إصابة ماكرون بكورونا تترك اللبنانيين في التسلل

باريس – أعلن قصر الإليزيه الخميس إصابة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بفايروس كورونا، وأنه تم تأجيل زياراته الخارجية بما في ذلك إلى لبنان.
وكان من المفترض أن يزور ماكرون بيروت في 22 ديسمبر الجاري، في خطوة تهدف إلى الضغط على القادة السياسيين اللبنانيين لتسريع تشكيل حكومة تأخرت كثيرا، في ظل وضع اقتصادي ومالي ينساق نحو الانهيار ولم يعد يحتمل المزيد من الانتظار والمماطلة.
وتقول دوائر سياسية إن الكثير من اللبنانيين كانوا يراهنون على أن تحدث زيارة الرئيس الفرنسي اختراقا في الملف الحكومي الذي دخل “نفقا مسدودا” ولا يعرف كيف السبيل للخروج منه.
وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قال الثلاثاء، إن الطريق إلى تشكيل حكومة لبنانية جديدة مسدود بالكامل، معربا عن أمله في أن يتمكن الرئيس الفرنسي من تقديم المساعدة في زيارته المرتقبة.
وصرح بري وهو حليف لحزب الله “أمّا لماذا هذا الانسداد؟ فبالتأكيد فإنّ الجواب هو لدى رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، وإن شاء الله يتمكن الرئيس ماكرون من أن يفعل شيئا في زيارته المقبلة، وما علينا سوى أن ننتظر”.
وشهد لبنان في الأيام الأخيرة سجالات بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئاسة الجمهورية بقيادة ميشال عون، على خلفية التشكيلة الحكومية التي طرحها الحريري على عون.
واعتبرت رئاسة الجمهورية التي يتهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل باختطاف قراراتها، أن الحريري اتبع نهجا انفراديا في تشكيل الحكومة دون العودة إليها.
ونفى رئيس الوزراء المكلف تلك الاتهامات وأكد أنه حرص على اختيار 4 شخصيات من القائمة التي تقدمت بها الرئاسة، داعيا الرئيس عون إلى الابتعاد عن الضغوط السياسية من طرف فريق يسعى للحصول على الثلث الوزاري المعطل والموافقة على التشكيلة، في إشارة إلى التيار الحر.
ويقول مراقبون إن الأمل كان كبيرا في أن تؤدي زيارة ماكرون لهذا البلد إلى حلحلة الخلافات بين عون والحريري، ولكن هذا الأمل تبخّر الآن.
ومنذ استقالة حكومة حسان دياب عقب انفجار مرفأ بيروت قاد ماكرون جهودا لحمل الزعماء اللبنانيين على الاتفاق على حكومة يمكنها تنفيذ إصلاحات تسمح بعودة المساعدات الدولية، وكان في كل مرة يتلقى وعودا من هؤلاء بالاستجابة إلى تلك الجهود إلا أنه وما إن يدير ظهره حتى يعود الوضع إلى ما كان.