"إسرائيل تمنع تطوير مدينة الصدر".. قيادية في التيار الصدري تثير السخرية

نشطاء عراقيون يعربون عن استغرابهم من نظريات المؤامرة التي يمعن قياديو التيار الصدري في نشرها وترويج لوجود مؤامرة إسرائيلية تستهدف مدينة الصدر.
الأربعاء 2021/06/30
منوال التنمية في مدينة الصدر

تصريحات القيادية في التيار الصدري مها الدوري التي أشارت فيها إلى أن سبب تردي مدينة الصدر هو إسرائيل تثير جدلا وسخرية حول الإمعان في الضحك على ذقون العراقيين تحت شعار "المؤامرات الكونية".

بغداد- أثارت القيادية في التيار الصدري مها الدوري سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، بعد أن ادعت أن إسرائيل تمنع نهوض مدينة الصدر الواقعة شرق العاصمة العراقية بغداد.

وقالت السياسية العراقية في مناظرة تلفزيونية جمعتها بالكاتب الشيعي غالب الشابندر أحد منظري حزب الدعوة الإسلامية في العراق بشأن واقع مدينة الصدر، التي تمثل القاعدة الشعبية للتيار الصدري في البلاد، إن ”نجاح إعمار مدينة الصدر يمثل نجاحا للعراق، ولن تسمح به إسرائيل، خاصة أن هناك نصوصا توراتية في العهد القديم تتحدث عن ضرورة عدم السماح للعراق بالنهوض“.

وأوضحت البرلمانية السابقة أنه ”سيُعاد إعمار مدينة الصدر في حالة واحدة، وهي أن يتسلم رئاسة الحكومة المقبلة أحد أعضاء التيار الصدري، أو المقربين منه”. وتسببت تصريحات النائبة بموجة سخرية كون التيار السياسي الذي تنتمي إليه النائبة مشاركا بالعملية السياسية منذ الإطاحة بنظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.

وأعرب نشطاء عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن ”استغرابهم واستهجانهم لإلقاء اللوم بشأن الخراب الحاصل في مدينة الصدر، على إسرائيل، وترويجها لوجود مؤامرة تستهدف المدينة“. وسخر الباحث في معهد واشنطن، منقذ داغر من ”موضة إسرائيل الرائجة”:

وتعد مدينة الصدر معقلا لأتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وبحسب بيانات غير رسمية، فإن عدد سكانها يبلغ 4 ملايين شخص، وهي تعاني من انهيار أغلب البنى التحتية واكتظاظ سكاني ونقص حاد في الطاقة الكهربائية وتهالك الشوارع والطرقات وضيق أبنيتها ومنازلها.

وتعد المنطقة من أبرز المناطق الشعبية، وتكون على الدوام مقصدا للسياسيين الراغبين بالترشح إلى الانتخابات، وتشهد أحيانا نزاعات عشائرية ويمارس البعض فيها تجارة المخدرات والسلاح والتهريب. وتهكم المدون علي فاضل:

AliFadhil_iq@

إسرائيل لا تسمح بتعمير مدينة الثورة بس تسمحلكم تاخذون رئاسة الوزراء! أي مو يخافون من تطوير مفاعل سوق العورة ومن قاعدة سعدون عشرة بألف. الغريب أن إسرائيل تآمرت على مجاري المدينة ولم تتآمر على بناء المولات التابعة لمقتدى، أتحدى إسرائيل أن تفعل بنا مثلما فعلنا بأنفسنا! #نظرية_الچيحة.

وانتقد الكاتب والباحث شاهو القره داغي نظريات المؤامرة التي يمعن قياديو التيار الصدري في نشرها، مؤكدا أن هناك منصات إعلامية وملايين تصرف لترسيخ هذه الأفكار، وقال:

ويعود تاريخ تأسيس مدينة الصدر إلى عهد رئيس الوزراء عبدالكريم قاسم، الذي أنشأها في ستينات القرن الماضي، لتوطين سكان من ريف جنوب العراق في بغداد، ومعظم سكانها ترجع أصولهم إلى مدينة العمارة ومدن محافظة ميسان الأخرى في أهوار جنوب العراق.

وفي عام 1980 زارها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وقال جملة مشهورة “لقد فاق صبرك صبر القيادة يا أهالي مدينة الثورة”. ومنذ ذلك الوقت سميت مدينة صدام وقدمت لها خدمات كبيرة.

وبعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، تم تغيير اسم المنطقة إلى مدينة الصدر، وتم تسجيل الاسم الجديد في أمانة العاصمة ودوائر الدولة، وتقسم المدينة إلى 80 قطاعا، مساحة القطاع الواحد نحو 25 ألف متر، وهي متساوية، وتصميمها مختلف في بعض الأجزاء ولم تقدم لها أي خدمات منذ ذلك الحين.

وكثيرا ما يتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورا مفزعة من المدينة تظهر حجم تهالك بناها التحتية. وقال الصحافي العراقي سفيان السامرائي:

في المقابل سخر مغردون من “ضآلة” فكر مها الدوري، مؤكدين أنهم انتظروا المناظرة أملا في كشف بعض أسباب المآسي التي يعانيها السكان في مدينة الصدر، وإذا بهم يصدمون بحجم التردي. ونشر مغردون هاشتاغ #مناظرة_الخيسة للسخرية من الدوري والشابندر. سخر معلق:

ونشر مغردون صورتين قالوا إن الأولى لبيتها في مدينة الصدر والثانية تظهر قصرها في حي المهندسين. وقال مغرد:

dptKmdJeLLWVpBQ@

بيت مها الدوري القديم في مدينة الصدر وقصر مها الدوري في حي المهندسين مساحته 1200 متر وكلف بناؤه 6 مليارات دينار! هم من خمطوا ميزانيات إعمار مدينة الصدر 18 سنة وتكول إسرائيل ما تقبل شكو مدينة الصدر مفاعل نووي..

وتنشر جيوش إلكترونية إشاعات مفادها أن إسرائيل تمنع تطوير مدينة الصدر حتى لا ينتى مفاعلا نوويا فيها، ما اثار سخرية واسعة جعل  مغردون يطلقون تسمية “مفاعل سوق العورة النووي” على “سوق العورة” الشهير في المدينة. وسخر مغرد:

ويذكر أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أشاد بمناظرة الدوري والشابندر. ونقل صالح محمد العراقي المعروف بـ”وزير الصدر” في بيان عن الأخير قوله إن المناظرة “تأتي ضمن الأطر الحضارية والديمقراطية”، مؤكدا على “أهمية مثل هذه المناظرات التي توضح للشعب الكثير مما خفي عنه بغض النظر عن المنتصر والخاسر”.

ودعا الصدر إلى أن “تكون تلك المناظرات ضمن القواعد لتعطي صورة حضارية جميلة بعيدة عن المهاترات والشتائم وبعيدة عمن لا يملك الحجج والمؤهلات”.

19