إشبيلية يتسلح بالتاريخ لتخطي إنتر في نهائي يوروبا ليغ

يسدل الستار اليوم الجمعة على فعاليات الموسم المثير لمسابقة الدوري الأوروبي بمواجهة نارية متوازنة بين إنتر ميلان الإيطالي وإشبيلية الإسباني في اللقاء الختامي للبطولة. وتقام المباراة دون جماهير على ملعب “راين إنرجي” في كولونيا في ظل إقامة جميع مباريات الأدوار النهائية للبطولة هذا الموسم بألمانيا بسبب أزمة تفشي الإصابات بفايروس كورونا.
كولن (ألمانيا) – يجمع نهائي الدوري الأوروبي لكرة القدم “يوروبا ليغ” الجمعة في مدينة كولن الألمانية بين فريقين من عمالقة المسابقة، عندما يلتقي إشبيلية الإسباني حامل الرقم القياسي بخمسة ألقاب مع إنتر الإيطالي المتوّج ثلاث مرات.
وسيقام اللقاء الأول بين الفريقين في تاريخهما ضمن مسابقة رسمية خلف أبواب موصدة، بسبب البروتوكول المتبع من الاتحاد الأوروبي للعبة تفاديا لتفشي فايروس كورونا.
ويمرّ إشبيلية بفترة رائعة حيث لم يخسر في آخر 20 مباراة في مختلف المسابقات، وحقق 8 انتصارات في مبارياته التسع الأخيرة، ليصل إلى ذروة مستوياته في الوقت المناسب والحاسم من الموسم.
وأرهق روما الإيطالي بهدفين في ثمن النهائي وأظهر صبرا وصلابة بتخطيه الإنجليزيين وولفرهامبتون (1-0) ومانشستر يونايتد (2-1) في ربع ونصف النهائي تواليا.
ولا شك أن خبرة إشبيلية في المسابقة تمنحه أفضلية على إنتر، إذ خرج فائزا في المباريات النهائية الخمس التي خاضها في 2006 و2007 وبين 2014 و2016. وفي المقابل، توّج إنتر بلقب المسابقة تحت المسمى القديم كأس الاتحاد الأوروبي في 1991 و1994 و1998 وحلّ وصيفا في 1997.
ويعوّل المدرب الفذ أنطونيو كونتي على دفاع صلب لم يتلق سوى هدف وحيد في آخر سبع مباريات، وقوّة هجومية ضاربة مع البلجيكي روميلو لوكاكو والأرجنتيني لاوتارو مارتينيز.
وحقق لوكاكو رقما قياسيا بتسجيله في 10 مباريات متتالية في يوروبا ليغ، فيما وجد مارتينيز، المرشح السابق للانتقال إلى برشلونة الإسباني، فورمته المعهودة في نصف النهائي ضد شاختار دونيتسك الأوكراني (5-0).
وشق إنتر طريقه بعد العودة من توقف قسري بسبب تفشي فايروس كورونا، بفوزه على خيتافي الإسباني 2-0 في ثمن النهائي ثم باير ليفركوزن الألماني 2-1 في ربع النهائي. لكن الفريق اللومباردي لم يحرز أي لقب محلي أو أوروبي منذ موسم 2010-2011 عندما أحرز كأس إيطاليا.
ثبات كونتي
يعتمد مدرب إشبيلية خولن لوبيتيغي على خطة 4-3-3 تتبدل إلى 4-5-1 عندما يخسر حيازة الكرة، ويمارس لاعبوه ضغطا عاليا مطاردين الخصوم المدافعين.
وبرز في صفوفه في المباراة الأخيرة ضد مانشستر يونايتد الحارس الدولي المغربي ياسين بونو المدافع عن مرماه ببسالة، كما يعوّل على الظهيرين خيسوس نافاس وسيرجيو ريغيليون ولاعب الوسط الأرجنتيني إيفر بانيغا.
وقال لوبيتيغي “إنتر جاهز للمنافسة في دوري الأبطال، نظرا لنوعية لاعبيه ومدربه الخبير. لذا يتعين أن نكون في أفضل مستوياتنا على كل الأصعدة لنستطيع مجاراتهم. هذا تحدّ رهيب”.
وفي المقابل، لا يعمد كونتي (51 عاما) إلى تغيير تشكيلة إنتر التي تحقق الانتصار تلو الآخر، فدفع بنفس اللاعبين في المباريات الثلاث الأخيرة معتمدا خطة 3-5-2. وقال المدرب القادم إلى الفريق في مايو 2019 والذي انتقد إدارته بشراسة لعدم دعمها اللاعبين في نهاية الموسم “ستكون مباراة صعبة. نواجه الفريق الأكثر خبرة والأكثر تتويجا في العقد الأخير من المسابقة. يجب أن نكون حذرين لكن أيضا نطبق خطتنا بحماس وشجاعة، كما فعلنا حتى الآن”.
وتابع كونتي الباحث عن منح إنتر لقبه القاري الأول منذ دوري أبطال أوروبا 2010 مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو “هذه مباراة نهائية والفرق الأفضل فقط تبلغ النهائي. لذا يجب أن نظهر على أرض الملعب إننا الأفضل إذا كنا نريد اللقب”.
رد الاعتبار
لن تكون مباراة الجمعة مواجهة وحسب بين فريق يبحث عن إعادة بلاده إلى منصة التتويج القاري للمرة الأولى منذ 2010 وآخر يريد تكريس نفسه “ملك” المسابقة، بل ترتدي أهمية خاصة لمدربي الفريقين من أجل رد اعتبارهما.
وتشكل مباراة اليوم في ألمانيا، حيث استكملت المسابقة منذ الدور ربع النهائي بنظام خروج المغلوب من مباراة واحدة بسبب تداعيات فايروس كورونا، فرصة لابن الـ51 عاما من أجل رد الاعتبار ومنح إنتر شرف أن يكون أول فريق إيطالي يحرز لقبا قاريا منذ 2010 حين توج “نيراتسوري” بالذات بلقب دوري الأبطال. ورأى كونتي أن هناك ضرورة للتعاضد في الأيام الجيدة والسيئة على السواء “لكني أعتذر، الوضع في إنتر لم يكن كذلك”.
وإذا كان كونتي يبحث عن لقبه القاري الأول بعد أن عرف طعم المجد المحلي إن كان مع يوفنتوس أو تشيلسي، فإن منافسه في مباراة الجمعة لوبيتيغي لم يفز حتى الآن بأي لقب على الإطلاق رغم مروره بالعملاق البرتغالي بورتو (2014-2016)، المنتخب الإسباني (2016-2018) وعملاق العاصمة الإسبانية ريال مدريد (2018).
لكن تجارب كونتي التدريبية السابقة لا تدعو إلى التفاؤل، إذ مني بورتو تحت إشرافه بأسوأ هزيمة له على الصعيد القاري بخسارته في ربع نهائي دوري الأبطال 1-6 أمام بايرن ميونخ الألماني، وذلك في موسمه الأول مع الفريق الذي وجد نفسه أمام ضرورة التخلي عنه في منتصف الموسم التالي بعد الخروج من كأس الرابطة ودور المجموعات لدوري الأبطال والتراجع إلى المركز الثالث في الدوري خلال الأيام الأولى من عام 2016.