"إعلاميون من أجل الأخوة الإنسانية".. تسويق لخطاب التسامح

نظم مجلس حكماء المسلمين التجمع الإعلامي العربي الأول "إعلاميون من أجل الأخوة الإنسانية" في أبوظبي، إحياء للذكرى الأولى لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية. ويؤكد التجمع على دور الصحافيين في تسويق خطاب التسامح وإغفال خطاب الكراهية والتفرقة.
أبوظبي - طالب سلطان فيصل الرميثي الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين الصحافيين في العالم باحترام المعايير المهنية المعروفة، لكن دون إنكار إنسانيتهم، حتى لا يتحوّلوا إلى مجرد آلات تنسخ بلا مشاعر.
وقال الرميثي الذي كان يتحدث في الجلسة الافتتاحية لفعاليات التجمع الإعلامي العربي “إعلام من أجل الإنسانية” الذي بدأ أعماله، الاثنين، بالعاصمة الإماراتية أبوظبي بمناسبة الذكرى الأولى لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين شيخ الأزهر أحمد الطيب والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية “نريد أن تكون الإنسانية الصادقة في دواخلهم مهمة أكثر من قواعد الكتابة، أو صناعة العناوين.. نريد أنْ يكون خير الإنسان بالنسبة إليهم أثمن من سَبْق صحافي أو انفراد بمقابلة!”.
وانطلقت، الاثنين، فعاليات “التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية” الذي تستضيفه العاصمة الإماراتية أبوظبي تحت رعاية مجلس حكماء المسلمين، يومي 3 و4 فبراير الجاري بمشاركة الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير التسامح الإماراتي وسلطان الرميثي الأمين العام للمجلس والمستشار محمد عبدالسلام أمين عام لجنة الأخوة الإنسانية ووزير إعلام الفاتيكان باولو روفيني وقيس العزاوي أمين عام مساعد جامعة الدول العربية و200 من قيادات الإعلام العربي.
ويهدف التجمع الإعلامي إلى ترسيخ مفهوم الأخوة الإنسانية ليكون واقعا ممارسا وملموسا في الحضارة الإنسانية، إلى جانب الاتفاق على إيجاد ميثاق موحد. وتضمن المؤتمر عددا من ورش العمل التي شاركت فيها قيادات إعلامية عربية بارزة، لبحث القضايا الإعلامية المعاصرة مثل انتشار خطاب الكراهية في مواقع التواصل الاجتماعي وكيفية مواجهتها، ومناقشة كيفية الوصول إلى لغة عربية موحدة خالية من التمييز والعنصرية والكراهية.
وألقى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح الإماراتي الكلمة الرئيسية للتجمع قال فيها إن “التجمع الإعلامي العربي يسعى إلى التأكيد على الدور المحوري للإعلام العربي في توعية الإنسان، وفي تشكيل السلوك العام للأفراد والمؤسسات، بما يسهم في تحقيق أهداف وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية”.
ودعا وزير التسامح الإعلاميين إلى أن يكون نشر مبادئ التسامح والأخوة الإنسانية جزءا مهما في عمل وسائل الإعلام، معربا عن تقديره لدور الإعلام المهم في التعريف بوثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية.
من جانبه، قال أمين عام مجلس حكماء المسلمين “إنه بالرغم من أن مهنة الصحافة والإعلام غالبا ما تحكمها قواعد مثل اكتُب ولا تَكتب، وافعل ولا تفعل، وكن حياديا أو مستقلا، إلا أنَّ الأمر ليس بهذه السهولة، بالنظر إلى أن الصحافي هو إنسان له مشاعر، وفي الوقت الذي ينبغي فيه أن تظل الصحافة مستقلة وموضوعية، فعلينا أيضا أن نحذر من أن تتحول تلك القيم إلى وهم ومبرر لانعدام الإنسانية.
