الفلسطينية بمنظمة الاتحاد الأفريقي ومختلف منتديات التعاون مع المنظمات والتجمعات الدولية والدول المؤثرة، وخاصة منتدى التعاون العربي – الأفريقي.”
ولفت محمد بودن، الأكاديمي المتخصص في الشؤون الدولية المعاصرة، في تصريح لـ”العرب”، إلى أن “التنويه بهذه المبادرة يعكس قراءة متبصرة للجغرافيا السياسية الأطلسية لأفريقيا مع توسيع نموذج التعاون الأطلسي بإقامة مشاريع لخلق تحول جوهري في الفضاء الأطلسي برمته.”
وأوضح أن “إلى جانب دول منظمة التعاون الإسلامي، هناك أطراف دولية من خارج القارة الأفريقية ستعمل على مراقبة آفاق المبادرة الأطلسية وكيفية مساهمتها في التصور العام لإقلاع المنطقة في إطار نموذج للتعاون الدولي.”
وأثمرت المبادرة الملكية شراكة أفريقية غير مسبوقة، تجسد جوهر المسؤولية المشتركة، كما أنها أرست أسس نموذج جديد للتعاون، يتسم في الآن ذاته بالمقاربة العملية والطموح في تحقيق غاياته، المتمثلة في التنمية المستدامة، والأمن البحري، وحماية البيئة، ومكافحة التهديدات العابرة للحدود الوطنية.
وأشاد الاجتماع في إسطنبول أيضا بدور الملك محمد السادس كرائد في قضايا الهجرة على الصعيد الأفريقي، ومواصلة المغرب لدوره كبلد في تنفيذ الميثاق العالمي للهجرة، وبجهود المملكة في مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال المبادرات التي قامت بها على المستوى الإقليمي والدولي، والتي كللت بافتتاح مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في أفريقيا.