وتابع قائلا “الإعلام يلعب دورا رئيسا في الترويج لخطاب أخوي قائم على التسامُح والعيش المشترك، واحترام الآخر وتنوّعه الثقافي والحضاري، وشهدنا نماذج إعلامية، تنشر خطابا لا إنسانيا يُشْعِلُ نار الفرقة ويُؤجّج الكراهيّة، نحن هنا اليوم لنختار إلى أي جانب نقف!”.
من جانبه، عبر وزير إعلام الفاتيكان باولو روفيني، عن امتنانه لمجلس حكماء المسلمين لتنظيمه هذه الاتفاقية حول رؤية مشتركة للإخاء الإنساني في عالم الإعلام. وتابع “نعرف جميعا مدى أهميّة وسائل الإعلام في بناء الأخوة العالمية، وكيف يمكنها أيضا أن تكون الدرب للاستمرار في تغذية سوء التفاهم والاستياء والعداوة، هذه الأمور التي وللأسف قد عقّدت حاضرنا وهدّدت مستقبلنا”.
وقال وزير إعلام الفاتيكان إن “وثيقة الأخوة الإنسانية التي تمّ توقيعها لسنة خلت هي التي تطلب منا تحمُّل هذه المسؤولية المشتركة، تطلب منا أن نعمل معا، كأشخاص ذوي إرادة صالحة، لكي يحمل العصر الرقمي، عصر وسائل الإعلام، وعصر التواصل، ثقافة الاحترام المتبادل، فالوثيقة جسر، ونحن مدعوون جميعا لعبور هذا الجسر”.
من جانبها أعربت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة السابقة لمنظمة اليونسكو، عن الاحترام والتقدير للجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال التسامح والاحترام المتبادل ونشر رسالة سامية حول العالم.
وقالت ”إن ما يشهده العالم في الوقت الحالي من أحداث مؤسفة يعتبر بمثابة إنذار، إذ يقلقني خطاب الكراهية والصراعات الدائرة وافتقاد روح المحبة والتعاون بين الناس (…)، في النهاية كلنا بشر ننتمي إلى ديانات ومعتقدات وإثنيات مختلفة ولكننا عائلة واحدة نعيش على نفس الكوكب وأعتقد أن هذه رسالة في منتهى الأهمية”.
من جانبه، قال الإعلامي يوسف الهوتي “نحن السبب في الكثير من المشاكل التي حدثت في العالم بسبب طريقة التناول الإعلامي”. وأضاف “أصبحنا نتأثر بقتل الحيوان، ولا نتأثر بموت إنسان، فنجد القنوات الفضائية لا تهتم بقتلى في فلسطين والعراق وغيرهما، ويجب أن تكون (الوثيقة) جزءا من المناهج في المدارس في الدول العربية والإسلامية، وهذه الوثيقة هامة جدا ولا بد أن تنتشر في كل ربوع العالم مع العمل على تطبيقها”.
وأشار الإعلامي عمرو الليثي إلى أن الإعلامي هو الأداة التي يمكن أن تنفذ المراد، “نحن مقصرون ولا نعبر عن مشاكل الفقراء والمهمشين بالشكل الكافي، هناك إشكالية ضمير إعلامي”.
ومن جانبها، أوضحت الإعلامية كارولين فرج “نحن كإعلاميين نعلم أن دساتير بلادنا أعطتنا نفس الحق، مسلم ومسيحي، ولكن البعض يتساءل باستخفاف إن كنا جميعا نحصل على نفس الحقوق”.
وقال الإعلامي طوني خليفة “الإعلام المرئي والمكتوب إلى زوال وما سيتبقى إعلام السوشيال ميديا، فالدولة هي التي فرضت نظاما للتعايش”. وأضاف “الإعلامي يتصرف وفق سياسة الجهة التي يعمل لصالحها، لا نمتلك حرية القرار”.
من جانبه ذكر الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، قيس العزاوي، أن نجاح هذه الجهود والمبادرات رهين بمواكبة إعلامية جيدة ومهنية وقادرة على مد الجسور بين صناع القرار.